قد تضرّ الرسوم الجمركية الأميركية على محولات الكهرباء المكسيكية بشبكة ولاية تكساس وقطاع النفط والغاز فيها.
ومن المتوقع أن تسبّب الضرائب على الواردات من المكسيك أزمة كهرباء خطيرة جديدة في تكساس، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقد تحد الرسوم الجمركية الأميركية، المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 4 مارس/آذار الجاري، من الوصول إلى المكونات الكهربائية الأساسية، ما يجعل من الصعب على ولاية تكساس بناء شبكة الكهرباء المرنة التي تحتاج إليها.
وتُستعمل هذه المحولات الكهربائية لزيادة جهد التوليد للنقل لمسافات طويلة، أو خفض الجهد للتوزيع.
نقص المحولات الكهربائية
يوجد نقص وطني وعالمي في المحولات الكهربائية، إذ ارتفعت أوقات التسليم من 50 أسبوعًا في عام 2021 إلى 120 أسبوعًا في أوائل عام 2024.
ويلبي إنتاج الولايات المتحدة من المحولات الكهربائية 20% فقط من الطلب المحلي، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وقبل أن يوقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الرسوم الجمركية المتعلقة بالمكسيك في 4 فبراير/شباط الماضي، كانت المحولات المنتجة في المكسيك -والمكونات الكهربائية الأخرى- على قائمة الواردات التي كانت ستخضع لرسوم بنسبة 25%، وكانت تؤثر بصورة كبيرة في توليد الكهرباء ونقلها.

من الناحية النظرية، قد تدفع الرسوم الجمركية أسعار السلع النهائية إلى ما يزيد على 25% بسبب الضرائب "المفرطة" على شحنات السلع الوسيطة عبر الحدود، حيث تتكبّد المعابر الحدودية رسومًا إضافية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم سترفع أسعار منتج فولاذي متخصص يُستعمل في المحولات، ما يرفع سعر الوحدات المصنوعة في الولايات المتحدة.
ارتفاع أسعار المحولات الكهربائية
من شأن ارتفاع أسعار المحولات الكهربائية، خصوصًا المستوردة من المكسيك، بسبب الرسوم الجمركية أن يرفع تكاليف تطوير المشروعات ويؤخّر ترقيات البنية الأساسية، ما يؤثر في ولاية تكساس.
وبصفتها أكبر مستورد لوحدات المحولات في الولايات المتحدة، تعتمد تكساس بصورة كبيرة على المكسيك، التي تزوّد ما يقرب من نصف جميع واردات المحولات عالية الجهد من خلال منطقة لاريدو، وبالطبع، لا تُركّب جميع هذه المحولات في تكساس في نهاية المطاف.
وبالتالي، فإن الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على المحولات المكسيكية تضر بجذب الشركات إلى تكساس، والمستهلكين، وبقطاع الطاقة.
تمهيد لانقطاع كهربائي كارثي
في أسوأ السيناريوهات، تمهّد الرسوم الجمركية الأميركية لانقطاع كهربائي كارثي جديد في ولاية تكساس.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس إركوت (ERCOT) لم يتجنّب تكرار كارثة العاصفة الشتوية "أوري" في عام 2021 إلا بفضل زيادة توليد الكهرباء الذي ارتفع بمقدار 70 تيراواط/ساعة من عام 2021 إلى عام 2024 حتى مع انخفاض استعمال الفحم.
بدورها، شكّلت تقنيات الطاقة المتقدمة -مثل أنظمة تخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات- 91% من سعة توليد الكهرباء الجديدة من مارس/آذار 2021 إلى ديسمبر/كانون الأول 2024، على الرغم من ارتفاع توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس بصورة كبيرة.

كهرباء الطاقة الشمسية
كانت الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية (بالإضافة إلى التخزين) ذات قيمة خاصة لاستقرار شبكة مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس.
ويميل توليد الطاقة الشمسية إلى الارتباط بأيام الصيف الحارة، ما يحسّن من موثوقية الشبكة خلال فصول الصيف.
وأدت الطاقة الشمسية وسعة البطاريات إلى خفض أسعار الكهرباء بالجملة في مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس خلال الطلب الصيفي من 332 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة في عام 2023 إلى 80 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة في عام 2024.
وتخطّط تكساس لمضاعفة توليد الكهرباء بحلول عام 2030، وقد يمنع نقص المحولات، الذي تفاقم بسبب الرسوم الجديدة، تكساس من بناء توليد الكهرباء التي تحتاج إليها.
وفي حال عجز تكساس عن إنشاء قدرة توليد كهرباء تدريجية جديدة -خصوصًا للطلب في فصل الصيف- فقد تنزلق هيوستن والولاية بأكملها إلى أزمات متلاحقة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، تتطلّب مراكز البيانات إمدادات كهرباء غير منقطعة، لذا فإن أي انقطاع في ولاية تكساس، أو حتى التهديد الموثوق بانقطاع التيار الكهربائي، سيجعلها أقل جاذبية لشركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
وسيتطلعّ المصنّعون -الذين يدركون أن انقطاع التيار الكهربائي في تكساس في عام 2021 تسبّب في اضطرابات شديدة في سلسلة التوريد لإنتاج الرقائق- إلى مواقع أخرى إذا أصبحت موثوقية مجلس الكهرباء في تكساس موضع شك.
بدورها، تضر اضطرابات شبكة الكهرباء في تكساس بإنتاج النفط والغاز، وتقيد شحنات خطوط أنابيب الغاز الطبيعي إلى محطات الغاز المسال، بما في ذلك إلى محطة فريبورت، التي ترتبط بالشبكة بصفة ملحوظة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق