في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، يوم الأربعاء عن طرد دبلوماسيين روسيين رفيعي المستوى، متهمة موسكو بالتدخل في شؤونها الداخلية، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
تأتي هذه الخطوة على خلفية انتقادات وجهتها أجهزة الاستخبارات الروسية إلى مرشح اليمين، كالين جورجيسكو، مما أثار غضب الحكومة الرومانية.
الطرد بسبب تدخلات موسكو في شؤون رومانيا
أصدرت وزارة خارجية رومانيا بيانًا رسميًا أكدت فيه أن السلطات قررت اعتبار الملحق العسكري الروسي في بوخارست ومساعده شخصين غير مرغوب فيهما، ما يعكس تصاعد التوترات بين البلدين.
وقالت خارجية رومانيا إنها تندد بـ"سلسلة من الأعمال المستهجنة" و"التدخلات" الروسية التي تهدف إلى تقويض الديمقراطية في رومانيا.
تلك التدخلات تركزت بشكل خاص على الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث اتهمت موسكو بالتحريض ضد بعض المرشحين الرومانيين، بمن فيهم كالين جورجيسكو، الذي يواجه حاليًا اتهامات جنائية.
رئيس الوزراء الروماني يرد على التدخلات الروسية
من جانبه، أدلى رئيس وزراء رومانيا مارسيل سيولاكو، بتصريحات عبر حسابه على فيسبوك، حيث أعرب عن استياء حكومته من تدخل أجهزة الاستخبارات الروسية في شؤون رومانيا الداخلية.
وأكد أن "من غير المقبول أن تتدخل أجهزة الاستخبارات الروسية في قرارات السلطات الرومانية"، مضيفًا أن روسيا، التي لا تشكّل نموذجًا ديمقراطيًا، ليس لها الحق في فرض تصوراتها على رومانيا بشأن من يجب التحقيق معه ومن لا يجب.
قضية كالين جورجيسكو: اتهامات متبادلة
يواجه المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية، كالين جورجيسكو، سلسلة من التهم التي تشمل تقديم تصريحات كاذبة حول تمويل حملته الانتخابية، والتحريض على أعمال غير دستورية، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة فاشية والتغاضي عن جرائم الحرب.
بينما يرى جورجيسكو أن هذه الاتهامات مجرد "تلفيقات" تهدف إلى "تبرير سرقة الانتخابات" ومنعه من الترشح مرة أخرى في الانتخابات المقررة في مايو المقبل.
وقد واجهت الحملة الانتخابية لجورجيسكو انتقادات شديدة من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، الذين يعتبرون أنه يمثل تهديدًا للديمقراطية الرومانية.
دعم أمريكي لجورجيسكو في ظل التوترات
على الرغم من الانتقادات الأوروبية، تلقى جورجيسكو دعمًا من بعض الشخصيات الأمريكية البارزة، بما في ذلك نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الذي انتقد علنًا إلغاء التصويت، إضافة إلى الملياردير إيلون ماسك، الذي اعتبر أن الاتهامات الموجهة ضد جورجيسكو هي "هراء".
هذا الدعم قد يضاعف من تعقيد الموقف ويزيد من تعقيدات العلاقات الدولية لرومانيا.
هل ستكون هذه الخطوة بداية تصعيد دبلوماسي مع روسيا؟
في ضوء هذه التطورات، يبقى السؤال الأبرز: هل ستؤدي الإجراءات الرومانية ضد الدبلوماسيين الروس إلى تصعيد أكبر في العلاقات بين رومانيا وروسيا؟ وما هي التداعيات المحتملة لهذا التصعيد على الانتخابات الرئاسية المقبلة في رومانيا والعلاقات الأوروبية-الروسية بشكل عام؟
0 تعليق