سلطت صحيفة ريك ريبورتتر اليونانية الضوء على اكتشاف أثري رائد يتحدى المعتقدات الراسخة حول الأهرامات المصرية القديمة، وتشير الاكتشافات الحديثة في مواقع دفن قديمة إلى أن مقابر الأهرامات لم تكن حكرًا على النخبة الثرية، كما كان يُعتقد سابقًا، وأعاد هذا الاكتشاف، الذي عُثر عليه صياغة فهم المؤرخين لممارسات الدفن المصرية القديمة.
لطالما اعتقد الخبراء أن أعلى أفراد المجتمع رتبةً هم فقط من يستطيعون تحمل تكاليف الدفن في هذه الهياكل العظيمة. ومع ذلك، تشير أبحاث جديدة إلى أن العمال ذوي المكانة الاجتماعية الأدنى كانوا يُدفنون أيضًا في الأهرامات.
صور لأوانٍ فخارية من المقبرة، تتضمن وعاءً من الفخار الأحمر ذي السطح الأسود على الطراز النوبي، وأوانٍ من أوشابتي تاهوت في موقعها الأصلي، وحّدد علماء الآثار أكثر من 110 أهرامات بُنيت على مدى ما يقرب من 3000 عام. حتى الآن، كانت هذه الأهرامات تُعتبر المثوى الأخير للحكام والنبلاء وكبار المسؤولين. ومع ذلك، كشفت الحفريات عن هياكل عظمية لأفراد من خلفيات متنوعة، بمن فيهم عمال من عامة الناس، وأمضت سارة شريدر، الباحثة في جامعة لايدن في هولندا، العقد الماضي في دراسة الموقع. ومن خلال تحليل البقايا، وجدت أن بعض الأفراد عاشوا حياة تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا، بينما لم يُظهر آخرون أدلة تُذكر على العمل الشاق.
ويشير اختلاط الطبقات الاجتماعية في مقابر الأهرامات إلى أن ممارسات الدفن كانت أكثر شمولًا مما كان يُعتقد سابقًا، ونشرت الصحيفة صورًا لجعارين من مدافن متواضعة، وواحدة من أربع جرار كانوبية مُخصصة للقارئ الكاهن حابي، وهي إناء مصري لمستحضرات التجميل من المرمر، وخاتم جعران مُثبت بالفضة من حجرة الدفن الرئيسية، وتشير النتائج إلى أن مقابر الأهرامات، التي كانت تُعتبر في السابق مثوىً للنخبة، ربما كانت تضم أيضًا عمالًا من الطبقة الدنيا وذوي خبرة عالية، وفقًا لما أوضحته شريدر في دراسة نُشرت في مجلة علم الآثار الأنثروبولوجي، ونادرًا ما شارك المصريون من النخبة في مهام تتطلب جهدًا بشريًا مكثفًا.
وتروي البقايا التي عُثر عليها في الموقع قصة معقدة، وحملت بعض الهياكل العظمية علامات عمل بدني شاق، مما يدل على حياة مليئة بالعمل الشاق، بينما أظهرت هياكل أخرى القليل من التآكل والتلف، مما يشير إلى أنهم عاشوا حياة أقل إرهاقًا بدنيًا.

وعلى مدار سنوات، افترض العلماء أن النخبة المصرية كانت لها أنماط حياة مميزة، ونادرًا ما كانت تشارك أو تشتغل بمهام تتطلب جهدًا بدنيًا مكثفًا، ورجح بعض الباحثين أن البقايا النشطة ربما تعود إلى نبلاء حافظوا على لياقة بدنية عالية ومع ذلك، لا يزال شريدر متشككًا، مشيرًا إلى أدلة من جميع أنحاء مصر القديمة تشير إلى اختلافات واضحة في أنماط نشاط النخبة والعمال.
0 تعليق