وجه البيت الأبيض تحذيرًا شديد اللهجة لإيران، مؤكدًا أن عليها التعامل بجدية مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تصاعد التوترات في البحر الأحمر واليمن. وجاءت هذه التحذيرات في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع للحوثيين في عدة محافظات يمنية.
البيت الأبيض يوجه رسالة مباشرة لطهران
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي يوم الإثنين: "رسالتنا لإيران هي أن عليها أن تأخذ تحذيرات الرئيس ترامب بجدية". وأوضحت أن إدارة ترامب مصممة على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة، مشددة على أن أي تهديد من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران لن يتم التساهل معه.
وأضافت ليفيت أن "الرئيس ترامب أمر بعمل عسكري حاسم ضد الحوثيين"، مشيرة إلى أن "ضعف إدارة الرئيس السابق جو بايدن أدى إلى تمادي الحوثيين في استهداف السفن التجارية وتهديد أمن المدنيين".
ترامب يصعد لهجته: "كل رصاصة حوثية مسؤولية إيرانية"
في تغريدة عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال"، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهجمات الحوثية ليست مجرد تصرفات فردية، بل تأتي بتوجيه مباشر من طهران. وقال ترامب:
"لا ينبغي لأحد أن ينخدع! إن مئات الهجمات التي يشنها الحوثيون، رجال العصابات والبلطجية الأشرار المتمركزون في اليمن، والذين يكرههم الشعب اليمني، كلها تنبع من إيران وهي من صنعها".
كما هدد بأن أي رد من الحوثيين سيتم التعامل معه بـ"قوة كبيرة"، مضيفًا: "ليس هناك ما يضمن أن تتوقف هذه القوة عند هذا الحد".
وواصل ترامب انتقاده لإيران قائلاً: "لقد لعبت إيران دور الضحية البريئة، مدعية أن الجماعات المسلحة تعمل خارج سيطرتها، لكن الحقيقة هي أنهم يتحكمون بكل خطوة، ويمدونهم بالسلاح، والتمويل، والمعدات العسكرية المتطورة، وحتى المعلومات الاستخباراتية".
وأكد أن أي هجوم ينفذه الحوثيون سيتم اعتباره بمثابة هجوم إيراني مباشر، قائلاً: "كل رصاصة يطلقها الحوثيون سيتم النظر إليها على أنها أطلقت بأمر من إيران، وستتحمل طهران المسؤولية الكاملة، وستعاني من العواقب، وهذه العواقب ستكون وخيمة".
تصعيد عسكري غير مسبوق في اليمن
يأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد الضربات الجوية الأمريكية ضد معاقل الحوثيين في اليمن. ووفقًا لوزارة الصحة التابعة للحوثيين، فقد بلغت حصيلة الغارات الأمريكية الأخيرة 53 قتيلاً، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ اندلاع الصراع.
وقد استهدفت الغارات مواقع استراتيجية للحوثيين في صنعاء وصعدة والحديدة، في خطوة تهدف إلى تقليص قدراتهم العسكرية وردعهم عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.
يرى محللون أن الهجمات الحوثية على السفن التجارية، خاصة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، كانت الدافع الرئيسي وراء التحرك العسكري الأمريكي. وتأتي هذه الهجمات ضمن حملة أوسع من التصعيد الذي شهدته المنطقة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني وتشديد العقوبات على طهران.
كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى إلى إثبات موقف أكثر حزمًا ضد إيران، خاصة بعد أن تعرضت لانتقادات بسبب تعاملها "المتساهل" مع طهران خلال الفترة الماضية.
المشهد الإقليمي وتأثيرات الأزمة
التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة، حيث أن أي رد إيراني أو تصعيد من قبل الحوثيين قد يستدعي تدخلات عسكرية أوسع، مما يزيد من تعقيد الأزمة في اليمن.
كما أن التصعيد الأمريكي قد يؤثر على مسار المفاوضات الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، حيث قد يزيد من تصلب مواقف الحوثيين ويدفعهم إلى تصعيد هجماتهم الانتقامية.
0 تعليق