مركز فضائي فرنسي يفكك تداعيات تغيرات المناخ في مجال ورزازات

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تطرّق تقرير حديث للمركز الفرنسي للدراسات الفضائية GNES إلى بعض مظاهر تغيرات المناخ بالمغرب، خصوصا بالجنوب الشرقي، معزّزا معطياته بصور ملتقطة بالأقمار الصناعية وتخص إقليم ورزازات بالتحديد. واعتبر هذا الإقليم من “المناطق الصحراوية المغربية التي تواجه تحديات التنمية في ظل استمرار الجفاف وتغيّر المناخ”.

وأبرز أن “هذه المنطقة تعاني من الجفاف”، مشيرا إلى أنها “معزولة بشكل كبير عن بقية البلاد بفعل سلسلة جبال الأطلس الكبير، التي تعمل كحاجز قوي للكتل الهوائية الرطبة القادمة من المحيط الأطلسي، مما يجعلها دائما متميزة بتساقطات مطرية قليلة وغير منتظمة”.

وحسب المصدر نفسه، فإنه “خلال العقود الأخيرة أصبحت التأثيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية أكثر إلحاحا بالمنطقة، إذ ارتفعت درجات الحرارة بمعدل يصل إلى 0,3 درجة خلال كل عقد ما بين 1960 و2008، في حين توجد تقديرات بانخفاض إجمالي التساقطات بحوالي 35 في المائة ما بين 2030 و2050”.

ووضع المركز الفرنسي للدراسات الفضائية هذه المعطيات والتوقعات المرتبطة بالسياق المتميز بالتحولات في سياق استحضر خلاله الجانب الاستراتيجي لهذه المنطقة على المستوى الوطني، على اعتبار أنها تظل وجهة سياحية جذابة، رابطا بذلك بين هذا المعطى والمعطى الآخر الخاص بالتنمية في ظل تحديات المناخ.

وبتحليله للصور التي اشتغل عليها بشكل تقني، والتي التقطها في وقت سابق القمر الصناعي الأوروبيSentinel3 ، بيّن التقرير ذاته أن “70 من أصل خطارة ببعض المناطق الزراعية صارت اليوم خارجة عن العمل بفعل قلة التساقطات المطرية وقلة الصيانة. كما أن المساحات الزراعية الموجودة بالإقليم صارت اليوم في أزمة، وهو ما تنتج عنه تداعيات اجتماعية بالنسبة لأسر المهنيين”.

ومعتمدا دائما على معطيات تقنية وبحوث أكاديمية سابقة، أوضح التقرير ذاته أن “المدار الحضري لمدينة ورزازات لا يزال يواصل النمو والتمدد، من خلال استقباله بشكل أساسي الأفراد الذين تخلوا عن الأنشطة الزراعية التقليدية والريفية، مما يجعله مركزا تنمويا بالمنطقة لتوفيره مختلف الخدمات الأساسية”.

كما أشار إلى أن “صور الأقمار الصناعية تكشف عن تخطيط حضري مجزأ يتميز بوجود مناطق غير مبنية وبدون مركزية واضحة، مما يجعل ورزازات لم تصل بعد إلى مصاف المدن الكبرى على الرغم من إعداد وتوفير خطط تنموية طموحة”.

وبعدما استحضر تداعيات المناخ على المنطقة، بناء على الحالة العامة للجفاف بالمملكة، مستعينا بصور الأقمار الصناعية، كشف المصدر عينه أن “مجمع نور للطاقة الشمسية، باعتباره أهم إنجازات الدولة المغربية، يظل ذا طابع استراتيجي للمنطقة ذاتها”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق