وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط.. وتحذر من التوترات التجارية

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2025، بمقدار 70 ألف برميل يوميًا، في ظل تزايد قتامة التوقعات المستقبلية نتيجة الرسوم الجمركية الأميركية، وتفاقم التوترات التجارية.

ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن الوكالة، اليوم الخميس 13 مارس/آذار (2025)، فإن وتيرة نمو الطلب العالمي على النفط قد تتباطأ إلى قرابة مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 1.1 مليونًا، لكنها تتجاوز مستويات 2024 البالغة 830 ألف برميل يوميًا في 2024.

ويشير التقرير، الذي حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (ومقرّها واشنطن)، إلى أن إجمالي الطلب على النفط قد يصل إلى 103.9 مليون برميل يوميًا خلال 2025، ليكون أقل من التقديرات الصادرة في فبراير/شباط البالغة 104 ملايين برميل يوميًا.

ويبقى المحرك الأساس لهذا النمو هو الاقتصادات الآسيوية، التي تستحوذ على 60% من الزيادة، بقيادة الصين، حيث يشكل الطلب على المواد الأولية للبتروكيماويات العامل الحاسم، في ظل استقرار الطلب على منتجات الوقود المكررة.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب بنحو 600 ألف برميل يوميًا هذا العام.

الطلب على النفط في 2025

بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، جاءت البيانات الأخيرة المتعلقة بالطلب على النفط أقل من التوقعات، ما أدى إلى خفض التوقعات للربعين الأخير من 2024 والأول من 2025 إلى 1.2 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي.

وقد أشار التقرير إلى تدهور أوضاع الاقتصاد الكلي التي دعمت توقعات الطلب على النفط خلال الشهر الماضي، بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدة دول أخرى.

ففي وقت سابق، فرضت واشنطن تعرفات جمركية على بعض الدول، وردت الدول المتضررة بإجراءات انتقامية مماثلة، وأسفر ذلك عن زيادة المخاطر الاقتصادية العالمية وتفاقم حالة عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي.

من جهة أخرى، تهاوت العقود الآجلة لخام برنت في بورصة إنتركونتيننتال خلال الأسابيع الـ8 الماضية بمقدار 11 دولارًا للبرميل، لتتداول بالقرب من أدنى مستوياتها في 3 سنوات، عند قرابة 70 دولارًا للبرميل.

وكشف التقرير أن أسعار النفط المرجعية تراجعت خلال فبراير/شباط ومارس/آذار نتيجة لعدة أسباب أبرزها:

  • تصاعد التوترات التجارية.
  • إعلان أوبك+ التزامه بالتخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بدءًا من أبريل/نيسان المقبل.
  • بدء المناقشات حول إمكانية وقف إطلاق نار مبدئي في أوكرانيا والتوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
منصة حفر تعمل على تلبية الطلب على النفط وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية
منصة حفر - الصورة من هاب بيدجس

إمدادات النفط العالمية

كما أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن إمدادات النفط العالمية قفزت خلال شهر فبراير/شباط بمقدار 240 ألف يوميًا، لتصل إلى 103.3 مليون برميل يوميًا، مدفوعًا بارتفاع إنتاج أوبك+، بقيادة قازاخستان، وتعزيز إيران وفنزويلا التدفقات قبل تشديد العقوبات.

وتوقع أن يرتفع إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا في 2025، بقيادة الأميركتين، في حين قد يستقر إنتاج أوبك+ إذا استمرت التخفيضات الطوعية بعد أبريل/نيسان.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، قد تكون الزيادة الفعلية في إنتاج الدول الأعضاء الـ8 في أوبك+، الذين وافقوا طوعًا على خفض الإنتاج في نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، أقل من 50 ألف برميل يوميًا، حيث تمتلك السعودية وحدها، ومعها الجزائر، القدرة على رفع الإنتاج.

في المقابل، تجاوزت باقي الدول الأعضاء في الاتفاق سقف الإنتاج المقرر لها بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، توقع التقرير أن تتصدر الولايات المتحدة نمو إمدادات النفط لعام 2025، تليها كندا والبرازيل وغايانا، لكن فرض التعرفات الأميركية المرتقبة على كندا والمكسيك بدءًا من 1 أبريل/نيسان، قد يعرقل تدفقات النفط من دولتين شكلتا 70% من واردات الخام الأميركية العام الماضي.

وفي الوقت نفسه، لم تُحدث العقوبات الجديدة على روسيا وإيران اضطرابات كبيرة حتى الآن، رغم تقليص بعض الجهات مشترياتها.

ووسط هذا المشهد، تشير التقديرات إلى أن الإمدادات العالمية قد تتجاوز الطلب بنحو 600 ألف برميل يوميًا هذا العام، مع احتمال إضافة 400 ألف برميل أخرى إذا واصل أوبك+ التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج دون ضبط المعروض من بعض الأعضاء.

انخفاض مخزونات النفط العالمية

أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى انخفاض مخزونات النفط العالمية، خلال شهر يناير/كانون الثاني بمقدار 40.5 مليون برميل، وكان الانخفاض الأكبر في مخزونات المنتجات النفطية التي بلغت 26.1 مليون برميل.

بينما سجلت مخزونات الخام خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هبوطًا بلغ 45.3 مليون برميل مليون برميل، بقيادة الصين التي شهدت تراجعًا في الواردات.

وفي المقابل، ارتفعت المخزونات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 11.2 مليون برميل، مدفوعة بزيادة 25 مليون برميل في المخزونات التجارية، في حين انخفضت مخزونات النفط العائمة بنحو 6.7 مليون برميل.

وبحسب البيانات الأولية لشهر فبراير/شباط، بدأت المخزونات العالمية في التعافي، مدفوعة بارتفاع مخزونات النفط العائمة.

مصفاة نفط تعمل على تلبية الطلب على النفط وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية
مصفاة نفط - الصورة من شركة توبراش التركية

انخفاض إنتاج المصافي

في الوقت نفسه، انخفض إنتاج مصافي التكرير خلال الشهر الماضي بمقدار 570 ألف برميل يوميًا على أساس شهري، لتصل إلى 82.8 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، نتيجة عمليات الصيانة المجدولة والانقطاعات غير المخططة.

ورغم هذا التراجع، من المتوقع أن يصل متوسط إنتاج المصافي في عام 2025 إلى 83.3 مليون برميل يوميًا، أي بزيادة سنوية قدرها 570 ألف برميل يوميًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

في المقابل، شهدت هوامش التكرير انتعاشًا في فبراير/شباط، حيث ساهم انخفاض أسعار النفط في تعزيز ربحية المصافي بجميع المناطق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. توقعات الطلب على النفط من وكالة الطاقة الدولية.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق