طرحت الناقدة العراقية لينا مظلوم رؤيتها لموسم دراما رمضان هذا العام، قائلة إن الحكم على الموسم ككتلة واحدة ليس دقيقًا، إذ ضم أعمالًا تحمل قضايا مهمة، وأخرى أقل جودة.
وأشادت لينا مظلوم في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز" بمسلسل حسبة عمري، معتبرة أنه ناقش قضايا حيوية مثل استقلال المرأة ماديًا ومعنويًا، وتدخل الأسرة بشكل أناني في حياة أبنائها، وما يترتب على ذلك من سلبيات وإيجابيات، كما اعتبرت أن هذه القضايا لها "وزن كبير"، رغم اختلاف وجهات النظر حول طريقة طرحها.
وعن مسلسل "النص"، قالت إنه تناول حقبة تاريخية جديدة بأسلوب متقن، وأثار حسًا وطنيًا حتى لدى الفئات التي قد لا تحظى بتعاطف عام، كما أشارت إلى أن المسلسل استند إلى مذكرات حقيقية، مما زاد من واقعيته.
أما المفاجأة الكبرى في الموسم، فكانت الممثل أحمد أمين، الذي وصفته بأنه "اكتشاف رمضان" لهذا العام، معتبرة أن أداءه في الكوميديا كان درسًا للكثير من الممثلين، بل واستحضرت مقارنة بينه وبين نجيب الريحاني، حيث قدم كوميديا إنسانية عميقة دون افتعال، وهو ما وصفته بـ"كوكتيل رائع بين الكوميديا والخط الإنساني".
وتحدثت أيضًا عن مسلسل قهوة المحطة، مؤكدة أن عبد الرحيم كمال يتميز بالغوص في النفس البشرية، مشيرة إلى أن المسلسل حمل نقلات درامية مختلفة عن أعماله السابقة مثل القاهرة كابول وجزيرة غمام، وأضافت أن شخصيات العمل كانت رموزًا لأحلام متنوعة، وهو ما جعل النسيج الدرامي أكثر ثراءً.
وأعربت مظلوم عن أمنيتها في رؤية مزيد من الأعمال الوطنية والتاريخية، متسائلة: "لماذا لا نرى مسلسلًا عن زويل أو مجدي يعقوب، أو عن نبوية موسى وصفية زغلول، كما رأينا أم كلثوم؟"
واقترحت أن يتم التعاون بين الشركة المتحدة وشركات الإنتاج الأخرى، بحيث يمكن مشاركة الدولة في الإنتاج، كما يحدث عالميًا، قائلة: "لماذا لا تتعاون الشركات الكبرى لإنتاج أعمال ضخمة بدلًا من الاكتفاء بأعمال تجارية؟ مصر ليست فقيرة بالمواهب".
كما أشادت بمسلسل قلبي ومفتاحه للمخرج تامر محسن، مؤكدة أنه قدم معالجة درامية متقنة لموضوع شائك مثل "المُحلل"، بعيدًا عن الكوميديا النمطية التي ظهرت في أفلام مثل طلاق سعاد حسني وزوج تحت الطلب.
في الجزء الأخير من حديثها، تناولت الناقدة العراقية الهجوم الذي تتعرض له الدراما المصرية، سواء من بعض الإنتاجات غير المصرية التي تحاول تشويه صورة المجتمع المصري، أو من بعض المخرجين المصريين الذين لم يستطيعوا الحفاظ على المستوى الفني المطلوب.
وأكدت أن هناك فرقًا بين "نقد عمل معين" ومحاولة النيل من الدراما المصرية بشكل عام، مشيرة إلى أن أعمالًا مثل أولاد الشمس والنص وقلبي ومفتاحه، أثبتت نجاح المعادلة بين المحتوى الجيد والجذب الجماهيري.
وفي سياق حديثها عن الإعلام ودوره في تقييم الدراما، علّقت لينا مظلوم على تصريحات الإعلامي عمرو أديب حول الأعمال الرمضانية، قائلة: "عمرو أديب صحفي ذكي وإعلامي ناجح، لكنه أحيانًا يُطلق أحكامًا متسرعة دون تدقيق فني كاف، ربما لأنه يركز أكثر على التأثير اللحظي وردود الفعل المباشرة بدلًا من التحليل العميق".
وأضافت: "الإعلام المصري لديه قوة كبيرة، لكنه بحاجة إلى أن يكون أكثر دعمًا للإبداع الحقيقي، وليس فقط للأعمال التي تحقق نسب مشاهدة مرتفعة. الدراما ليست مجرد أرقام على الشاشة، بل فن ورسالة".
كما أشارت إلى أن بعض النقاد يتأثرون بمواقف إعلاميين كبار مثل عمرو أديب، مما يجعل بعض الأحكام على الأعمال الدرامية تأخذ طابعًا شعبيًا أكثر من كونه نقدًا فنيًا متخصصًا.
وفي ختام حديثها، شددت على ضرورة الفصل بين النقد الفني والخلط الإعلامي الموجه، محذرة من الوقوع في فخ "اللغط الإعلامي غير الدقيق".
0 تعليق