صناعة البطاريات تدخل مرحلة عالمية جديدة.. سباق المناطق يشتعل مع الصين (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • الطلب العالمي على البطاريات يتجاوز 1 تيراواط/ساعة خلال 2024
  • انخفاض أسعار البطاريات في الصين الأسرع بين جميع المناطق
  • البطاريات المنتجة في الصين أرخص من أوروبا 30% ومن أميركا 20%
  • الشركات الكورية والصينية تتنافس على التوسع في الأسواق الأوروبية
  • إندونيسيا والمغرب ضمن المناطق المرشحة للمنافسة في تصنيع البطاريات

دخلت صناعة البطاريات مرحلة عالمية جديدة من تطورها على مستوى الانتشار، مع احتدام السباق الغربي لاختطاف جزء من كعكة الصناعة التي تهيمن عليها الصين بصورة واسعة حتى الآن.

وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- فقد تجاوز الطلب العالمي على البطاريات 1 تيراواط/ساعة خلال عام 2024، وهو أعلى مستوى في تاريخ الصناعة.

كما انخفض متوسط حزمة بطاريات السيارات الكهربائية إلى أقل من 100 دولار لكل كيلوواط/ساعة خلال العام الماضي، وهو مستوى يُرجَّح أنه منافس للنماذج التقليدية من حيث التكلفة.

وكان انخفاض أسعار معادن البطاريات المحرك الرئيس لتراجع الأسعار في السوق، خاصة مع هبوط أسعار الليثيوم بأكثر من 85% مقارنة بذروتها المسجلة عام 2022.

تطورات صناعة البطاريات العالمية

بالإضافة إلى تراجع أسعار المعادن، فإن التقدم السريع في صناعة البطاريات العالمية خلال السنوات الماضية كان له دور مهم في انخفاض أسعار البطاريات خلال 2024.

وأسهمت سنوات من الاستثمار المتراكم في وصول قدرة تصنيع البطاريات إلى 3 تيراواط/ساعة عام 2024، بحسب تقرير تحليلي نشرته وكالة الطاقة الدولية -مؤخرًا-.

ويتوقع التحليل تضاعف القدرة الإنتاجية العالمية للبطاريات مرة أخرى خلال السنوات الـ5 المقبلة، إذا بُنيت جميع المشروعات المعلنة حول العالم.

وتشير هذه الاتجاهات إلى دخول صناعة البطاريات مرحلة عالمية جديدة من تطورها، فبعد أن كانت الأسواق إقليمية وصغيرة في السابق، أصبحت الآن عالمية وكبيرة.

ومن المتوقع أن تؤدي وفورات الحجم، والشراكات على طول سلسلة التوريد، وكفاءة التصنيع، والتطور التقني، والابتكارات الجديدة، إلى زيادة التنافس في السوق خلال السنوات المقبلة.

ورغم ذلك، فمن الصعب التخلص من الهيمنة الصينية على الصناعة في الأجل القريب أو المتوسط، حيث تنتج الصين الآن أكثر من 3 أرباع البطاريات المبيعة عالميًا.

تطورات صناعة البطاريات في الصين

انخفض متوسط أسعار البطاريات في الصين بنسبة 30% خلال عام 2024، وهو أسرع انخفاض مقارنة بأيّ منطقة أخرى، لتكون أرخص من نظيرتها المنتجة في أوروبا وأميركا الشمالية بأكثر من 30% و20% على التوالي.

تصنيع البطاريات في الصين
تصنيع البطاريات في الصين - الصورة من Global Times

وكان انخفاض تكلفة البطاريات خلال السنوات الأخيرة أحد الأسباب الرئيسة وراء تراجع أسعار المركبات الكهربائية في الصين، إلى حدّ أنّ بعضها صار أرخص من السيارات التقليدية.

وتُعزى الميزة السعرية التي يتمتع بها المنتجون الصينيون إلى عدّة عوامل رئيسة، أبرزها، خبرة التصنيع المتراكمة الناتجة عن تلبية احتياجات السوق المحلية في بلد يتجاوز عدد سكانه 1.4 مليار نسمة.

وتشير بيانات وكالة الطاقة إلى أن 70% من بطاريات السيارات الكهربائية المنتشرة في السوق المحلية أُنتِجت في الصين، ما أدى إلى صعود شركات عملاقة مثل بي واي دي (BYD)، وكاتل (CATL).

ونجحت هذه الشركات في توسيع الإنتاج بصورة أسرع وأكثر كفاءة من المنافسين، كما حققت عائدات تصنيع أعلى، إضافة إلى نجاحها في دفع الابتكار والتطوير بصناعة البطاريات العالمية عبر الاستحواذات والشراكات الرائدة التي عززت من دعم تكامل سلسلة التوريد.

واستفادت الشركات الصينية -أيضًا- من ميزة الوصول الأسرع إلى أسواق المعادن الحيوية، بداية من التعدين وحتى التكرير وإنتاج المواد الأولية والمكونات الأخرى، وصولًا إلى الإنتاج النهائي للبطاريات والسيارات الكهربائية.

وأعطى المنتجون الصينيون أولوية لتصنيع بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم الأرخص ثمنًا من بطاريات الليثيوم أيون المنتشرة في أوروبا وأميركا.

وكان الاعتقاد السائد أن هذه البطاريات غير مناسبة للسيارات الكهربائية بسبب كثافتها المنخفضة للطاقة، لكن سنوات من البحث والتطوير من قبل المنتجين الصينين أدت إلى إثبات كفاءتها في السوق.

وتضاعفت حصة بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم في سوق السيارات الكهربائية 3 مرات خلال السنوات الـ5 الماضية، لتغطي نصف السوق -حاليًا-، مع كونها أرخص بنسبة 30% من بطاريات الليثيوم.

وبصورة عامة، شكّلت المنافسة المحلية الشرسة سوق البطاريات الصينية، التي تضم الآن نحو 100 منتج تتسابق على حصة السوق عبر طرح أسعار أقل للبطاريات على حساب هوامش الأرباح.

ورغم أن هذا النوع من المنافسة قد يعجز الشركات ويخفض من أعداد البطاريات المنتجة في الصين، فإنها ستظل مسيطرة على صناعة البطاريات العالمية في المدى المتوسط، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

صناعة البطاريات في أوروبا وأميركا وآسيا

تفرض الميزة التنافسية لصناعة السيارات الكهربائية والبطاريات في الصين تحديات كبرى أمام المناطق الأخرى الراغبة في منافستها، لا سيما أوروبا والولايات المتحدة.

واضطر عدد من منتجي البطاريات في أوروبا -مؤخرًا- إلى تأجيل -أو إلغاء- خطط التوسع بسبب مخاوف ضعف هوامش الأرباح المستقبلية، خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج الأوروبية بنسبة 50% عن الصين.

في الوقت نفسه، ما تزال سلسلة توريد البطاريات في أوروبا ضعيفة نسبيًا، كما أن هناك نقصًا في العمالة المتخصصة، ويؤكد إفلاس شركة نورث فولت السويدية (Northvolt) الصعوبات التي تواجه المنافسة مع المنتجين الآسيويين.

ورغم التحديات المطروحة، فإن أوروبا ما زالت مصممة على اختراق صناعة البطاريات العالمية، عبر تعزيز التصنيع المحلي، ولو بالشراكة مع المنتجين الآسيويين، لا سيما الشركات الكورية والصينية.

وبدأت بعض الشركات الكورية الاستثمار بتصنيع بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم في أوروبا، ما قد يسمح لها بالتنافس مع أفضل المنتجين الصينيين، عبر تطوير الصناعة الأوروبية.

وتُصنَّف كوريا الجنوبية واليابان ضمن الفاعلين الرؤساء في صناعة البطاريات العالمية، رغم إنتاجهما المحلي المحدود للبطاريات، لكنهما تستضيفان أكبر الشركات المصنعّة والمورّدين الأعلى خبرة في العالم.

ووفّر المنتجون الكوريون -على سبيل المثال- أكثر من خُمس الطلب العالمي على بطاريات السيارات الكهربائية في عام 2024، بينما غطّى المنتجون اليابانيون ما يقرب من 7%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

أمّا الولايات المتحدة، فقد تضاعفت قدرتها على تصنيع البطاريات منذ عام 2022، بعد تنفيذ الإعفاءات الضريبية للمنتجين، لتصل إلى أكثر من 200 غيغاواط/ساعة في عام 2024.

وهناك مشروعات تصنيع أخرى تحت الإنشاء بقدرة تصل إلى 700 غيغاواط/ساعة تقودها شركات صناعة السيارات الكهربائية التي تسعى لتطوير قدرتها المحلية على تصنيع مكونات البطاريات.

صناعة البطاريات في إندونيسيا والمغرب

على الجانب الآخر، تظهر جنوب شرق آسيا والمغرب بصفتهما مركزين محتملين لإنتاج البطاريات ومكوناتها، مع زيادة الاستثمارات الصينية في هذه المناطق خلال السنوات الأخيرة.

فقد بدأت إندونيسيا، موطن نصف النيكل المستخرج في العالم، إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية والأنود من أول مصانعها المتخصصة عام 2024.

كما جذب المغرب، الذي يمتلك أكبر احتياطيات من الفوسفات في العالم، استثمارات معلنة بقيمة 15 مليار دولار لتصنيع البطاريات والمكونات في عام 2022.

ووقّعت شركة غوشن هاي تيك الصينية (Gotion High Tech) -أيضًا- اتفاقًا مع المغرب في يونيو/حزيران 2024، لإنشاء أول مصنع كبير للبطاريات في أفريقيا بقدرة أولية تصل إلى 20 غيغاواط/ساعة، تتوسع بعد ذلك إلى 100 غيغاواط/ساعة، بتكلفة تتراوح من 1.3 مليار إلى 6.5 مليار دولار.

صناعة السيارات في المغرب
صناعة السيارات في المغرب - الصورة من Africa Business Insider

ويتمتع المغرب بميزة صناعية وتجارية أخرى لكونه من الدول الموقّعة اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إضافة إلى امتلاكه صناعة سيارات راسخة.

ويتوقع تقرير بريطاني حديث أن تصبح المغرب الدولة الأفريقية الوحيدة ذات القدرة على إنتاج الكاثود بأسعار تنافسية مع أوروبا بحلول عام 2030، وهو أحد الموصلات التي لا غنى عنها في الدائرة الكهربائية للبطاريات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تحليل تحولات صناعة البطاريات العالمية من وكالة الطاقة الدولية
  2. تحليل فرص المغرب في صناعة مكونات البطاريات من تقرير بريطاني
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق