انهيار جزئي في الطريق الرابط بين تيط نتازارت وأيت بعلال، في جماعة ناوور بإقليم بني ملال، أعاد الجدل حول جودة المشاريع التحتية ومعايير تنفيذها، عقب التساقطات المطرية الأخيرة التي كشفت عن هشاشة البنية التحتية للطريق المُنشأ حديثًا. وتُظهر صور متداولة تآكل جوانب الطريق وانهيار جزء من حائط الدعم، بالإضافة إلى حدوث تصدعات عميقة في الإسفلت، مما يشكل خطرًا على سلامة المستخدمين، ويطرح أسئلة حول ظروف إنجاز المشروع.

ويندرج هذا المشروع ضمن “برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية لسنة 2022” بتكلفة إجمالية بلغت نحو 10.999.334.40 درهما، وقد أشرفت على تنفيذه الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع بجهة بني ملال- خنيفرة، تحت إشراف الجهة صاحبة المشروع. وتضمنت الأشغال تهيئة الطريق على امتداد حوالي 3 كيلومترات، مع إنشاء شبكات لتصريف مياه الأمطار وتكسيتها في مدة تُقدر بثمانية أشهر. غير أن الأضرار التي لحقت بالطريق بعد أول اختبار للأمطار كشفت عن عيوب أثارت غضب السكان وسلطت الضوء على إشكاليات التنفيذ.

في هذا السياق، عبرت فعاليات محلية عن استيائها العميق من تدهور الطريق بسرعة، وحمّلت الجهات المشرفة مسؤولية “غياب المتابعة التقنية الصارمة”، داعية إلى فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات. كما أكد مواطنون أن تكرار مثل هذه الإخفاقات لا يُهدّد فقط سلامة المواطنين، بل يهدر المال العام ويزيد من معاناة المناطق الجبلية، التي تعاني أصلاً من نقص في البنية التحتية.

من جهته، أوضح رئيس جماعة ناوور أن الطريق، الذي يعدّ مشروعًا حيويًا لفك العزلة عن المنطقة الجبلية، لم يُسلَّم رسميًا بعدُ، وما زال قيد التقييم والمراقبة، مشيرًا إلى أن المقاولة المنفذة مُلزمة بإصلاح الأضرار وفق الضوابط التعاقدية.

وأضاف، في تصريح لهسبريس، أن المشروع يشمل أيضًا تعبيد الطريق الرابط بين آيت يعقوب وآيت مساعد (3 كيلومترات)، والذي لا يزال قيد الإنجاز، مشيرا إلى التزام الجهات المشرفة بتشديد إجراءات المراقبة لضمان جودة الأشغال قبل التسليم النهائي.