في تصعيد خطير لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للهدنة المعلنة، استشهد مواطنان فلسطينيان، مساء اليوم الأحد، جراء قصف نفذته طائرة مسيرة إسرائيلية شرق مطار غزة المدمر في مدينة رفح، جنوب القطاع، ما يثير تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، وسط استمرار سقوط الضحايا المدنيين.
ارتفاع حصيلة الشهداء.. غزة تنزف رغم إعلان وقف إطلاق النار
لم تكن هذه الغارة الإسرائيلية هي الوحيدة اليوم، إذ استشهد أربعة فلسطينيين آخرين، بينهم امرأة، وأصيب ستة آخرون، في أماكن متفرقة من القطاع، حيث استهدف القصف الإسرائيلي بيت حانون شمالًا، والفراحين شرق خان يونس، ووسط رفح جنوبًا، ما يؤكد استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف الفلسطينيين رغم الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع العديد من الإصابات والشهداء، حيث تم نقل شهيدين من بيت حانون، وشهيدة وإصابتين من خان يونس، إضافة إلى إصابتين من محافظة رفح، في ظل وضع صحي كارثي تعاني منه مستشفيات القطاع بسبب نقص الإمدادات الطبية والحصار الخانق.
116 شهيدًا منذ وقف إطلاق النار.. جثامين تُنتشل من تحت الأنقاض
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فقد بلغ عدد الشهداء الذين وصلوا مستشفيات القطاع منذ إعلان وقف إطلاق النار 116 شهيدًا، معظمهم تم انتشال جثامينهم من تحت الأنقاض، في حين ارتفع عدد المصابين إلى 490 إصابة، وهو ما يعكس استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بشكل ممنهج رغم الحديث عن تهدئة.
ويثير هذا العدد الكبير من الشهداء تساؤلات حول جدوى اتفاق وقف إطلاق النار ومدى التزام الاحتلال به، وسط دعوات دولية لإنهاء العدوان على غزة وفتح ممرات إنسانية تتيح إدخال المساعدات الطبية والإغاثية للقطاع المنكوب.
المقاومة تندد بالتصعيد الإسرائيلي وتحذر من استمرار الانتهاكات
في ظل هذا التصعيد، نددت فصائل المقاومة الفلسطينية بالقصف الإسرائيلي المستمر على غزة، معتبرة أن ما يجري هو "خروقات خطيرة لوقف إطلاق النار، ومحاولة للالتفاف على الاتفاقات الدولية".
وحذرت الفصائل من أن "استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني لن يبقى دون رد، وأن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى انهيار التهدئة بالكامل"، مشيرة إلى أن الاعتداءات المتكررة على المدنيين تشكل "جرائم حرب يجب محاسبة الاحتلال عليها".
هل تنهار الهدنة في غزة؟
مع استمرار الاستهداف الإسرائيلي لمناطق متفرقة في القطاع، وسقوط المزيد من الشهداء، تتزايد المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما مع تصاعد وتيرة الاعتداءات على المدنيين ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وتواجه الجهود الدولية صعوبة في إلزام إسرائيل بتطبيق بنود التهدئة، في ظل صمت المجتمع الدولي وعدم تحركه الجاد لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
0 تعليق