أفادت مصادر مطلعة، وفقًا لشبكة CNN العربية، أن إيران تستعد للرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت أراضيها، في رد "حاسم ومؤلم" قد يتم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في 5 نوفمبر 2024. يأتي هذا التطور في سياق تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، مع تحذيرات متبادلة تزيد من احتمالات تصعيد عسكري قد يؤثر على الوضع الإقليمي والدولي.
المرشد الأعلى الإيراني: الضربات الإسرائيلية "لا يجب المبالغة فيها"
علّق المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، على الهجمات الإسرائيلية، قائلًا إن تلك الضربات لا ينبغي المبالغة فيها أو التقليل من شأنها، ما يعكس رغبة طهران في الحفاظ على التوازن في الرد. وأكدت تصريحات خامنئي على أن إيران لن تمرر الهجمات الإسرائيلية دون رد مناسب، لكنها في الوقت ذاته لا تسعى إلى إشعال حرب شاملة.
تصعيد متبادل: غارات إسرائيلية وردود إيرانية محتملة
يأتي هذا التصعيد بعد أن استهدفت إسرائيل عدة قواعد عسكرية في غرب وجنوب غرب طهران يوم السبت الماضي، كرد فعل على هجمات صاروخية إيرانية طالت الأراضي الإسرائيلية في بداية شهر أكتوبر. وتلك الهجمات الإيرانية جاءت بدورها ردًا على اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
أكدت طهران، في بيان رسمي، أنها تحتفظ بحق الرد الشرعي على ما وصفته بـ"الهجمات الإجرامية" الإسرائيلية، وستختار الوقت المناسب لتنفيذ الرد. وصرّح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن إيران ستستخدم جميع الأدوات المتاحة للرد بشكل صارم ومتناسب على العدوان الإسرائيلي، مشددًا على أن بلاده لن تتنازل عن حقها القانوني في الرد على "الكيان الصهيوني".
هل يؤثر التصعيد الإيراني على الانتخابات الأمريكية؟
أشار المصدر المطلع إلى أن إيران قد تنفذ ردها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما يثير تساؤلات حول تأثير هذا التصعيد على السياسة الخارجية الأمريكية. يأتي هذا في وقت حرج بالنسبة للإدارة الأمريكية، حيث تسعى إلى تجنب أي توترات جديدة قد تؤثر على نتائج الانتخابات أو تزيد من تعقيد الموقف في الشرق الأوسط.
ويعتقد محللون أن أي رد إيراني قوي قد يدفع واشنطن إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في المنطقة، خاصة مع التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران بسبب البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الاقتصادية.
إسرائيل تحذر: رد إيراني سيقابل بإجراءات "حاسمة"
وفي تصريح حازم، حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إيران من القيام بأي هجمات إضافية ضد إسرائيل، مؤكدًا أن تل أبيب لن تتردد في الرد على أي تهديد إيراني. وأكد هاليفي أن إسرائيل مستعدة لأي سيناريو، وستتعامل بحزم مع أي اعتداء قد يصدر من طهران أو أي من حلفائها في المنطقة.
هذا التوتر المتصاعد يعكس التحديات الأمنية المعقدة التي تواجه إسرائيل، خصوصًا مع تصاعد نشاط الفصائل المدعومة من إيران في كل من لبنان وغزة.
تصاعد التوتر وسط غموض إقليمي ودولي
يتزامن هذا التصعيد مع تغييرات جيوسياسية كبرى في المنطقة، إذ تسعى العديد من الدول إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في حين تحاول إيران إحباط هذه الجهود من خلال تعزيز نفوذها الإقليمي. ويأتي هذا في ظل تعقيدات في العلاقات الأمريكية الإيرانية، إذ ما زالت المحادثات النووية بين طهران والقوى الغربية متعثرة، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
0 تعليق