ألقى البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، عظة بمناسبة أحد الأرثوذكسية في الكنيسة المريمية. وجاء في تصريحاته: باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين. يحتفي هذا الأحد، الذي هو الأحد الأول من الصوم الكبير، بأحد الأرثوذكسية، أو ما يُعرف بأحد استقامة الرأي الصحيح. إن هذا اليوم يُبرز أهمية استقامة الفكر، تلك النعمة التي يمنحها لنا الرب من خلال صفاء الذهن ونقاء القلب. واستقامة الرأي ليست فقط هبة تُعاش داخليًا، بل هي رسالة يتطلب من حاملها إعلانها بوضوح وشجاعة.

رسالة البطريرك يوحنا العاشر للرئيس أحمد الشرع

إنطلاقاً من مسؤوليتنا تجاهكم، أعزائي، وتجاه وطننا الغالي واستقرار الأمن والسلام فيه ووحدة أراضيه، أوجه حديثي إلى السيد الرئيس قائلاً: السيد أحمد الشرع المحترم، رئيس الجمهورية العربية السورية، نهنئكم بانتصار الثورة وبتوليكم رئاسة الجمهورية. أنتم الآن القائد الأول للبلاد، ونتطلع إليكم كرئيس لسورية الموحدة، بكافة مناطقها وألوانها وأطيافها وعشائرها ومذاهبها.

و قال البطريرك يوحنّا العاشر : سيادة الرئيس، قبل يومين، استمعت إلى أحد المشايخ، وهو صديق لي، يتحدث علنًا عن وصية الرسول الأكرم لأتباعه، حيث قال إنهم إذا غزوا قومًا، يجب عليهم ألا يعتدوا على الأبرياء، وألا يغدروا، وألا يمثلوا، وألا يقتلوا النساء أو الأطفال، وأنه إذا رأوا الراهب في صومعته، فلا ينبغي لهم قتله. هذه هي سنة الرسول، ومن يخالف ذلك ليس من ديننا ولا من أخلاقنا. ديننا يحرم قتل الأبرياء، وقتل الشيوخ ليس من تعاليمنا، وحرق البيوت يتعارض مع قيمنا وشعائرنا. ثورتنا تحمل مبادئ عظيمة، ولن نسمح لأحد بتخريبها أو الإساءة إليها أو تشويه سمعتها. هذا ما أشار إليه شيخنا الفاضل.

البطريرك يوحنا العاشر معظم الضحايا من المدنيين الأبرياء والعزل

أحبتي، نرفع أكف الدعاء إلى الله تعالى أن ينزل رحماته على كل من سقط من المدنيين وقوات الأمن العام، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين والجرحى. نحن نؤيد تشكيل لجنة للتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن إزهاق أرواح المدنيين وقوات الأمن. السيد الرئيس، حفظكم الله، إن الأحداث المؤلمة التي تشهدها السواحل السورية قد أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المدنيين ومن عناصر الأمن. ومن المهم التأكيد على أن هؤلاء القتلى ليسوا جميعهم من عناصر النظام، بل إن معظمهم من المدنيين الأبرياء والعزل، بما في ذلك النساء والأطفال.

البطريرك يوحنا العاشر للشرع أيقونة العذراء تُداس وتُنتهك

و قال البطريرك يوحنا العاشر لقد تم انتهاك حقوق الناس وكرامتهم، حيث إن الصرخات والهتافات المستخدمة تساهم في نشر التفرقة وتعزز النزعة الطائفية مما يهدد السلم الأهلي. كما تعرضت العديد من المدن والبلدات والقرى لحرق منازلها وسرقة محتوياتها، وكانت المناطق المستهدفة تشمل أماكن العلويين والمسيحيين. وقد سقط العديد من القتلى من المسيحيين الأبرياء. أُجبر سكان بعض المناطق على مغادرة منازلهم، ثم تعرضوا لإطلاق النار والقتل، وتمت سرقة منازلهم وممتلكاتهم وسياراتهم، كما حدث في حي القصور في بانياس.

و قال البطريرك يوحنّا العاشر : السيد الرئيس، إن أيقونة السيدة العذراء تتعرض للتدمير والدوس على حرمتها. وهي مريم العذراء التي يكرمها جميع المسلمين، والتي خصها القرآن الكريم بسورة كاملة “سورة مريم”، حيث ذكر أن الله اصطفاها وجعلها من أكرم نساء العالمين.

السيد الرئيس، إن هذا ليس خطابكم، وهذه الأفعال تتعارض مع رؤيتكم لسورية الجديدة بعد انتصار الثورة. لذا، نناشدكم بحكمتكم وجهودكم لوقف هذه المجازر على الفور، ومنح شعور الأمان والاستقرار لجميع أبناء سورية بمختلف أطيافهم. السيد الرئيس، نطلب منكم تعزيز المصالحة الوطنية والسلم الأهلي والتعايش السلمي، واحترام الحريات كقيم أساسية في المجتمع القائم على مبدأ المواطنة، كما تعبرون عن ذلك باستمرار. السيد الرئيس، نتمنى لكم الصحة وأن تقودوا سورية نحو آفاق الخلاص وموانئ الأمان والاستقرار. فلتسقط الطائفية وليحيا الوطن. سرة”.