أصبحت محطات تحلية المياه في مصر قصة نجاح أبهرت العالم، منذ تولي الرئيس السيسي الحكم في 2014، والتي تعكس رؤية الدولة في مواجهة التحديات المائية بطرق مبتكرة ومستدامة، وفي ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها مصر فيما يتعلق بالمياه.. وبرزت محطات تحلية المياه كمشروعات استراتيجية لتأمين الموارد المائية وتحقيق الأمن المائي المستدام.
التحلية كخيار استراتيجي
تعتمد مصر بشكل رئيسي على نهر النيل كمصدر أساسي للمياه، إلا أن الزيادة السكانية، والتغيرات المناخية، وقضية سد النهضة الإثيوبي فرضت ضرورة البحث عن حلول بديلة، ومن هنا جاءت محطات التحلية كأحد أهم هذه الحلول، حيث تبنت الحكومة خطة لزيادة طاقة التحلية إلى أكثر من 6.4 مليون متر مكعب يوميًا بحلول عام 2050، مقارنة بحوالي 0.8 مليون متر مكعب حاليًا.
مشروعات ضخمة تضع مصر في الصدارة
نفذت مصر خلال السنوات الماضية العديد من المشروعات العملاقة في مجال التحلية، أبرزها:
محطة تحلية العلمين الجديدة: تعد واحدة من أكبر محطات التحلية في إفريقيا، وتوفر المياه العذبة للمدينة الجديدة والمناطق المحيطة بها.
محطة تحلية الجلالة: تعتمد على أحدث تكنولوجيا في التحلية، وتخدم مشروعات التنمية في منطقة هضبة الجلالة.
محطة تحلية شرق بورسعيد: تُعتبر إضافة نوعية لدعم المشروعات الصناعية والتنموية في محور قناة السويس.
مشروعات التحلية في البحر الأحمر وسيناء: تشمل عددًا من المحطات التي توفر المياه لمدن البحر الأحمر، وشرم الشيخ، والعريش، ما يسهم في تعزيز التنمية السياحية.
تقنيات متطورة وتوطين الصناعة
تستخدم مصر في محطاتها أحدث تكنولوجيا التحلية، التي تقلل استهلاك الطاقة وتحسن كفاءة التشغيل، كما تسعى الدولة إلى توطين صناعة مكونات محطات التحلية، بالتعاون مع شركات محلية ودولية، وهو ما يعزز قدراتها التنافسية ويقلل التكاليف.
التأثيرات الاقتصادية والتنموية
تمثل محطات التحلية رافدًا مهمًا لدعم التنمية الاقتصادية، حيث توفر المياه لمشروعات الإسكان الجديدة، والمناطق الصناعية، والزراعة في المناطق الساحلية، كما تساهم في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لتكنولوجيا المياه.
إشادة دولية بالنموذج المصري
حظيت التجربة المصرية بإشادة دولية، حيث اعتبرها البنك الدولي نموذجًا ناجحًا في إدارة الموارد المائية، كما أبدت العديد من الدول اهتمامها بالاستفادة من خبرات مصر في تنفيذ مشروعات مماثلة، خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط.
0 تعليق