مع بداية العشر الأوائل من شهر رمضان 2025، يتسائل البعض حول حكم صلاة التراويح في المنزل، ومقارنة أجرها بأجر صلاتها في جماعة.

ونستعرض خلال السطور التالية كل ما يخص حكم صلاة التراويح في المنزل.

حكم صلاة التراويح في المنزل

قالت دار الإفتاء في ردها على سؤال هل يجوز صلاة التراويح في المنزل إنَّه: يجوز للمسلم أنَّ يصلي صلاة التراويح في المنزل، ولكن صلاتها في الجماعة أفضل على المفتى به، وهو مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.

واستشهدت دار الإفتاء بقول العلامة الحصكفي الحنفي في «الدر المختار» مع «حاشية ابن عابدين»: “(والجماعة فيها سنة على الكفاية) في الأصح، فلو تركها أهل مسجد أثموا إلا لو ترك بعضهم، وكل ما شُرِعَ بجماعة فالمسجد فيه أفضل، قاله الحلبي”.

كما استشهدت الدار في ردها على سؤال «هل يجوز صلاة التراويح في المنزل»، بما قاله الإمام المحلي الشافعي في «شرحه على المنهاج» ومعها «حاشيتا قليوبي وعميرة»: «الأصح أن الجماعة تسن في التراويح وهي 20 ركعة بـ10 تسليمات في كل ليلة من رمضان بين صلاة العشاء وطلوع الفجر»، والأصل فيها ما روى «الشيخان» عن عائشة رضي الله عنها أنَّه صل الله عليه وآله وسلم خَرَج من جوف الليل ليالي من رَمَضان وصلَّى في المسجد وصلَّى الناس بصلاته فيها وتَكَاثرُوا فلم يخرج لهم في الرابعة، وقال لهم صبيحتها: «خَشِيتُ أَن تُفْرَضَ عَلَيكُم صَلَاةُ الليلِ فتَعجَزُوا عَنهَا».

الجماعة في التراويح أفضل

وذكرت دار الإفتاء أنَّ الإمام ابن قدامة الحنبلي في «المغني» قال: والمختار عند أبي عبدالله فعلها في الجماعة، قال في رواية يوسف بن موسى: الجماعة في التراويح أفضل، وإن كان رجل يقتدى به، فصلَّاها في بيته، خفت أن يقتدي الناس به، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اقتَدُوا بِالخُلَفَاءِ»، وقد جاء عن «عمر» أنَّه كان يصلي في الجماعة.

وتابعت دار الإفتاء إلى أنَّ المالكية ذهبوا إلى ندب صلاة التراويح في المنزل، ولكن هذا الندب مشروط بـ3 أمور: ألا تعطل المساجد، وأن ينشط لفعلها في بيته، ولا يقعد عنها، وأن يكون غير آفاقي بالحرمين، فإن تخلف شرط كان فعلها في المسجد أفضل.

واستشهدت دار الإفتاء بما ذكره أحمد الدردير المالكي في «الشرح الصغير»: «ندب (الانفراد) بها في بيته (إن لم تعطل المساجد) عن صلاتها بها جماعة، فإن لزم على الانفراد بها تعطيل المساجد عنها فالأولى إيقاعها في المساجد جماعة، فعلم أنه يندب للأعيان فعلها في المساجد؛ لأن الشأن أن الأعيان ومن يقتدي بهم إذا لم يصلوها في المساجد تعطلت المساجد».

كيفية صلاة التراويح في رمضان

أوضح الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق للأزهر، أنه فيما يخص صلاة التراويح في المنزل، للمرضى أو النساء، سواء أكان فرديًا أم كان في جماعة، ستتم تأديتها كغيرها من الصلوات، لافتا إلى أن صلاة التراويح يستقبلها المصلي في اتجاه القبلة، ومن ثم التكبير وقراءة دعاء الاستفتاح سرًا، وتابع أن صلاة التراويح من المنزل يتم أداؤها كالتالي:

1. يستقبل المصلي صلاة التراويح في اتجاه القبلة.
2. يقرأ المصلي دعاء الاستفتاح سرًا لبدء صلاة التراويح.
3. يصلي المصلي ركعتين ومن ثم السلام وبدء ركعتين أخريين حتى يستكملها 8 ركعات، 10 ركعات، إلى 20 ركعة.
4. صلاة التراويح ركعتين ركعتين، ثم السلام بعد كل ركعتين، منفصلة عن صلاة الوتر.

حكم صلاة التراويح وعدد ركعاتها

من جانبها، أشارت دار الإفتاء أن صلاة التراويح سنة مؤكدة، ووفقا لما ورد فإن عدد ركعات صلاة التراويح 23 ركعة بالوتر، ولكن يمكن تأديتها أو اقتصارها على 8 ركعات و3 ركعات سنة العشاء، وهو ما يوافق أصل السنة التي فعلها سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

دعاء صلاة التراويح

بحسب ما ورد في السنة النبوية، فإن أفضل الأدعية المستحبة في صلاة التراويح، يأتي دعاء «اللهم أهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم ارزقنا حسن الخاتمة وتقبل منا صلاتنا وصيامنا وصالح أعمالنا والصلاة والسلام على رسول الله».

اقرأ أيضا: 

حسن الخاتمة.. وفاة موظف أثناء صلاة التراويح بمسجد في الخانكة

ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: القرآن روح الأمة وسر عودتها وبدونه تتيه في دروب الضياع