في رد عنيف على التقرير الأممي الذي وثق الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بالتحيز والفساد.
التقرير الأممي الذي أشار إلى ارتكاب الجيش الإسرائيلي لأعمال عنف وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر، أثار غضب السلطات الإسرائيلية التي دأبت على انتقاد ما وصفته بـ"السيرك المعادي لإسرائيل".
فيما يزداد الضغط الدولي على إسرائيل بشأن حقوق الإنسان، يطرح السؤال: هل سيواجه المجتمع الدولي تحركًا جديًا لمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات؟
التقرير الأممي: اتهام إسرائيل باستخدام العنف والإبادة الجماعية
لجنة التحقيق الأممية كانت قد وثقت في تقريرها سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك العنف المفرط، الهجمات المتعمدة على المرافق الصحية، والاعتداءات على السجناء الفلسطينيين. التقرير الأممي أكد أن هذه الأفعال تشكل جزءًا من سياسة إبادة جماعية، وشدد على أن إسرائيل استخدمت خريطة دقيقة للمرافق الصحية قبل تدميرها عمدًا.
تدمير المنشآت الحيوية: استهداف متعمد للمدنيين
التقرير الأممي أشار بشكل خاص إلى الهجمات المستمرة على المستشفيات والمدارس وغيرها من المنشآت المدنية، ما يعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة لزيادة معاناة الفلسطينيين.
وفقًا للجنة التحقيق، كانت هذه الهجمات مدروسة ومنظمة، حيث تم استهداف المباني التي تحوي مرضى وجرحى، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الاعتداء على الأطفال: واقع مرير لأجيال جديدة
تطرق التقرير إلى المعاناة التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون، الذين يعيشون في ظروف صحية قاسية بسبب تلوث المياه، سوء التغذية، وظروف الحرب المستمرة.
وأكد التقرير أن أي طفل يولد في غزة اليوم يواجه خطر الموت سواء في لحظاته الأولى أو بعد أن يكبر. الأطفال الفلسطينيون يعانون من معضلات صحية ناجمة عن تدهور البيئة المحيطة بهم نتيجة الاعتداءات المستمرة.
رد إسرائيل: اتهامات موجهة لمجلس حقوق الإنسان
في مقابل هذا التقرير، وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بـ "السيرك المعادي لإسرائيل" الذي يروج للكراهية والتمييز ضد الدولة العبرية.
وأكد نتنياهو أن هذا المجلس "فاسد" و"يدعم الإرهاب"، مشيرًا إلى أن التقرير الأممي ليس سوى انعكاس لتحيز مستمر ضد إسرائيل.
كما اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير الأممي "الأسوأ في العالم"، متهمة إياه بتوجيه اللوم إلى إسرائيل كضحية وتحميلها المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت ضدها.
هل سيتحرك المجتمع الدولي؟
مع تصاعد الانتهاكات وازدياد الإدانة الدولية، يبقى السؤال: هل سيعمل المجتمع الدولي على تحرك جاد لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات؟ في الوقت الذي تزداد فيه الدعوات لفرض عقوبات ومراجعة سياسات الدعم لإسرائيل، هل سيشهد العالم خطوات حقيقية نحو العدالة؟
بينما تواصل إسرائيل نفي التهم الموجهة إليها، يبقى الوضع في الأراضي الفلسطينية على حاله، مع استمرار المعاناة اليومية لشعب يعاني من ويلات الحرب، فهل سيكون هناك رد دولي حقيقي يتجاوز التصريحات؟ وهل ستتغير المعادلة في ظل هذه الانتهاكات؟
0 تعليق