بعد إعلان المؤسسة الوطنية للنفط أول جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا منذ 2007، يوم الإثنين 3 مارس/آذار (2025)، باتت أنظار المستثمرين موجّهة نحو واحدة من أكثر الأسواق الواعدة في قطاع الطاقة.
فبعد غياب دام 18 عامًا، تعود ليبيا بخطة طموحة تستهدف تحفيز الاستكشاف والإنتاج، مستندة إلى احتياطيات ضخمة وإصلاحات هيكلية.
وفي هذه الجولة، تضع ليبيا 22 منطقة استكشافية على الطاولة، موزعةً بالتساوي بين مناطق برية وبحرية، على امتداد مساحة شاسعة تتجاوز 235 ألف كيلومتر مربع.
وبحسب بيانات حديثة، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تضم المناطق موارد تتجاوز 10 مليارات برميل نفط مكافئ، في حين تحتوي 9 مناطق على اكتشافات غير مستغلة، وتُقدر مواردها بنحو 1.68 مليار برميل نفط مكافئ.
تفاصيل جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا
أظهر كتيب موجز صادر عن المؤسسة الوطنية للنفط ملامح جديدة لجولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا؛ إذ ستُطرح وفق نموذج اتفاقية تقاسم الإنتاج (PSA)، ليحل محل اتفاقية استكشاف ومشاركة الإنتاج (EPSA 4) المعتمد بآخر جولة تراخيص في ليبيا عام 2007.
وسيعزز النموذج الجديد جاذبية الاستثمار من خلال رفع معدل العائد الداخلي للشركات المتعاقدة إلى 35.8%، مقارنة بـ2.5% فقط وفق الشروط الحالية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما سيمكّنها من مشاركة الأرباح مع المؤسسة منذ اليوم الأول، مع تحديد نسبة ثابتة لاسترداد التكاليف؛ ما يُقلّص مدة استرداد الاستثمارات.
وستتضمّن جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا مناطق بحرية تمتد على مساحة 128 ألفًا و714 كيلومترًا مربعًا، أبرزها:
- صبراتة: منطقة واحدة.
- سرت: 3 مناطق.
- برقة: 7 مناطق.
أما المناطق البرية فتمتد على مساحة 106 آلاف و553 كيلومترًا مربعًا، وتشمل:
- غدامس: 3 مناطق.
- مزرق: منطقة واحدة.
- سرت: 4 مناطق.
- برقة: 3 مناطق.

إنتاج النفط في ليبيا
وفقًا لما ورد في الكتيب المصاحب لجولة التراخيص الأخيرة، رفعت ليبيا سقف تطلعاتها، مستهدفةً أن يتراوح إنتاج النفط بين 2 و3 ملايين برميل يوميًا، متجاوزةً هدفها السابق البالغ مليوني برميل يوميًا.
ورغم أن إنتاج النفط الحالي يبلغ نحو 1.4 مليون برميل يوميًا، و1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز؛ فإن ليبيا تخطط لرفع إنتاج الغاز إلى 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وسبق أن أكّد وزير النفط والغاز الليبي خليفة عبدالصادق، أن هذه الجولة تمثل حجر الزاوية في إستراتيجية البلاد لضمان استقرار الإنتاج وتعزيز الاحتياطيات.
وأضاف أن الجولة الجديدة تمثّل نقلة نوعية بفضل الفرص الاستثمارية غير المسبوقة والتطبيقات التقنية الحديثة التي تجعلها أكثر جاذبية للشركات العالمية.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- احتياطيات ليبيا من النفط:
ليبيا تراهن على المساحات غير المستغلة
في وقت سابق، كشف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مسعود سليمان موسى، عن أن المساحات غير المستغلة أو المستكشفة تمثل نحو ثلثي المساحة الإجمالية للدولة، وتشير أغلب الدراسات إلى أن هذه المناطق تحمل ثروات نفط وغاز يمكن أن تُشكِّل فارقًا كبيرًا في مستقبل الدولة الليبية واقتصادها.
وأكد موسى أن جولة التراخيص الجديدة ستفتح أبوابًا واسعة أمام زيادة احتياطيات البلاد من النفط والغاز، وتعويض ما أُنتِج على مدى السنوات الماضية، فضلًا عن إحياء المناطق غير المستغلة، وتحويلها إلى محركات للنمو والتنمية.
وتحمل الجولة، وفق موسى، آفاقًا أوسع تمتد إلى دعم القطاع الخاص، وخلق فرص عمل جديدة للشباب الليبي، فضلًا عن تعزيز الدخل القومي عبر استثمارات واعدة.
وبينما تجدد المؤسسة التزامها بشراكاتها الدولية، فإنها تمضي قدمًا نحو تأسيس شراكات جديدة قائمة على الشفافية والربح المشترك.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- تفاصيل جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا من المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.
- إعلان إطلاق جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا من منصة الطاقة المتخصصة.
0 تعليق