حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت من أن تركيا لن تتردد في استئناف عملياتها العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني إذا لم يتم الوفاء بالتزامات نزع السلاح. جاء هذا التصريح خلال حفل إفطار في إسطنبول بمناسبة أول أيام شهر رمضان، حيث شدد أردوغان على أن الحكومة التركية لن تقبل بأي تراجع عن الوعود التي قطعها الحزب بشأن السلام.
إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار.. خطوة نحو السلام؟
في وقت سابق من نفس اليوم، أعلن حزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، عن وقف إطلاق النار مع أنقرة استجابة لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان. وجاء في بيان الحزب أنه "سيمتثل لدعوة زعيمه لتحقيق السلام وإعلان وقف إطلاق النار بدءًا من السبت"، في خطوة قد تمهد لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف منذ اندلاعه عام 1984.
شروط حزب العمال الكردستاني لإنجاح عملية نزع السلاح
رغم إعلانه وقف إطلاق النار، شدد الحزب الكردستاني على أن نجاح عملية نزع السلاح مرهون بشروط سياسية وديمقراطية، مشيرًا إلى أن إطلاق سراح عبد الله أوجلان هو أحد المطالب الأساسية للحزب. ووفقًا للبيان الصادر عن الحزب، فإن عزلة أوجلان التامة منذ عام 1999 تعيق جهوده في توجيه عملية السلام، وهو ما يفرض على أنقرة اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز الثقة في المفاوضات.
دعوة أوجلان لنزع السلاح.. بداية النهاية للصراع؟
جاء إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار بعد يومين فقط من دعوة زعيمه عبد الله أوجلان إلى حل الحزب ونزع سلاحه نهائيًا، وهي خطوة غير مسبوقة قد تؤدي إلى إنهاء واحد من أطول الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط. أوجلان، الذي يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة في جزيرة إمرالي منذ عام 1999، دعا الحزب إلى التخلي عن الكفاح المسلح لصالح حل سياسي وسلمي للصراع مع تركيا.
أردوغان يحذر: لا مجال للتراجع عن الاتفاقات
في المقابل، بدا أردوغان حازمًا في تصريحاته، حيث أكد أن تركيا لن تتسامح مع أي انتكاسة في عملية نزع السلاح، مشيرًا إلى أن أنقرة مستعدة لاستئناف العمليات العسكرية في أي لحظة إذا ثبت أن الحزب يناور لكسب الوقت. وأضاف: "السلام ليس خيارًا من طرف واحد، نحن ننتظر إجراءات ملموسة وليس مجرد تصريحات".
تاريخ الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني
لطالما شكّل الصراع بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني واحدة من أكثر القضايا الشائكة في السياسة التركية، حيث أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص منذ بدء المواجهات المسلحة عام 1984. وخلال العقود الماضية، شهدت العلاقة بين الطرفين محاولات متعددة للتوصل إلى اتفاقات سلام، إلا أن جميعها انتهت بانهيار المفاوضات وعودة التصعيد العسكري.
وكانت آخر هدنة بين الطرفين قد انهارت عام 2015، بعد أن فشلت محادثات السلام التي استمرت لعامين، مما أدى إلى تصاعد العمليات العسكرية ضد الحزب، وخاصة في المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا، حيث يتمركز المقاتلون الأكراد.
0 تعليق