ترامب , أكد ستيفن ويتكوف ، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ، أن استمرار وجود حركة حماس في قطاع غزة غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة، مشددًا على ضرورة نزع سلاحها كشرط أساسي قبل التفكير في أي وجود مؤقت لها في المنطقة. جاءت تصريحات ويتكوف في مقابلة أجراها مع الإعلامي الأمريكي المعروف تاكر كارلسون على منصة “إكس”، حيث تناولت المقابلة التطورات الإقليمية في ظل الحرب الدائرة في غزة، والانعكاسات المحتملة على استقرار الدول المجاورة.

مبعوث ترامب لاحكم لحماس في غزة… ونزع السلاح شرط أساسي

قال ويتكوف بوضوح إن ما يمكن قبوله من قبل واشنطن هو نزع سلاح حماس بالكامل، مضيفًا: “ربما يمكنها البقاء في غزة لفترة قصيرة، لكننا لن نقبل أن تواصل حكم القطاع”، محذرًا من أن السماح لحماس بالبقاء في السلطة يعني “تكرار مأساة السابع من أكتوبر كل بضع سنوات”. وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي يؤيد هذا النهج، وأن الإدارة الأمريكية سبق أن قدمت مقترحات لحماس خلال القمة العربية، لكنها قوبلت بالرفض.

كما أوضح ويتكوف أن هناك مفاوضات جارية لبحث سبل إنهاء الغارات الإسرائيلية وإيجاد حل دبلوماسي، لكنه شدد على أن حماس لم تُبدِ أي تجاوب واقعي، واصفًا ردودها بأنها “غير عملية”.

قلق من انهيار إقليمي… ومصر في بؤرة الخطر

تطرق ويتكوف إلى الوضع الإقليمي وتأثيرات الحرب في غزة على الدول المجاورة، وخاصة مصر والأردن، مؤكدًا أن هذه الدول تواجه تحديات ضخمة، على رأسها الغضب الشعبي المتزايد من الحرب. وقال: “الملك عبدالله في الأردن نجح في إدارة هذه الأزمة بحكمة، لكن مصر تمثل نقطة اشتعال حقيقية”. وأضاف أن معدلات البطالة المرتفعة، خاصة بين الشباب، والوضع الاقتصادي المتردي في مصر، قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة قد تهدد استقرار المنطقة بالكامل.

وأكد أن أي تدهور في مصر “سيقلب الأمور رأساً على عقب”، وقد يُفشل ما تم تحقيقه من خطوات إيجابية في ملفات مثل سوريا أو لبنان. كما لفت إلى ضرورة دعم مصر اقتصاديًا وسياسيًا للحفاظ على التوازن الإقليمي.

مبعوث ترامب نأمل في التهدئة… وتفاؤل مشروط بشأن إيران ولبنان

وفيما يتعلق بفرص السلام، أعرب ويتكوف عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قريبًا، مشيرًا إلى أن الحل الحقيقي يجب أن يراعي مصالح كل الأطراف وألا يسمح بتكرار سيناريوهات العنف السابقة. وأكد أن الولايات المتحدة تسعى لوضع خطة تنموية لغزة، قد تشمل أو لا تشمل حل الدولتين، لكنها تهدف إلى تحسين ظروف الفلسطينيين المعيشية.

وعن إيران، شدد على أن “واشنطن لن تسمح بأن تصبح إيران قوة نووية”، محذرًا من أن ذلك سيخلق “كوريا شمالية جديدة في الخليج”. كما أبدى أمله في التوصل إلى اتفاق نووي جديد، مؤكدًا أن إيران لا تزال الراعي الرئيسي لعدد من التنظيمات المسلحة في المنطقة.

أما بشأن لبنان، فأشار إلى أن “هناك احتمالية حقيقية لتوقيع معاهدة سلام بين لبنان وإسرائيل”، بل ألمح إلى إمكانية حدوث تطبيع مع سوريا أيضًا، رغم التحديات. واختتم بتحذير عام من أن الاضطرابات في الشرق الأوسط ستتفاقم إن لم يتم التوصل إلى حل جذري لأزمة غزة، وهو ما يضع المنطقة على مفترق طرق حاسم.