عندما نتحدث عن أنواع الوقود والطاقة المتجددة دائمًا ما يتبادر إلى أذهاننا الألواح الشمسية وتوربينات الرياح لكن هذه الحلول لا تصلح في المناطق التي تعاني من درجات برودة قاسية مثل القارة القطبية الجنوبية ومع ذلك تمكن فريق من العلماء الألمان من ابتكار حل ثوري يعتمد على إنتاج الهيدروجين باستخدام ضوء الشمس حتى في أقسى الظروف الجوية.

 أنواع الوقود وكيف تمكن العلماء الألمان من تحقيق هذا الاكتشاف

عمل باحثون من جامعة هايدلبرغ وجامعة أولم ومركز هيلمهولتز في برلين على تطوير طريقة مبتكرة لإنتاج الهيدروجين الشمسي في القطب الجنوبي حيث ركزوا على تصميم مواد متطورة تستطيع فصل جزيئات الماء اعتمادًا على ضوء الشمس فقط وتمكنوا بالفعل من ابتكار نوع فريد من أشباه الموصلات التي تعمل بكفاءة عالية حتى في درجات الحرارة المنخفضة جدًا مما جعل من الممكن إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة في واحدة من أصعب البيئات على وجه الأرض.

لماذا يعد الهيدروجين الشمسي هو الحل الأمثل للمستقبل

الهدف من هذا المشروع لا يقتصر فقط على توفير مصدر للطاقة في القطب الجنوبي بل يمتد ليشمل مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري والحد من آثار التغير المناخي الهيدروجين يعتبر من أفضل البدائل للطاقة لأنه لا ينتج أي غازات ضارة عند استخدامه حيث تنحصر نواتجه في بخار الماء فقط وهو ما يجعله مصدرًا نظيفًا وآمنًا للطاقة.

أهمية هذا الابتكار للقارة القطبية الجنوبية والعالم كله

رغم قلة عدد السكان في محطات الأبحاث بالقارة القطبية الجنوبية إلا أنهم بحاجة دائمة للطاقة والتي يتم توفيرها حاليًا عن طريق نقل الوقود الأحفوري في سفن مكلفة وخطيرة على البيئة حيث قد يؤدي أي تسريب بسيط إلى أضرار جسيمة ولذلك فإن إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية يوفر حلا مثاليا وآمنا واقتصاديًا ولا يتوقف تأثير هذا الابتكار عند حدود القطب الجنوبي فقط بل يمكن تطبيقه في مناطق أخرى حول العالم تعاني من برودة شديدة مثل شمال كندا وألاسكا وجبال الألب والهيمالايا والأنديز مما سيساعد تلك المناطق على الاستغناء عن الوقود الأحفوري والحد من انبعاثات الكربون.