تعيش مجموعة من الأحياء السكنية بمنطقة بوخالف بمدينة طنجة، خاصة إقامات العرفان، على إيقاع أحداث سرقة غير عادية تتعرض لها بعض الشقق بين الفينة والأخرى، مخلفة حالة من الانزعاج والسخط لدى الساكنة بسبب تناميها المتزايد في الأسابيع الأخيرة.
ووفق اتصالات تلقتها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن الأمر يتعلق بعمليات سرقة تطال خيوط الربط الكهربائي بين العدادات أسفل العمارات السكنية والشقق الموجودة بالطوابق العليا.
وأوضحت المصادر التي تحدثت إلى الجريدة أن هذا النوع من العمليات ينفذها أشخاص يحترفون هذا النوع من الجرائم، إذ يعمدون إلى بيع الأسلاك النحاسية لأشخاص يتاجرون في هذا المعدن المطلوب بشدة في القطاع الصناعي.
وقال طه العبلاوي، وهو طالب يقطن بإحدى الشقق الموجودة بالعرفان 2، إنه فوجئ قبل يومين بانقطاع التيار الكهربائي، بعدما كان منهمكا في إعداد دروسه ومراجعتها، قبل أن يكتشف أن الأمر لا يتعلق بانقطاع طبيعي بسبب سوء الأحوال الجوية التي تعيشها المدينة كما تخيل للوهلة الأولى.
وأضاف الطالب الشاب المتحدر من مدينة خريبكة، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه بعد محاولة تفقد الوضع تبين له أن التيار انقطع عن الشقة التي يسكن بها دون بقية الجيران.
واسترسل قائلا: “توجهت إلى صاحب محل لبيع قطع الغيار، فأشار علي بتقني في الكهرباء، الذي بمجرد أن أخبرته بالمشكل، قال لي إن الأمر يتعلق بسرقة أسلاك الربط الكهربائي بين العداد والشقة”.
وتابع: “تقني الكهرباء أكد لي أن هذه الأحداث تقع بشكل دائم في المنطقة، وأنه قام بإصلاح الكثير من الأعطاب الناتجة عن السرقة”، مشيرا إلى أنه بمجرد الوصول إلى العمارة تأكدت صحة تخمينات التقني المجرب.
من جهته، سجل “م.ب”، وهو صاحب محل لبيع قطع غيار الكهرباء، أن منطقة العرفان تسجل “حالات سرقة متكررة لأسلاك الربط الكهربائي ينفذها أشخاص متمرسون على السرقة في المنطقة”. واستغرب من استمرار معاناة الساكنة أشهرا طويلة من هذه الظاهرة الغربية.
وأبرز التاجر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه الجرائم يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على الأسر والعائلات التي تتعرض لها في هذه المنطقة، لافتا إلى أن “بعض الأسر فيها مرضى يستعملون أجهزة طبية موصولة بالكهرباء، وأي انقطاع للتيار يمكن أن يشكل خطراً على حياتهم”.
وتساءل “هذا الطالب الذي تعرض لسرقة كلّفته أزيد من 500 درهم ما ذنبه؟، وكيف سيدبر هذا الأمر؟ ومن سيعوضه؟”؛ مضيفا أن هؤلاء المجرمين تمادوا في استهداف واستغلال الساكنة، وطالب السلطات الأمنية بالضرب بيد من حديد على المتورطين في هذه الأفعال الإجرامية.
0 تعليق