انسحبت شركة إيني الإيطالية من حقل نفط ضخم قبالة سواحل قازاخستان، قبل نحو 25 عامًا من انتهاء عقد الاستكشاف الخاص بها.
ووفق تحديثات قطاع النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خرجت إيني من مشروعها المشترك مع شركة النفط والغاز القازاخستانية قاز موناي غاز (KazMunayGaz)، لاستكشاف وتطوير حقل أباي البحري.
ويقع حقل أباي في الجزء الشمالي من قطاع قازاخستان في بحر قزوين، على بعد نحو 50 كيلومترًا من الساحل، على عمق مائي أقل من 10 أمتار.
ويتمتع الحقل باحتياطيات إجمالية ضخمة، تُقدَّر بنحو 2.8 مليار برميل (387 مليون طن)، وتمتلكه شركتا إيني وقاز موناي غاز بحصّة 50% لكل منهما، عبر المشروع المشترك إيساتاي أوبريتينغ (Isatay Operating).
حقل نفط أباي البحري
يوجّه خروج إيني من حقل نفط أباي البحري ضربة كبيرة لشريك المشروع المشترك، شركة النفط والغاز المملوكة للدولة، فضلًا عن الآمال في قازاخستان بأن يؤدي استكشاف الحقل إلى اكتشاف تجاري كبير من شأنه أن يدعم المقاولين المحليين والتوظيف الإقليمي لسنوات مقبلة.
وقد أكمل المشروع المشترك حفر بئر أباي-1 إلى عمق 2500 متر في مربع أباي البحري في سبتمبر/أيلول من العام الماضي (2024)؛ ومع ذلك، فشلت البئر في إنتاج كميات قابلة للاستعمال التجاري.
وفي تحديث تشغيلي صدر يوم الإثنين (3 مارس/آذار 2025)، كشفت شركة كاسبيان صنرايز (Caspian Sunrise) أن منصة الحفر كاسبيان إكسبلورر (Caspian Explorer)، التي استأجرتها شركة إيني، لم تعد تخطط لحفر بئر استكشافية ثانية في مربع أباي في عام 2026، بعد عمليات الحفر في العام الماضي (2024).
وقالت الشركة: "لقد خرجت إيني لاحقًا من عملياتها في قازاخستان، ولا نتوقع الآن حفر بئر إضافية بموجب العقد الأصلي لمنصة الحفر.. بينما كانت هناك مناقشات في مرحلة مبكرة لمزيد من عمليات الاستئجار لكاسبيان إكسبلورر في عام 2025 من مشغّلين آخرين، لم يؤكَّد أيّ شيء حتى الآن".
وأعلنت إيني قرارها بمغادرة المشروع المشترك قرب نهاية العام الماضي (2024)، وأبلغت وزارة الطاقة في البلاد وشركة قاز موناي غاز كتابيًا، ومن ثم أطلقت عملية طويلة لتصفية الشركة العاملة، بحسب ما نقلته منصة "أبستريم أونلاين" (Upstream Online).
منصة الحفر في حقل النفط
كانت منصة الحفر كاسبيان إكسبلورر خاملة سابقًا منذ عام 2018، وتطلبت استعدادات مكثفة وبعض عمليات التطوير لعقد حقل نفط "أباي".
وعادت المنصة إلى ميناء أكتاو القازاخستاني في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وأوقفت نظام تحديد الهوية التلقائي للتتبّع، بحسب مواقع حركة الملاحة البحرية.
وقد تكبدت شركة كاسبيان صنرايز تكاليف بلغت نحو 3.2 مليون دولار في إعداد منصة الحفر كاسبيان إكسبلورر لعقد الاستئجار الخاص بشركة إيني.

وقالت شركة قاز موناي غاز، في وقت سابق، إن إيني ستدفع ثمن جميع أعمال الاستكشاف في مربع أباي حتى بدء التطوير التجاري، وبعد ذلك ستسدد الشركة القازاخستانية هذه المدفوعات للشركة الإيطالية.
وكانت الشركة القازاخستانية قد قدّرت الاستثمارات المطلوبة خلال مرحلة الاستكشاف بنحو 235 مليون دولار.
وأوضحت "قاز موناي غاز" أن مربع أباي -الذي يمتد على مساحة نحو 1200 كيلومتر مربع في أعماق مياه تتراوح بين 6 و9 أمتار- قد يحتوي على احتياطيات قابلة للاستخراج تبلغ نحو 480 مليون برميل من النفط، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
حقول النفط في قازاخستان
وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تُعدّ شركة إيني مسهِمًا رئيسًا في ثاني وثالث أكبر مشروعات تطوير النفط والمكثفات في قازاخستان -حقلي كاشاغان البحري وكاراتشاغاناك البري.
وتعدّ السلطات المحلية الشركة الإيطالية شريكًا إستراتيجيًا مفضلًا بسبب دور الشركة في تشغيل هذين المشروعين.
ويقع حقل نفط أباي البحري بالقرب من حقل كالامكاس البحري، والذي يُجهَّز للتطوير من قبل مشروع مشترك بين شركة قاز موناي غاز وشركة النفط الروسية لوك أويل (Lukoil).
ومن المقرر أن يبدأ إنتاج النفط في حقل كالامكاس أولًا، وسيتبعه حقل خازار، الذي سيُشَغَّل أيضًا من قبل المشروع المشترك.
وبينما سيكون مشروع كالامكاس-خازار ثاني مشروع تطوير يبدأ العمل بعد حقل كاشاغان العملاق في القطاع القازاخستاني من بحر قزوين، كانت السلطات المحلية تأمل في أن يصبح حقل أباي في نهاية المطاف هدف التطوير التالي، بعد خيبة الأمل بالاستكشاف في مربعات أخرى في المنطقة البحرية للبلاد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق