استخراج هاتف محمول من معدة مريض.. شهد مستشفى الباطنة التخصصي بجامعة المنصورة واقعة طبية نادرة تمثلت في نجاح فريق طبي متخصص في استخراج هاتف محمول من معدة مريض، وذلك بعد أن ظل داخل جهازه الهضمي لمدة ست سنوات، متسببًا في آلام مستمرة بالمعدة، دون أن يؤدي إلى انسداد معوي أو مضاعفات خطيرة خلال تلك الفترة.
تفاصيل الحالة المرضية واستخراج هاتف محمول من معدة مريض
وصل المريض إلى المستشفى وهو يعاني من آلام مزمنة في المعدة، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، تبين وجود جسم غريب داخل المعدة.
وبعد التحاليل الدقيقة والأشعة التشخيصية، تأكد أن هذا الجسم هو هاتف محمول كان قد ابتلعه المريض منذ ست سنوات، مما أثار دهشة الفريق الطبي نظرًا لعدم حدوث مضاعفات خطيرة مثل الانسداد أو الثقب في المعدة خلال هذه المدة الطويلة.
محاولات استخراج هاتف محمول من معدة مريض
سبق أن جرت عدة محاولات لاستخراج الهاتف، لكنها لم تكلل بالنجاح، كما تم طرح خيار التدخل الجراحي لإزالته، إلا أن القرار الطبي كان بعدم اللجوء إلى الجراحة إلا في حالة حدوث مضاعفات خطيرة مثل انسداد الجهاز الهضمي أو حدوث ثقب في جدار المعدة. وبعد دراسة الحالة بعناية، قرر الأطباء اللجوء إلى التنظير الهضمي كحل أكثر أمانًا وأقل تدخلًا جراحيًا.
إجراء العملية باستخدام المنظار من أجل استخراج هاتف محمول من معدة مريض
قام فريق طبي متخصص بقيادة الدكتورة أسماء جميل، مدرس الجهاز الهضمي والمناظير، بإجراء عملية استخراج الهاتف باستخدام المنظار الهضمي في إجراء استغرق 45 دقيقة فقط، حيث تمكن الفريق من سحب الهاتف بنجاح دون حدوث أي مضاعفات للمريض.
وشارك في العملية طاقم التمريض إيمان وإبراهيم، إلى جانب فريق الفنيين المختصين، وذلك تحت إشراف الدكتور حازم حكيم، مدير مستشفى الباطنة التخصصي، والدكتورة سهام سيف، رئيس وحدة المناظير بالمستشفى.
ما بعد العملية ووضع المريض الصحي
بعد استخراج الهاتف، خضع المريض للملاحظة الطبية داخل المستشفى للتأكد من استقرار حالته الصحية وعدم وجود أي آثار جانبية ناتجة عن العملية. وأكد الفريق الطبي أن المريض بحالة صحية جيدة وقد بدأ في التعافي سريعًا بعد الإجراء.
دلالات طبية وأهمية التدخل غير الجراحي
تعتبر هذه الحالة واحدة من الحالات الطبية الفريدة التي تؤكد على أهمية تقنيات التنظير المتقدمة في علاج الحالات التي كان يستلزم التعامل معها جراحيًا في الماضي. كما أنها تبرز مدى قدرة المعدة على التكيف مع وجود أجسام غريبة داخلها لفترات طويلة، رغم المخاطر المحتملة لذلك.
وقد أشاد الأطباء بنجاح العملية، مؤكدين أن مثل هذه الإجراءات تعكس تطور الخدمات الطبية في مستشفى الباطنة التخصصي بجامعة المنصورة، لا سيما في مجال التنظير الهضمي الذي أصبح يلعب دورًا رئيسيًا في التعامل مع الحالات الحرجة والمعقدة دون الحاجة إلى تدخل جراحي.
يعد نجاح هذه العملية إنجازًا طبيًا يسلط الضوء على التقدم في تقنيات التنظير الهضمي، إضافة إلى كفاءة الطواقم الطبية المصرية في التعامل مع الحالات النادرة والمعقدة. ومن المتوقع أن تسهم هذه الواقعة في تعزيز الوعي الطبي حول أهمية تجنب ابتلاع الأجسام الغريبة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية الفحوصات الطبية الدورية للكشف المبكر عن مثل هذه الحالات قبل أن تتفاقم.
0 تعليق