بعد أن انتشرت صورتها بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار تعاطف آلاف السوريين داخل البلاد وملايين آخرين في الخارج، عادت الأم السورية زرقة سباهية للظهور مجددًا.
" frameborder="0">
فقدت هذه الأم اثنين من أبنائها وحفيدها، وظهرت وهي ترتدي وشاحها الأزرق خلال زيارة محافظ السويداء، محمد عثمان، لمنزلها يوم الخميس الماضي لتقديم واجب العزاء. وأكدت للمحافظ أن جميع شباب القوات الأمنية يعتبرون كأبنائها، مشددة على أن بلدة قبو العوامية في ريف اللاذقية تتطلع إلى الأمن والاستقرار، وأن عائلتها لا تعير اهتمامًا للسياسات السائدة، بل تسعى فقط لحياة كريمة.
ماساة الأم السورية المكلومة
وقد لاقت صورة هذه الأم السورية انتشارًا كبيرًا بعد ظهورها في مقطع فيديو وهي تحرس جثامين أبنائها وحفيدها في انتظار دفنهم. كما أثار المقطع جدلًا بعد أن قام أحد المتطرفين بتصويرها والتعرض لها بعبارات طائفية مسيئة، متهمًا منطقتها بالخيانة، لكنها اكتفت بالرد بكلمة واحدة: “فشرتوا”، أي كذبتم.
تصريحات الأم السورية للمرصد السوري
أفادت ابنة السيدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان بتفاصيل الحادثة، حيث ذكرت أن مجموعة من الأشخاص، بعضهم مكشوف الوجه وآخرون ملثمون، يرتدون زيًا عسكريًا، اقتحموا منزل العائلة في قرية قبو العوامية الواقعة في ريف اللاذقية. وقاموا بتفجير أقفال المنزل باستخدام القنابل، ثم نهبوا محتوياته و أجبروا ثلاثة شبان على الخروج.
وأشارت إلى أن المسلحين استفسروا عن هويتهم، قائلين: “هل أنتم علوية أم سنية؟” ولم تكن الإجابة تهمهم، حيث أكدوا أنه في كل الأحوال سيتم قتلهم، ثم أطلقوا النار عليهم رغم تأكيدهم أن الشبان مدنيون.
وأضافت للمرصد السوري: “أصر القتلة على عدم منح الأم حق دفن أبنائها، مما أدى إلى بقاء الجثث ملقاة خلف المنزل لمدة أربعة أيام، تحت مراقبة الأم التي لم تترك المكان، على الرغم من التهديدات والتعذيب، خشية أن تقوم القوات الأمنية بإحراق الجثث، مما سيؤدي إلى فقدان الأمل الأخير في دفنهم”.
كما أشارت إلى أن بعض الجناة لا يزالون يقيمون في منزل مقابل لهم، بعد أن تم الاستيلاء عليه من قبلهم، حيث فر أصحابه من مصير مشابه.
الأم السورية تطالب الجهات المعنية بالتدخل
كشفت الابنة أن “المعتدين لا يزالون يسكنون في المنزل المقابل لنا، حيث ترى والدتي وجوههم يومياً”، مضيفة: “نطالب الجهات المعنية بالتدخل الفوري لاعتقالهم ومحاسبتهم علناً أمام العالم، فلا يمكن أن ينجوا من العقاب بعد أن دمروا حياتنا مرتين”.
وقد أثار الفيديو ردود فعل غاضبة على نطاق واسع، خاصة أن المسلحين، الذين لم يتم التعرف على هويتهم حتى الآن، توجهوا إلى الأم، التي تنتمي إلى منطقة الساحل ذات الغالبية العلوية، بعبارات تحمل طابعاً طائفياً.
ورغم المأساة التي حلت بالأم السورية ، ظهرت في الفيديو وهي تواجه المسلحين بشجاعة وقوة.
وقد أدت أحداث العنف التي شهدتها منطقة الساحل السوري إلى صدمة على المستويين المحلي والدولي، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط مئات القتلى في عمليات وصفت بأنها الأكثر عنفاً منذ سنوات.
0 تعليق