تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحت رئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، ذكرى نياحة القديس البابا خائيل الأول، الذي يعد البطريرك السادس والأربعين من بطاركة الكرازة المرقسية ، و الذي توفي في عام 483 للشهداء (767م) بعد حياة مليئة بالجهاد الروحي و الثبات في مواجهة التحديات.

قصة البابا خائيل الأول

وُلِد البابا خائيل الأول كراهب متعبد في دير القديس مكاريوس الكبير في برية شيهيت، واشتهر بتقواه ومعرفته، مما دفع الأساقفة والكهنة لاختياره بطريركًا بعد وفاة البابا ثيئودوروس. ورغم رفضه لهذا المنصب، تم إحضاره إلى الإسكندرية حيث تم تنصيبه في 17 توت من سنة 460 للشهداء (743م). وفي يوم تتويجه، شهدت المدينة أمطارًا غزيرة استمرت لثلاثة أيام بعد انقطاع دام عامين، وهو ما اعتبره الشعب علامة على الخير والبركة.

تعرض البابا خائيل الأول لاضطهاد

خلال فترة حبريته، تعرض البابا خائيل الاول لاضطهاد قاسٍ من الوالي عبد الملك بن مروان، الذي أصدر أوامره بحبسه و تعذيبه. و مع ذلك، تدخل ملك النوبة كيرياكوس، الذي جمع جيشًا كبيرًا ونشره حول الفسطاط، مما أجبر الوالي على الإفراج عن البابا خائيل و البحث عن و ساطته للتوصل إلى اتفاق. وبعد أن نجح في تهدئة الأوضاع، حظي البابا باحترام الوالي الذي أوقف الاضطهادات ضد الأقباط، خاصة بعد أن شُفيت ابنته من مرضها بفضل صلواته.

نياحة البابا خائيل الأول

و بعد مسيرة طويلة استمرت لأكثر من ثلاثة وعشرين عامًا، توفي البابا خائيل الأول بسلام، تاركًا وراءه إرثًا من الصبر و الإيمان، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الكنيسة كرمز للثبات والتضحية من أجل شعبه وإيمانه.