زادت إعلانات مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله بصورة كثيفة حول العالم خلال السنوات القليلة الماضية، رغم الجدل والشكوك المثارة حول جدواها البيئية والاقتصادية.

ولم تتجاوز القدرة العالمية لاحتجاز الكربون وتخزينه 94 مليون طن سنويًا حتى عام 2024، لكن المشروعات المعلنة والمقترحة قد ترفع هذا الرقم أضعافًا مضاعفة في غضون سنوات قليلة، إذا تحولت للتنفيذ.

ويتوقع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- وصول قدرة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا إلى 735 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، استنادًا إلى المشروعات المعلنة حتى فبراير/شباط 2025.

وبحسب التقرير، فإن هذه البيانات جُمعت من 57 دولة لديها مشروعات معلنة في مراحل مختلفة من التطوير، منها 10 دول تستحوذ على 80% من إجمالي القدرة المعلنة عالميًا.

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في أميركا

تتركّز أكبر الدول من حيث مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه المُعلنة في قارات آسيا وأوقيانوسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، في حين تغيب دول أفريقيا وأميركا الجنوبية عن قائمة الكبار، بحسب تصنيف منصة إنرجي مونيتور المتخصصة (Energy Monitor).

وتتصدّر الولايات المتحدة قائمة أكبر 10 دول في القدرة المتوقعة بحلول عام 2030، مع إعلانها 266 مشروعًا بقدرة احتجاز وتخزين تصل إلى 244.77 مليون طن سنويًا.

وتتوزع هذه القدرة حسب التصنيف بحلول عام 2030، كما يلي:

• مشروعات ستحصل على الموافقة: 108.8 مليون طن سنويًا.
• مشروعات في مرحلة التصميم الأولى: 75.39 مليون طن سنويًا.
• مشروعات في مرحلة دراسة الجدوى: 17.15 مليون طن سنويًا.
• مشروعات تحت الإنشاء: 13.61 مليون طن سنويًا.
• مشروعات مكتملة: 29.83 مليون طن سنويًا.

وتضم الولايات المتحدة معظم مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه الأكبر حجمًا في العالم، بقيادة مشروع في محطة توليد بالفحم في ولاية إلينوي، ومشروع آخر في مصفاة باى تاون التابعة لشركة إكسون موبيل بولاية تكساس.

وحصلت المشروعات الأميركية على دفعة قوية منذ إعلان قانون خفض التضخم في عهد الرئيس السابق جو بايدن (أغسطس/آب 2022)، وشمل حوافز ائتمانية سخية وصلت قيمتها إلى 12 مليار دولار على مدى 5 سنوات، كما سهّل إجراءات الوصول إلى هذا الائتمان بين الشركات.

وبموجب هذه الحوافز، أصبحت الشركات مؤهلة للحصول على 60 إلى 85 دولارًا لكل طن محتجز من ثاني أكسيد الكربون.

وانتقد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب سياسات الطاقة والمناخ السابقة في عهد بايدن، كما هدد بإلغاء الحوافز المقدّمة لمشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية.

ورغم ذلك، فإن مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه لم تتعرض لانتقاده إلى حدّ كبير؛ ما يقلل من احتمال إلغاء الائتمانات الممنوحة لها، بحسب محللة تحول الطاقة في إنرجي مونيتور، فرانشيسكا غريغوري.

أكبر 10 دول في احتجاز الكربون وتخزينه

حلّت المملكة المتحدة في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في قائمة أكبر 10 دول في قدرة احتجاز الكربون وتخزينه المتوقعة بحلول 2030، التي جاءت على النحو التالي:

• الولايات المتحدة: 244.7 مليون طن سنويًا.
• المملكة المتحدة: 107.9 مليون طن سنويًا
• كندا: 74.5 مليون طن سنويًا.
• النرويج: 47.7 مليون طن سنويًا
• الهند: 40.7 مليون طن سنويًا.
• هولندا: 27.7 مليون طن سنويًا
• أستراليا: 25.3 مليون طن سنويًا.
• الدنمارك: 19.5 مليون طن سنويًا.
• ماليزيا: 13.3 مليون طن سنويًا.
• اليابان: 11.5 مليون طن سنويًا.

وبلغ عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في المملكة المتحدة بالمركز الثاني 75 مشروعًا حتى فبراير/شباط 2025، وكلّها في مراحل مختلفة من التطوير.

وتبلغ قدرة مشروعات المملكة المتحدة التي يُتوقع حصولها على الموافقة بحلول عام 2030 قرابة 37.39 مليون طن سنويًا، بينما تبلغ قدرة المشروعات في مرحلة دراسة الجدوى قرابة 53.9 مليون طن سنويًا.

أمّا المشروعات في مرحلة التصميم الأولى، فمن المتوقع وصولها إلى 16.6 مليون طن سنويًا، وستصل قدرة المشروعات المتوقع اكتمالها بحلول 2030 إلى 40 ألف طن سنويًا، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، وصل عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في كندا بالمركز الثالث 62 مشروعًا، منها قدرة 30.46 مليون طن سنويًا يُتوقع حصولها على الموافقة بحلول 2030، ومشروعات أخرى في مرحلة دراسة الجدوى بقدرة 18.12 مليون طن سنويًا.

كما ستصل قدرة الاحتجاز في مرحلة التصميم الهندسي الأولي إلى 16.47 مليون طن سنويًا، أمّا المشروعات تحت الإنشاء فتصل قدرتها إلى 3.54 مليون طن سنويًا، بينما يُتوقع اكتمال مشروعات 5.9 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.

وحلّت النرويج بالمركز الرابع بعدد 39 مشروعًا معلنًا بحلول عام 2030، منها مشروعات بقدرة 6.7 مليون طن سنويًا يُتوقع اكتمالها بحلول نهاية العقد، بينما ستظل أغلب القدرة المعلَنة (35.2 مليون طن سنويًا) في مراحل مختلفة من التطوير.

أمّا مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في الهند التي حلّت بالمركز الخامس، فيكاد يكون معظمها في مرحلة دراسة الجدوى بقدرة 40.7 مليون طن سنويًا، في حين يُتوقع اكتمال مشروعات بقدرة 10 آلاف طن سنويًا فقط بحلول عام 2030.

قدرة المشروعات في هولندا وأستراليا والدنمارك

بلغ عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزنيه في هولندا، التي حلّت بالمركز السادس، 26 مشروعًا، أغلبها في مرحلة التصميم الأولي بقدرة 17.18 مليون طن سنويًا، ويُتوقع اكتمال مشروعات بقدرة 110 آلاف طن سنويًا بحلول نهاية العقد.

ووصل عدد المشروعات في أستراليا -التي حلّت بالمركز السابع- 30 مشروعًا، منها مشروعات بقدرة 5.7 مليون طن سنويًا، يُتوقع اكتمالها بحلول 2030، والباقي في مراحل مختلفة من التطوير.

ووصل عدد المشروعات في الدنمارك بالمركز الثامن قرابة 13 مشروعًا بحلول 2030، وأغلبها في مرحلة دراسة الجدوى بقدرة 16.18 مليون طن سنويًا، والباقي (3.4 مليون طن سنويًا) موزّع على مراحل التصميم والموافقة والبناء.

أمّا ماليزيا، التي حلّت بالمركز التاسع، فتضم 9 مشروعات في مراحل مختلفة من التطوير، منها قدرة 3.3 مليون طن سنويًا قيد الإنشاء حتى عام 2030، و 5 ملايين طن تحت دراسة الجدوى، إضافة إلى 5 ملايين طن أخرى في مرحلة التصميم الأولى.

وجاءت اليابان في ذيل قائمة أكبر 10 دول في قدرة احتجاز الكربون وتخزينه المتوقعة بحلول عام 2030، مع إعلانها 21 مشروعًا بقدرة إجمالية تصل إلى 11.52 مليون طن سنويًا.

وتُصنَّف هذه المشروعات في مراحل مبكرة من التطوير، مثل دراسة الجدوى والتصميم الأولي، ولا تزيد قدرة المشروعات المتوقع اكتمالها على 420 ألف طن سنويًا بحلول 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

بيانات مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه المعلنة في العالم من إنرجي مونيتور.