الأمريكان مش سايبين حاجة للصدفة.. ...

بانكير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يا ترى إيه اللي بيحصل بين أمريكا.. وأوكرانيا دلوقتي؟ وهل ترامب فعلاً عايز ياخد نص ثروة أوكرانيا.. عشان يديها دعم؟ ولا فيه حاجة أكبر من كده.. بتترتب في الكواليس؟

 

فى البداية كده.. إيه هي اتفاقية المعادن دي أصلاً؟

خليني أقولك إيه اللي بيحصل.. بص يا سيدي.. أمريكا بتفاوض أوكرانيا عشان تاخد حصة من مواردها الطبيعية.. وبالأخص المعادن النادرة والحيوية زي التيتانيوم، والليثيوم، والجرافيت.

 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصمم على الصفقة دي.. وبيقول إنها طريقته عشان يرجّع فلوس الدعم اللي أمريكا صرفتها على أوكرانيا في الحرب ضد روسيا.. في الأول.. ترامب طلب 500 مليار دولار من ثروة المعادن دي كتعويض عن المساعدات.. بس أوكرانيا رفضت.. وقالت إنها مش هتبيع بلدها.. دلوقتي.. المفاوضات وصلت لاتفاق مبدئي.. بيقولوا إنه هيبقى فيه صندوق استثماري مشترك بين البلدين.. وأوكرانيا هتساهم فيه بنص أرباح المعادن بتاعتها.

طب ليه أمريكا متشعلقة بالموضوع ده كده؟

الإجابة بسيطة.. المعادن دي مش مجرد حاجة عادية.. دي بمثابة العمود الفقري للصناعة الحديثة في العالم.. أمريكا عايزة الحصة دي عشان تقلل اعتمادها على الصين.. اللي بتسيطر على حوالي 90% من سوق المعادن النادرة في العالم.. يعني لو أمريكا حطت إيدها على جزء من كنوز أوكرانيا.. هتقدر تنافس الصين في صناعات زي التكنولوجيا.. الدفاع.. والطاقة النظيفة.. ترامب شايف إن الصفقة دي مش بس هترجّع فلوس دافعي الضرائب الأمريكان.. لكن كمان هتدي بلده ميزة استراتيجية كبيرة.. وبصراحة.. هو ده أسلوب ترامب.. كل حاجة لازم تبقى صفقة فيها ربح مادي ملموس.

طب إيه بقى المعادن اللي موجودة في أوكرانيا دي؟

أوكرانيا عندها حوالي 5% من المعادن الحيوية في العالم.. ودي نسبة كبيرة لو بصينا إن مساحتها مش كبيرة أوي.. بتتكلم عن إيه؟ التيتانيوم مثلاً.. اللي بيستخدم في صناعة الطيارات.. والدبابات.. والصواريخ.. أوكرانيا كانت بتصدّر حوالي 7% من إنتاجه العالمي قبل الحرب.. كمان الجرافيت كمان.. اللي بيدخل في بطاريات العربيات الكهربائية.. والمفاعلات النووية.. أوكرانيا عندها احتياطي يقولوا إنه حوالي 20% من المخزون العالمي.. وكمان الليثيوم.. اللي هو المكون الأساسي لبطاريات الموبايلات.. واللاب توب.. عندهم منه حوالي تالت احتياطي أوروبا.. ومتنساش اليورانيوم.. والمعادن النادرة التانية زي النيوديميوم.. والسيريوم.. اللي بيستخدموا في صناعة المغناطيسات.. والليزر.. والأسلحة المتطورة.

لو بصينا على تأثير المعادن دي على الصناعة العالمية.. هنلاقي إنها فعلاً بتحرّك الاقتصاد الحديث.. من غير الليثيوم والجرافيت.. مش هتعرف تصنّع بطاريات تدوم وقت طويل.. أو تكون قوية كفاية للعربيات الكهربائية.. وده معناه إن التحول للطاقة النظيفة هيتعطل.. التيتانيوم لو وقف.. الصناعات الدفاعية.. والطيران.. هتبقى في ورطة كبيرة.. والمعادن النادرة دي هي اللي بتخلّي شركات زي تسلا.. وآبل.. والبنتاجون.. يقدروا يطلّعوا منتجاتهم المتطورة.. يعني اللي بيحصل في أوكرانيا دلوقتي.. مش مجرد حرب على الأرض.. دي حرب على المستقبل الصناعي كمان.

ليه بقى ترامب مصمم أوي على الاتفاقية دي؟

عشان بالنسبة له.. دي فرصتين في فرصة واحدة.. الأولى إنه يثبت للناس في أمريكا.. إنه مش بيدي حاجة ببلاش.. وإن أي دولار صرفته على أوكرانيا.. لازم يرجع بفايدة.. التانية إنه يضرب عصفورين بحجر واحد.. يعني يقلل اعتماد أمريكا على الصين.. وفي نفس الوقت يسيطر على موارد.. هتخلّي بلده قوة اقتصادية وعسكرية أكبر.. بس المشكلة إن أوكرانيا مش مستعدة تبيع ثروتها بالساهل.. وزيلينسكي رئيس أوكرانيا قالها صراحة: "مش هوقّع حاجة تخلّي عشر أجيال من شعبي يدفعوا تمنها".. وكمان.. فيه حاجة مهمة.. روسيا محتلة حوالي 20% من أراضي أوكرانيا.. ومعاها جزء كبير من الثروة دي.. زي مناجم الليثيوم في دونيتسك.. وزابوريجيا.. يعني حتى لو أمريكا وقّعت الاتفاقية.. مش كل المعادن دي مضمونة.

في النهاية.. الاتفاقية دي لو تمت.. هتبقى نقطة تحول كبيرة.. لواشنطن.. هي طريقة تضمن بيها مصالحها الاقتصادية.. والأمنية.. ولأوكرانيا.. ممكن تكون فرصة تجيب استثمارات.. وتكنولوجيا جديدة.. بس بشرط إنها تاخد ضمانات أمنية قوية من أمريكا ضد روسيا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق