شهدت عدة مناطق بالمملكة خلال الفترة ما بين 8 و11 مارس الجاري تساقطات مطرية وثلجية مهمة، في إطار تأثيرات عاصفة “جانا” على حالة الطقس، إذ تجاوزت مقاييس هذه التساقطات في بعض المناطق 150 ملمترا، وهي كميات يُتوقع أن تؤثر إيجابًا على الفرشة المائية وتدعم النشاط الفلاحي في البلاد.

وقال الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية التابعة لوزارة التجهيز والماء، إن “التساقطات المطرية التي تعرفها المملكة خلال هذه الأيام تأتي بعد العجز الواضح الذي شهدته خلال أشهر الخريف والشهرين الأولين من فصل الشتاء”.

وفي تصريح لهسبريس حول الموضوع، أكد يوعابد أن “هذه التساقطات، التي بلغت مستويات مهمة في عدة مناطق بالمملكة، لا سيما في الشمال، بفعل تأثيرات عاصفة جانا، ستساهم في تدارك ما فاتنا خلال الأشهر الماضية، التي اتسمت بشح في التساقطات المطرية مقارنة بالمواسم السابقة”.

وشدد على أهمية كميات الأمطار والثلوج التي استقبلتها الأرض، نظرًا لانعكاسها الإيجابي على الفرشة المائية في عدة مناطق. وأشار إلى أن “العودة إلى الوضع الطبيعي تظل رهينة بتوالي التساقطات المطرية خلال مدة زمنية معيّنة، وذلك بعد التراجع الذي تم تسجيله في هذا الإطار خلال السنوات الأخيرة”.

وبحسب المصدر ذاته، فإن “المغرب يتأثر منذ بداية شهر مارس بظروف جوية مواتية لهطول الأمطار وتساقط الثلوج، حيث شهدت البلاد خلال الفترة ما بين 8 و11 من هذا الشهر كميات مهمة من التساقطات، رغم تفاوت توزيعها بين الشمال والجنوب، مع تساقطات ثلجية معتدلة شهدتها جبال الأطلس المتوسط والكبير وسلسلة جبال الريف”.

ووفق المصدر نفسه، تُعزى هذه الظروف الجوية إلى تأثير منخفض جوي عميق أطلقت عليه هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية اسم “جانا”، إذ أثر بشكل رئيسي على جنوب غرب أوروبا، مع تأثير متوسط على المغرب، ما أسفر عن كميات هامة من الأمطار الضرورية بعد فترة طويلة من الجفاف.

حصيلة الأمطار والثلوج

وفقًا لأرقام رسمية، سجلت المناطق الشمالية والساحلية أعلى كميات من الأمطار، حيث تصدرت شفشاون القائمة بمجموع 159 ملم، تليها طنجة بـ105 ملم، ثم العرائش بـ88 ملم، إلى جانب إفران بواقع 82 ملم. أما الرباط فسجلت 65.2 ملم، تليها القنيطرة بـ58.9 ملم، وتطوان بـ53 ملم، في حين بلغت كمية التساقطات في الدار البيضاء والجديدة 48 و43 ملم على التوالي.

وبحسب المعطيات ذاتها، تراوحت كميات التساقطات المطرية في إفران والحاجب وتازة وبني ملال ما بين 25 و82 ملم، في حين ظلت في حدود 21 و11 ملم في كل من وجدة وأكادير.

أما سماكة الثلوج، فقد بلغت خلال الفترة نفسها 15 سنتيمترًا في قمة جبل تدغين، و20 سم في تيزي إفري وسيدي بوتميم، فضلًا عن 20 سم بزاوية أحنصال و25 سم ببويبلان.

توقعات الأيام المقبلة

وتفيد المديرية العامة للأرصاد الجوية بأن الحالة الجوية “لا تزال غير مستقرة”، إذ تشير التوقعات إلى استمرار الاضطرابات، مع وصول منخفضات أطلسية متتالية، حيث يُرتقب أن تجلب هذه الأنظمة هواءً باردًا ورطبًا، مما سيعزز هطول الأمطار في شمال البلاد، فضلًا عن تساقطات ثلجية مهمة على مستوى جبال الأطلس والريف، مع ترقب تساقط الثلوج في المرتفعات التي يفوق علوها 1600 متر.

وبخصوص الحالة الجوية ليوم الخميس من هذا الأسبوع، تتوقع المديرية أن تشهد مناطق واسعة من البلاد، خصوصًا السهول الأطلسية، “هبوب رياح قوية مصحوبة بتساقطات مطرية غزيرة، خاصة في شمال ووسط البلاد، مع توقعات بتساقطات ثلجية في مرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط والريف، ابتداءً من ارتفاع 1500 متر”.

ونظرا لهذه الظروف الجوية، طالبت المديرية العامة للأرصاد الجوية المواطنين توخي الحيطة والحذر بسبب مخاطر الفيضانات والسيول المفاجئة واتباع تحذيرات النشرات الإنذارية المتعلقة بتغيرات الطقس وتفادي أي تهور خاصة في الأودية.