إسرائيل تتدخل في التوترات السورية: هل تدخلات نتنياهو تهدد استقرار المنطقة بعد الإعلان عن جاهزية الجيش؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت منطقة جرمانا الدرزية في ريف دمشق توترات ملحوظة مؤخرًا، ما دفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات غير مسبوقة عبر التعبير عن قلقها بشأن أمن الطائفة الدرزية في هذه المنطقة. 
التوترات الأخيرة في المنطقة، والتي شهدت اشتباكات عنيفة بين الأمن العام السوري ومجموعات مسلحة، لفتت انتباه إسرائيل، التي سارعت إلى إصدار تعليمات لقوات الجيش الإسرائيلي بالاستعداد "للدفاع" عن جرمانا، ما أثار العديد من التساؤلات حول الأبعاد السياسية لهذه التحركات.

الدفاع عن جرمانا: خطوة إسرائيلية جديدة

أصدر رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، تعليمات لقوات الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لمواجهة أي تهديد قد يطال بلدة جرمانا الدرزية.
وأكد مكتب نتنياهو أن إسرائيل ملتزمة بأمن الطائفة الدرزية وأنها سترد بقوة على أي محاولة للمساس بهم. 
جاء هذا التصريح عقب اندلاع اشتباكات في المنطقة على خلفية مقتل عنصر الأمن العام السوري، أحمد أديب الخطيب، وإصابة آخرين، ما أدى إلى تصاعد التوترات بين الأمن السوري والمجموعات المسلحة في المنطقة.

في الوقت نفسه، أوضح السكرتير العسكري لنتنياهو أنه عقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الروس في الكرملين لمناقشة الوضع السوري، مبدياً رغبة إسرائيل في استمرار الوجود الروسي على الساحل السوري لضمان استقرار المنطقة.

تفجر التوترات في جرمانا

تعود جذور التوترات في جرمانا إلى حادثة يوم الخميس الماضي، عندما حاولت مجموعة من عناصر وزارة الدفاع السورية دخول البلدة لزيارة أقاربهم. 
تم إيقافهم من قبل حاجز يتبع لفصيل "درع جرمانا"، حيث سلموا أسلحتهم للمجموعة المتمركزة في الحاجز، لكنهم تعرضوا للاعتداء. وبعد ذلك، تعرضت سياراتهم لإطلاق نار مباشر، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخر. الهجوم تصاعد بشكل سريع ليشمل هجومًا على قسم الشرطة في جرمانا، ما أسفر عن طرد عناصر الأمن وسرقة أسلحتهم.

وقد لاقت هذه الحادثة إدانات من الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في جرمانا، التي أكدت على ضرورة تسليم المتورطين للعدالة. 
كما صرح المقدم حسام الطحان، مدير مديرية أمن ريف دمشق لوسائل الإعلام، بأن الأجهزة الأمنية في سوريا ستواصل ملاحقة جميع المتورطين في الحادثة.

إسرائيل تتدخل: هل هي خطوة ضرورية أم تدخل في الشأن السوري؟

إسرائيل ليست جديدة على التصريحات المثيرة بشأن الوضع في سوريا. ففي الأسبوع الماضي، صرح نتنياهو أنه لن يسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول جنوب دمشق، مهددًا بنزع السلاح من المناطق السورية المتاخمة للحدود الإسرائيلية، مثل القنيطرة ودرعا والسويداء. 
كما أعلن أنه لن يتسامح مع أي تهديد للمجتمع الدرزي في جنوب سوريا.
هذه التصريحات استفزت السوريين، الذين خرجوا في مظاهرات غاضبة ضد التدخلات الإسرائيلية في الشأن السوري، مطالبين بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي دخلتها منذ ديسمبر الماضي.

رد الفعل السوري: دعوة للتمسك بالوحدة

وفي رد فعل غاضب على التدخل الإسرائيلي، خرجت العديد من المظاهرات في مختلف المدن السورية مطالبة بالتمسك بوحدة سوريا ورفض أي محاولات لتقسيمها.
ورفع المحتجون شعارات تؤكد على أن سوريا ليست ملكًا لأي جهة خارجية وأنها ستظل متحدة مهما كانت التحديات. 
وشددوا على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي توغلت فيها منذ ديسمبر الماضي، مؤكدين أن التدخلات الإسرائيلية تهدد استقرار سوريا وأمن المنطقة.

ماذا وراء التدخلات الإسرائيلية؟ هل هي دفاع عن الأمن أم تدخلات معقدة في الشأن السوري؟

وسط هذه التطورات، يبقى السؤال قائمًا: هل تتحرك إسرائيل لحماية أمن الطائفة الدرزية في سوريا، أم أن تدخلاتها جزء من مخطط أكبر لزعزعة الاستقرار في المنطقة؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق