دار الإفتاء: تَكفي نية واحدة لصيام رمضان في أول ليلة منه

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

من الأسئلة التي يتداولها المسلمون بكثرة خلال شهر رمضان المبارك هو ما إذا كان يجب تكرار النية في كل يوم من أيام الصيام، أم أن نية واحدة تكفي لصيام شهر رمضان بالكامل؟ ويتسعرض تحيا مصر أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال  في التقرير التالي.

إجابة دار الإفتاء المصرية

بحسب ما أوردته دار الإفتاء المصرية، تَكفي نية واحدة لصيام رمضان في أول ليلة منه، فصيام المسلم يعتبر صحيحًا حتى وإن لم ينوِ كل يوم على حدة. ولكن، في حالة استطاعة المسلم أن يُجدد النية كل ليلة، فإن ذلك يُعد هو الأصل والأفضل في هذا الشأن. هذا يشير إلى أن النية تتعلق بتحديد هدف المسلم ووجهته تجاه العبادة، مما يعكس التزامه ورغبته في أداء الفرض على أكمل وجه.

أهمية النية في الإسلام

النية في الإسلام تُعتبر أمرًا أساسيًا، فهي التي تحدد مقصد الإنسان في كل فعل من أفعاله. ومن خلال النية يُميز المسلم بين الأعمال التي يتقرب بها إلى الله، والأعمال التي قد تكون لأغراض دنيوية. وهذا يظهر جليًا في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى».

وفي سياق الصيام، قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ» (رواه الأربعة)، وهذا يُؤكد على أهمية النية في تحديد المقصد من الصوم قبل بدء الفجر، حيث أن النية تعتبر جزءًا أساسيًا من صحة الصيام.

النية محلها القلب ولا يشترط النطق بها

أوضحت دار الإفتاء أيضًا أن النية محلها القلب، ولا يشترط نطق المسلم بها باللسان. وبذلك، فحتى لو لم يذكر المسلم نية الصيام باللفظ، فإن نيته القلبية تكفي طالما أنه عازم على الصيام بصدق. وتظل النية بالنسبة للصوم إما ركنًا أو شرطًا، حسب اختلاف آراء الفقهاء في هذا الصدد.

آراء الفقهاء حول تجديد النية في صيام رمضان

الفقه الحنفي: يرى أن النية في صيام رمضان لا تحتاج إلى تجديد يوميًا، بل يكفي أن ينوي المسلم صيام رمضان بنية واحدة في أول ليلة من الشهر. وبمجرد أن يبدأ الصائم في الامتناع عن الطعام والشراب منذ الفجر، يعتبر صومه صحيحًا بغض النظر عن تجديد النية يوميًا.

الفقه المالكي: يرى المالكية أن نية واحدة تكفي لصيام رمضان كله، طالما أن الصيام متتابع ومستمر طوال الشهر. ويُشترط أن تكون النية موجودة في بداية الشهر مع العلم بقلبه أنه سيصوم رمضان.

الفقه الشافعي والحنبلي: يشترط الفقهاء في هاتين المذهبين تجديد النية يوميًا قبل الفجر، بحيث يتم تبييتها (أي تحديد نية الصيام) كل ليلة من ليالي رمضان، وذلك لضمان صحة الصوم، خاصة إذا كان الشخص ينوي صيام اليوم التالي.

هل يكفي عقد النية في أول ليلة من رمضان؟

إذا استطاع المسلم عقد نية الصيام كل ليلة من ليالي رمضان، فذلك هو الأفضل، لأنه يتوافق مع السنة والقول الأكثر صوابًا من حيث تجديد النية. أما إذا كان يخشى أن ينسى أو يسهو عن عقد النية كل ليلة، فيمكنه أن ينوِ في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم شهر رمضان كاملًا، وهذا يكفي في هذه الحالة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق