التقى دكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، الرئيس "دنيس ساسو نجيسو"، رئيس جمهورية الكونغو، بحضور وزير الدفاع الكونغولي في العاصمة برازافيل، حاملًا رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى نظيره الكونغولي، تتناول التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية- الكونغولية، والتطلع إلى اتخاذ مزيد من الخطوات خلال الفترة المُقبلة لدفع مجالات التعاون الثنائي ذات الأولوية، بما يُحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

ونقل الوزير عبدالعاطي تحيات الرئيس السيسي إلى أخيه الرئيس "دنيس ساسو نجيسو"، مؤكدًا عمق أواصر العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين، والرغبة فى الارتقاء بالعلاقات الثنائية في كل المجالات، مشيرًا إلى أهمية التحضير لعقد الدورة الثانية للجنة المشتركة بين البلدين.

وأعرب عن استعداد مصر دعم الكونغو في تفعيل خطة التنمية الوطنية 2022-2026، وذلك اتساقًا مع ما تشمله الخطة من أهداف تنموية في مجالات الزراعة، والتحول الرقمي، والسياحة، والعقارات، والصناعة، وتطوير المناطق الاقتصادية الخاصة، مستعرضًا الخبرات المصرية في هذه المجالات، خاصة إدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتطوير ورقمنة المنظومات والخدمات الحكومية، ومشروعات البنية التحتية الكبرى في المدن الجديدة في مصر.

وأشار عبدالعاطي إلى ارتفاع حجم الاستثمارات المصرية في الدول الإفريقية بما يتجاوز 14 مليار دولار، منوهًا إلى أن الإمكانات الكبيرة والخبرة التى تتمتع بها الشركات المصرية في إفريقيا تمكنها من تنفيذ مشروعات كبرى في العديد من المجالات الحيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والصحة، والزراعة، والدواء. وفي هذا السياق، أشار إلى الحرص على تنفيذ مشروع إمداد المنطقة الصناعية في مدينة "مالوكو" بمياه الشرب والكهرباء، كما أكد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية الاستثمارية والتجارية بين البلدين، وإيفاد وفد من رجال الأعمال المصريين إلى برازافيل لعقد منتدى اقتصادي في القطاعات ذات الأولوية للجانبين.

واستعرض الوزير البرامج التدريبية التي يقدمها كل من مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، مؤكدًا استعداد مصر لدعم بناء قدرات الكوادر الوطنية في الكونغو عبر التوسع في البرامج التدريبية والمنح الدراسية، بالإضافة إلى إرسال أطباء في التخصصات المطلوبة وتبادل الخبرات في الصناعات الدوائية.

من ناحية أخرى، تناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها الوضع في ليبيا، حيث قدم الوزير عبدالعاطي التهنئة للرئيس "ساسو نجيسو" على نجاح جهوده في توقيع اتفاق المصالحة الليبي خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة. وقد ناقش الجانبان المستجدات في السودان، والجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية للأزمة تفضي إلى إنهاء الصراع، وكذلك مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مثمنًا الدعم الإفريقي التاريخي لحقوق الشعب الفلسطيني.

كما أكد الجانبان أهمية التشاور والتنسيق بين البلدين في المحافل الدولية لتوحيد المواقف، وتبادل تأييد ترشيحات البلدين في المناصب الدولية المؤثرة، ودعم الترشيحات المعتمده من الاتحاد الإفريقي بالمحافل الدولية، لا سيما ترشيح د. خالد العناني لمنصب مدير عام يونسكو.

من جانبه، طلب الرئيس "دينيس ساسو نجيسو" نقل تحياته إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، معربًا عن تقديره الكبير للعلاقات الأخوية التي تجمع مصر والكونغو، مشيدًا بالدور الفاعل لمصر في القارة الإفريقية وجهودها في تعزيز الأمن والاستقرار.

وأكد حرصه على تعزيز التعاون الاقتصادي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.