من المتوقّع أن تواصل إصدارات التمويل المستدام زخمها، خلال العام الجاري (2025)، في ظل تزايد الضغوط لتحقيق أهداف إزالة الكربون لعام 2030.

ومع تسارع السباق، استمرت الإصدارات في الصعود، لتصل إلى 1.657 تريليون دولار خلال العام الماضي، متجاوزة مستويات 2023 التي بلغت 1.488 تريليون دولار.

وتوقّع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن تتجاوز إصدارات التمويل المستدام مستويات 2024 لتصل إلى 1.752 تريليون دولار خلال عام 2025، ورغم ذلك؛ فإنها ستظل دون المستويات المسجلة في 2021 (1.887 تريليون دولار).

ومع ذلك، سلّط التقرير الضوء على بعض التحديات السياسية التي قد تؤثر في وتيرة هذا النمو، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا.

إصدارات التمويل المستدام في 2025

أشار التقرير الصادر عن بنك الاستثمار الهولندي "آي إن جي" إلى مجموعة من العوامل ستؤدي إلى نمو إصدارات التمويل المستدام خلال العام الجاري؛ أبرزها:

• تسريع وتيرة الاستثمارات في الطاقة النظيفة للوفاء بالتزامات إزالة الكربون لعام 2030.
• تحوّل الشركات إلى التكيّف مع التغير المناخي بسبب تزايد الكوارث الطبيعية وتأثيرها في مرونة الأعمال.
• لا تزال إصدارات التمويل المستدام تجذب المستثمرين المهتمين بالممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة؛ ما يتيح لجهات الإصدار الوصول إلى رأسمال إضافي.
• سيُسهم تحسين اللوائح التنظيمية وتوحيد المعايير في زيادة حجم الإصدارات، مع توقعات بأن يكون معيار السندات الخضراء الأوروبي محفزًا رئيسًا.

في الوقت نفسه، تلوح بالأفق تحديات سياسية قد تعرقل مسار نمو إصدارات التمويل المستدام، ولا سيما في الولايات المتحدة؛ إذ تدفع التغيرات في المناخ السياسي مع الإدارة الجديدة، الشركات إلى توخي الحذر، والحد من وتيرة الإصدارات.

ومع ذلك؛ فإن التمويل الأخضر القائم على المشروعات لا يزال يحتفظ بزخمه، وستواصل عدة ولايات وشركات التمسك بأهدافها المستدامة؛ ما قد يخفف من وطأة أي تباطؤ محتمل.

وعلى الرغم من أن أوروبا تشهد تغيرات سياسية أيضًا؛ فإن تأثيرها في هذا القطاع أقل مقارنة بالولايات المتحدة.

على النقيض، تواصل آسيا، إلى جانب المملكة المتحدة وبعض الأسواق الناشئة، تعزيز جهودها لتسريع عملية التحول.

وفي عام 2024، شهدت آسيا إصدار عدد كبير من السندات والقروض المتعلقة بتحول الطاقة؛ حيث هيمنت اليابان على 86% من إجمالي الإصدارات عالميًا، مستفيدةً من إطار سندات التحول المناخي، ويبدو أن دولًا، مثل الصين وتايلاند وفيتنام وكوريا الجنوبية، تسير على خطى مماثلة.

ومع ذلك؛ فإن غياب معايير موحدة عالميًا قد يحدّ من توسع هذه السوق خارج آسيا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

السندات الخضراء تواصل تحطيم الأرقام القياسية

من جهة أخرى، واصلت السندات الخضراء تصدُّرها قائمة إصدارات التمويل المستدام، محطمةً الأرقام القياسية بقيمة 688 مليار دولار في عام 2024.

ومع استمرار النمو القوي، تشير التوقعات إلى تجاوز هذا الرقم حاجز 700 مليار دولار خلال 2025، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وعلى الرغم من تسجيل القروض المرتبطة بالاستدامة 278 مليار دولار في 2024؛ فإنها لا تزال بعيدة عن المستويات التي بلغتها في عامي 2021 و2022، وسط توقعات بأن تشهد نموًا معتدلًا خلال العام الجاري.

في المقابل، لم تكُن السندات المرتبطة بالاستدامة على الوتيرة ذاتها؛ إذ سجلت أداءً ضعيفًا بقيمة 39 مليار دولار فقط في 2024، وهو أقل من مستويات 2023.

وعلى الرغم من إمكان حدوث انتعاش طفيف، سيكون من الصعب تحقيق هذا النوع من السندات المستويات التي شهدتها السنوات السابقة.

من ناحية أخرى، شهدت سندات الاستدامة والقروض الخضراء عامًا استثنائيًا؛ حيث بلغتا 252 مليار دولار و192 مليار دولار على التوالي في 2024، ومن المتوقع أن يحافظ هذا الاتجاه على زخمه في 2025، مدفوعًا بالتزامات تحول الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: