سوريا بعد انتهاء العمليات العسكرية في الساحل.. تساؤلات حول المستقبل واستمرار التوترات

خليجيون 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلنت وزارة الدفاع السورية انتهاء العمليات العسكرية في الساحل السوري، مؤكدة أن المؤسسات الحكومية باتت جاهزة لاستئناف عملها، في خطوة تهدف إلى إعادة الاستقرار وفتح صفحة جديدة أمام البلاد على الصعيدين الداخلي والدولي.

انتهاء العمليات العسكرية واستعادة السيطرة

صرّح العقيد حسن عبد الغني، المتحدث باسم وزارة الدفاع، بأن القوات المسلحة أنهت العملية العسكرية في الساحل، وتمكنت من تحييد "فلول النظام البائد"، مع خطط لتعزيز الأمن وضمان سلامة المواطنين. وأكد أن الأجهزة الأمنية ستواصل جهودها لمنع أي تهديدات مستقبلية.

في الوقت ذاته، أفادت مصادر أمنية في دير الزور بإلقاء القبض على أربعة من "قادة المجموعات المسلحة"، الذين وُجهت إليهم اتهامات بالتخطيط لاستهداف منشآت حكومية، في تنسيق مع شخصيات مرتبطة بالنظام السابق.

تجدد الاشتباكات في الشمال

رغم إعلان انتهاء العمليات في الساحل، استمرت الاشتباكات في شمال البلاد، حيث تصدت القوات السورية لهجوم شنته "قوات سوريا الديمقراطية" على جبهة الأشرفية بحلب، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع غارات تركية استهدفت سد تشرين وجسر قرقوزاق في ريف منبج.

تصاعد العنف في الساحل وتداعياته

شهدت مناطق الساحل أحداثًا دموية غير مسبوقة، حيث تحدث المرصد السوري عن وقوع أكثر من 40 "مجزرة طائفية" خلال 72 ساعة من العمليات الانتقامية، مع تسجيل مقتل 973 مدنيًا منذ 6 مارس، في عمليات وُصفت بـ "الإعدامات الميدانية والتطهير العرقي".

بدأت التوترات في ريف اللاذقية بعد توقيف شخص مطلوب، مما أشعل اشتباكات مع مسلحين محليين، تطورت لاحقًا إلى مواجهات عنيفة قُتل خلالها عشرات المدنيين. وأكدت تقارير محلية أن قوات الأمن دفنت جثث الضحايا في مقابر جماعية أو ألقتها في البحر.

مواقف دولية متباينة

فيما نفت إيران أي ضلوع لها في الأحداث، ووصفت الاتهامات الموجهة إليها بـ "السخيفة"، أعربت فرنسا عن رغبتها في محاسبة المسؤولين عن العنف، بينما دعت الصين إلى وقف فوري للاشتباكات. من جانبها، نددت الإدارة الذاتية الكردية بما وصفته بـ "الجرائم المرتكبة" بحق سكان الساحل.

تعهدات بالمساءلة ومحاولة لطي صفحة العنف

في خطاب له، تعهد رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع بمحاسبة المتورطين في إراقة دماء المدنيين، مؤكدًا أن التحديات الحالية كانت متوقعة، وأن السوريين قادرون على تجاوز المحنة. كما أعلنت الرئاسة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف ملابسات الأحداث الدامية.

تبقى الأوضاع في سوريا مفتوحة على احتمالات عدة، في ظل سعي الإدارة الجديدة لتثبيت أركان الحكم، ومحاولة كسب ثقة المجتمع الدولي، مقابل استمرار بؤر التوتر في مناطق عدة، ما يجعل مستقبل البلاد رهنًا بمدى نجاح السلطة في تحقيق المصالحة الداخلية وإعادة بناء الثقة بين مكونات الشعب السوري.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق