المعادن الحيوية في أفريقيا كنوز قد تقلب وجه القارة.. من يستخرجها؟

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • يحتاج قطاع المعادن الحيوية في أفريقيا إلى استثمارات ضخمة
  • بمقدور أفريقيا أن تصبح وجهة التصنيع المفضلة عالميًا
  • أفريقيا تضم قرابة 30% من الاحتياطيات العالمية للمعادن الحيوية
  • توقعات بقفزة كبيرة في الطلب العالمي على المعادن الحيوية
  • صناعة المعادن الحيوية تحتاج إلى قرابة 800 مليار دولار بحلول 2040

ما يزال قطاع تعدين المعادن الحيوية في أفريقيا متخلفًا عن الركب العالمي، على الرغم من الكنوز المعدنية التي تزخر بها القارة، والتي لم تُستغل على النحو الأمثل حتى الآن، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومن الممكن أن تصبح أفريقيا وجهة التصنيع المفضلة عالميًا من خلال إضافة القيمة إلى المعادن الحيوية في القارة، كما يمكن أن تعمل القيمة المضافة للمعادن الحيوية على تعزيز النقل الكهربائي في أفريقيا، وجعلها مركزًا تنافسيًا للتصنيع الأخضر.

وتضم أفريقيا قرابة 30% من الاحتياطيات العالمية للمعادن الحيوية، بما في ذلك الكوبالت والليثيوم والنيكل، التي لا غنى عنها للتحول الأخضر، لكنها تحتاج إلى استغلال تلك الموارد لتعزيز تنميتها، خاصة التجارة والتصنيع.

وتشير التوقعات إلى قفزة كبيرة في الطلب العالمي على المعادن الحيوية -مثل النيكل والنحاس- بحلول 2050، بفضل الاعتماد المتنامي على تقنيات الطاقة النظيفة منخفضة الكربون، لا سيما توربينات الرياح والألواح الشمسية والسيارات الكهربائية، من بين أخرى عديدة.

حجر زاوية

تمثّل المعادن الحيوية في أفريقيا حجر زاوية في التنمية الصناعية والحراك الاجتماعي والرفاهية الاقتصادية حال استغلالها على النحو الأمثل، بدلًا من استخراجها وتصديرها بصفة مواد خام دون إضافة قيمة.

كانت تلك هي الرسالة الرئيسة التي نقلتها نائبة الرئيس التنفيذي للتجارة البينية الأفريقية وتنمية الصادرات في أفريكسيم بنك، كانايو أواني، إلى الوفود المشاركة في فاعليات مؤتمر إندابا للاستثمار في التعدين الأفريقي 2025، الذي عُقِد خلال المدة من 3-6 فبراير/شباط الجاري في مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية.

ونسجت أواني في كلمتها التي ألقتها بشأن الموضوع الذي حمل عنوان "إعادة تعريف المعادن الحيوية- حيوية بالنسبة لمن؟، تصورًا لمستقبل تُمكِّن فيه الثروة المعدنية في أفريقيا شعوبها، وتقود تنميتها المستدامة.

أحد مناجم البلاتين في جنوب أفريقيا
أحد مناجم البلاتين في جنوب أفريقيا - الصورة من الموقع الرسمي لشركة "أنغلو أميركان"

المعادن الحيوية في أفريقيا غير مستغلة

قالت كانايو أواني، إنه على الرغم من أن أفريقيا تزخر بالموارد المعدنية، وأنها تمثّل قرابة 30% من جميع احتياطيات المعادن العالمية، إلّا أنها لم تستفد بعدُ من تلك الموارد نتيجة انعدام البنية التحتية اللازمة، وعدم وضوح توجهات السياسة الوطنية، والتحديات البيئية والاجتماعية، وقرارات الاستثمار الضعيفة، وانعدام التمويل.

وأضافت: "التناقض يكمن في حقيقة مفادها أنه على الرغم من أن قارتنا تُعدّ بمثابة كنز موارد ثمين، فإن فوائد تلك الموارد غالبًا ما تتدفق إلى خارج الحدود؛ تاركةً مجتمعاتنا واقتصاداتنا المحلية محرومة ومهمّشة".

وتابعت أواني: "بالنسبة لقارة تتوافر فيها كل تلك الكميات الهائلة من الموارد الطبيعية، تبقى حالة التنمية بها لغزًا"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مواجهة المعضلة

قالت الرئيس التنفيذي للتجارة البينية الأفريقية وتنمية الصادرات في أفريكسيم بنك كانايو أواني، إن العديد من البلدان الأفريقية تستخرج حاليًا المعادن الحيوية، وتصدّر المواد الخام دون إضافة قيمة كبيرة؛ ما يترك القارة عالقةً في المراكز المتأخرة في سلاسل القيمة العالمية، ويقيّد فوائد النمو الاقتصادي.

وأوضحت أواني أنه لكي تستغل الفرصة التجارية الجديدة على النحو الأكمل، تحتاج أفريقيا إلى زيادة استثماراتها في إضافة القيمة وسعة المعالجة حتى تستطيع بلدان القارة تصدير السلع المصنّعة بشكل كامل أو شبه المصنّعة، ومن ثم تعزز مكانتها في سلاسل القيمة العالمية.

وتابعت: "زيادة الاستثمارات بمنشآت معالجة المعادن الحيوية في أفريقيا ومحطات التصنيع من الممكن أن توفر آلاف الوظائف الجديدة؛ ما يسهم في مواجهة أزمة البطالة المستفحلة في القارة، وبناء قوى عاملة ماهرة قادرة على الانخراط في قطاعات مختلفة".

وواصلت: "عبر ضخ استثمارات في إضافة قيمة، يصبح بمقدورنا أن نخفض اعتمادنا على صادرات السلع الخام، وبناء اقتصاد أكثر مرونة، ومن ثم نوفر حماية أفضل من تأثيرات الأسعار المتذبذبة في السوق العالمية".

تقدُّم في بعض البلدان

سردت كانايو أواني أمثلة على التقدم الذي أحرزته بعض الدول في سلاسل القيمة بقطاع المعادن الحيوية في أفريقيا على النحو التالي:

1.بوتسوانا التي حققت تطورًا سريعًا في معادن مجموعة البلاتينوم في تعزيز تقنية خلايا الوقود.

2.غانا التي منحت الضوء الأخضر لإدارة الإنتاج واستخراج الليثيوم ومنع تصدير الليثيوم في حالته الخام.

3.ناميبيا التي فرضت حظرًا على تصدير مركزات الليثيوم بهدف تعزيز عمليات المعالجة المحلية، ومواصلة ريادتها في إضافة قيمة إلى المواد الخام، وضمان خروجها من قاع سلسلة القيمة.

منجم معادن حيوية في وسط أفريقيا
منجم معادن حيوية في وسط أفريقيا - الصورة من energycapitalpower

نمو الاستثمارات العالمية

تتسارع وتيرة الاستثمارات العالمية في قطاع تعدين المعادن الحيوية، لتنمو بنسبة 10% في عام 2023، وتحتاج تلك الصناعة إلى قرابة 800 مليار دولار بحلول عام 2040، كي تواصل السير على المسار الصحيح مع اتجاهات الطاقة والمناخ العالمية، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

واستقبل قطاع المعادن الحيوية في أفريقيا استثمارات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك مليار دولار أميركي خصصتها الشركة العالمية القابضة (International Holding Company)، ومقرّها أبوظبي، لإبرام صفقات استحواذ في هذا القطاع في عام 2024.

وفي سبتمبر/أيلول (2023)، كشفت اليابان والمملكة المتحدة النقاب عن خطط مشتركة للاستثمار في المعادن في أفريقيا لتحقيق الاستقرار في سلاسل الإمدادات الحالية؛ إذ تستهدف طوكيو ولندن تطوير المناجم في مختلف دول القارة، وإنشاء إطار للأمن الاقتصادي وأمن الطاقة.

كما استحوذت مجموعة التعدين الصينية سينومين ريسورس غروب (Sinomine Resource Group) في يوليو/تموز (2023) على منجم بيكيتا لليثيوم، وهو أكبر منجم في زيمبابوي نظير 180 مليون دولار أميركي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.يحتاج قطاع المعادن الحيوية في أفريقيا إلى استثمارات تعزز سلسلة القيمة الخاصة بها من موقع "إي آس أي" أفريكا.

2.تحتاج صناعة المعادن الحيوية في القارة إلى قرابة 800 مليار دولار بحلول 2040 من منصة إنرجي كابيتال أند باور.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق