أفادت مصادر إعلامية فلسطينية، فجر الخميس، بمقتل عبد اللطيف القانوع، المتحدث الرسمي باسم حركة حماس، إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمة نزوح كان يقطنها في جباليا البلد شمال قطاع غزة.
ويُعد القانوع أحد أبرز الوجوه الإعلامية للحركة، وقد شارك في نقل المواقف السياسية الرسمية منذ اندلاع الحرب، ما يجعل مقتله تطورًا مؤثرًا على مستوى القيادة التعبوية للحركة.
استهداف متواصل لقيادات الصف الأول في حماس
يأتي مقتل القانوع بعد أيام من استشهاد القيادي إسماعيل موسى برهوم، إثر قصف إسرائيلي طال غرفة الجراحة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس أثناء تلقيه العلاج، في حادث أثار غضبًا واسعًا داخل الأوساط الحقوقية والدولية.
وتُشير هذه الاستهدافات إلى تصعيد متعمد من قبل الجيش الإسرائيلي تجاه الشخصيات القيادية في حماس، سواء على الجبهات أو في الملاجئ والمستشفيات ومناطق النزوح.
رغم القصف.. حماس تؤكد استمرار المفاوضات
ورغم تصاعد الغارات وسقوط قيادات بارزة، أكدت حركة حماس أنها لا تزال تتابع مسار المفاوضات غير المباشرة مع الوسطاء الدوليين، بشأن صفقة تبادل الأسرى واتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال القيادي باسم نعيم في تصريحات صحفية: "الاتصالات مع الوسطاء مستمرة بهدف التوصل إلى صيغة تضمن إنهاء الأزمة الحالية بشكل شامل."
رفض للاتفاقات الجزئية وتمسّك بإنهاء العدوان بالكامل
شددت الحركة، على لسان القيادي باسم نعيم، على أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة بشكل كامل، دون الاكتفاء بجوانب إنسانية أو جزئية.
وقال: "نرفض فكرة تسليم الأسرى مقابل مساعدات، دون إنهاء العدوان وضمان عدم تكرار التهجير أو القصف تحت ذرائع جديدة."
هذا الموقف يعكس حرص الحركة على تحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية، وعدم الاكتفاء بحلول مرحلية.
غارات جوية وبرية تشعل مناطق عدة في القطاع
تستمر إسرائيل في تنفيذ هجمات عسكرية جوية وبرية واسعة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في الوقت الذي يرتفع فيه عدد الضحايا المدنيين والنازحين، مع تعثّر المساعدات الإنسانية وازدياد الضغط على المنظمات الإغاثية.
المراقبون يرون أن التصعيد الإسرائيلي في هذا التوقيت قد يكون محاولة لتحسين موقع التفاوض، أو لإضعاف الحركة ميدانيًا قبل أي اتفاق محتمل.
في الوقت الذي تفقد فيه حماس شخصيات بارزة مثل القانوع وبرهوم، تؤكد الحركة على تماسكها السياسي والقيادي، واستمرارها في إدارة المفاوضات بشروطها.
ويُجمع مراقبون على أن حماس تحاول استخدام الخسائر كمبرر لتعزيز مطالبها السياسية، لا التراجع عنها، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد التفاوضي في المرحلة الحالية.
0 تعليق