اشتباكات في جرمانا.. تصعيد خطير في ريف دمشق وإسرائيل تهدد بالتدخل

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت ضاحية جرمانا، الواقعة في ريف دمشق، تصعيدًا أمنيًا غير مسبوق، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر أمنية تابعة للسلطة السورية الجديدة ومسلحين محليين من الطائفة الدرزية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين. جاءت هذه الأحداث بعد سلسلة من التوترات التي بدأت يوم الجمعة، مما دفع الأوضاع إلى حافة الانفجار وسط مخاوف من استمرار التصعيد.

شرارة الاشتباكات: كيف بدأ النزاع؟

بحسب التقارير الرسمية، تعود جذور التوتر إلى إيقاف حاجز أمني لعناصر من وزارة الدفاع السورية أثناء دخولهم جرمانا لزيارة أقاربهم. بعد تسليم أسلحتهم، تعرضوا للضرب العنيف، قبل أن يتم إطلاق النار على سيارتهم مباشرة، ما أدى إلى مقتل أحد العناصر وإصابة آخر. وردًا على هذا الاعتداء، اندلعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.

هجوم على مركز الشرطة وإخلاء الأمن من المنطقة

في تصعيد خطير، قام مسلحون محليون بمهاجمة مركز الشرطة في جرمانا، حيث تمكنوا من طرد العناصر الأمنية من المقر، الأمر الذي اعتبرته السلطات تصعيدًا غير مقبول يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد مدير مديرية أمن ريف دمشق، حسام الطحان، أن الأجهزة الأمنية تواصل جهودها بالتعاون مع وجهاء المدينة لملاحقة جميع المتورطين في الحادث، محذرًا من أن مثل هذه التطورات قد تشكل خطرًا على وحدة سوريا وأمنها القومي.
 

مشايخ جرمانا: لا غطاء للمسلحين والخارجين عن القانون

على خلفية التصعيد المتزايد، أصدرت القيادات الدينية والاجتماعية في جرمانا بيانًا حاسمًا أكدت فيه رفضها لأي أعمال مسلحة، وتعهدت بتسليم كل من يثبت تورطه في الحادثة إلى الجهات المختصة. جاء هذا البيان في محاولة لإعادة التهدئة وتجنب مزيد من العنف، خاصة أن المدينة تضم خليطًا طائفيًا من الدروز والمسيحيين، إلى جانب عائلات نازحة منذ اندلاع الحرب السورية في 2011.

إسرائيل تهدد بالتدخل: هل نشهد تصعيدًا إقليميًا؟

في تطور خطير وغير مسبوق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أنهما أوعزا للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لحماية مدينة جرمانا، معتبرين أن النظام السوري الجديد قد يمثل تهديدًا مباشرًا للطائفة الدرزية في المنطقة.

وأكدت إسرائيل أنها "لن تسمح للنظام المتطرف الجديد في سوريا بإيذاء الدروز في ريف دمشق، وفي حال تعرضهم للخطر، فإن إسرائيل سترد بقوة". هذا التهديد الإسرائيلي فتح الباب أمام احتمالات تدخل عسكري محتمل، ما قد يزيد من تعقيد المشهد في سوريا، ويحول الصراع إلى مواجهة إقليمية ذات أبعاد خطيرة.

لماذا تهم إسرائيل الطائفة الدرزية في سوريا؟

لطالما أبدت إسرائيل اهتمامًا خاصًا بالمجتمع الدرزي في سوريا، خاصة في مناطق السويداء والقنيطرة. وتسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تقديم نفسها كـ"حامٍ للطائفة الدرزية"، وهو ما برز سابقًا في مواقفها تجاه الدروز داخل إسرائيل، وكذلك دعمها غير المباشر لهم في بعض مناطق سوريا.

وتشير مصادر استخباراتية إلى أن إسرائيل تتابع بقلق أي تصعيد عسكري ضد الدروز، حيث تعتبر أي اعتداء عليهم بمثابة تهديد مباشر لمصالحها، وقد تستخدم ذلك كذريعة لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في سوريا.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق