بعد موافقة الكونغرس البيروفي بأغلبية ساحقة على مقترح يدعو وزارة الخارجية في هذا البلد إلى اتخاذ خطوات أكثر تقدمًا في ملف الصحراء المغربية عاد ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي، وزير الخارجية البيروفي الأسبق، ليؤكد على ضرورة دعم بلاده مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لتسوية هذا النزاع الإقليمي.

وأوضح الدبلوماسي البيروفي السابق، ضمن مقال رأي له في صحيفة “إكسبريسو” المحلية، بعنوان “بيرو يجب أن تدعم الحكم الذاتي في الصحراء”، أنه سيكون من المأساوي أن تخالف بيرو القانون الدولي بعدم تبني المقترح البرلماني الأخير الذي يدعو البلاد إلى تبني مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به الملك محمد السادس عام 2007، لإيجاد حل لمشكل الصحراء.

وذكر وزير الخارجية الأسبق في جمهورية بيرو أن المبادرة المغربية المذكورة تحظى بقبول واسع على مستوى العالم، إذ تعتبر عدد من الدول أن الصحراء جزء لا يتجزأ من وحدة الأراضي المغربية، مشيرًا إلى أن “بيرو قررت تعليق علاقاتها مع الجمهورية الصحراوية الوهمية في العام 2023، وبدأت إعادة بناء الثقة المفقودة مع المغرب”.

وتابع المتحدث ذاته: “خلال فترة عملي كوزير للخارجية قطعت بيرو علاقاتها نهائيًا مع هذا الكيان، بعدما نبهت إلى أن أسلافي من وزراء الخارجية ربطوا بيرو بشكل غير معقول بهذا الكيان الذي له صلات بالإرهاب الدولي ويستند إلى دعم الجزائر”، مبرزًا أن “هذا الثنائي يسعى منذ خمسة عقود إلى تنفيذ خطة انفصالية لانتزاع الصحراء المغربية من المملكة المغربية”.

واقتبس ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي عن وزير الخارجية البيروفي السابق خافيير بيريز دي كوييار، المرجع الأبرز في الدبلوماسية البيروفية، الذي أكد أن “أفضل حل لسكان الصحراء هو الحل السياسي المعقول الذي يتضمن دمج الصحراء كمنطقة ذات حكم ذاتي في إطار المغرب، ما سيوفر العديد من الأرواح والموارد المالية الهامة”.

وسبق لرودريغيز ماكاي أن أقر في مقال له في الصحيفة الرومانية ذاتها بحق المملكة المغربية في تأمين والدفاع عن وحدة أراضيها، بما فيها الأقاليم الجنوبية، لافتا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارًا بعد استقلال المغرب يمنع المساس بالوحدة الترابية للدول، وهو ما يجعل من سيادة الرباط على كامل أراضيها أمرًا غير قابل للتفاوض.