غلة الزيتون تستفيد من هطول الأمطار .. وتوقعات بانخفاض في الأسعار

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعدما أعقبتها بداية فترة زهر أشجار الزيتون، التي تصادف سنويا أواخر شهر مارس، أكد مزارعون وباحثون زراعيون مغاربة أن الأمطار التي تهاطلت بعدد من المناطق الفلاحية المغربية سوف ترفع مستوى الإزهار، وتخفض كلفة السقي بشكل ملحوظ، ما يعِدُ “بانخفاض مرتقب في أسعار تسويق الزيتون وزيت الزيتون خلال الموسم المقبل بنسبة مقدّرة بما بين 10 و20 في المئة”.

وشرح هؤلاء، في إفادات لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الأمطار سوف تساهم في تنقية الجو من البكتيريا التي تتسبب عادة في قتل زهر أشجار الزيتون”، و”تخفّض كلفة السقي نتيجة ارتفاع منسوب المياه في باطن الأرض، وبلوغ نسب ملء غالبية السدود مستويات مرتفعة”.

بلغت نسبة الملء الإجمالية للسدود المغربية، الخميس، 37,84 في المئة، ما يمثل 6 ملايين و372 ألف متر مكعب، مقابل 26,84 في المئة، أي أكثر من 4 ملايين و327 ألف متر مكعب، خلال اليوم ذاته من السنة الماضية.

وفي الموسم المنقضي، بدا واضحا تأثير توالي سنوات طويلة من الجفاف على إنتاجية أشجار الزيتون بالمغرب، حيث تراجعت بحوالي 80 في المئة ببعض المناطق، خصوصا بفاس-مكناس والعطاوية بإقليم قلعة السراغنة، وفقا لما كانت كشفته مصادر مهنية لجريدة هسبريس. وهو الوضع الذي أدى في المحصلة إلى تخطي أسعار زيت الزيتون حاجز الـ100 درهم للتر الواحد.

وحسم ميلود الرماح، فلاح مزارع للزيتون بمنطقة شيشاوة، أن “الزيتون كُلّو شادْ هادْ العام، بعد التساقطات المطرية الأخيرة”، متوقعا أن “ترفع الكميات المتهاطلة من الأمطار إنتاجية أشجار الزيتون بجميع المناطق المعنية بإنتاج هذه المادة الحيوية، خصوصا أنها تسببت في تنقية الجو من جميع البكتيريا التي تؤثر على إزهار هذه الأشجار”.

وأوضح الرماح، متحدثا ضمن تصريح لهسبريس، أنه “في غياب الأمطار، تتساقط البكتيريا بقوة على أزهار الزيتون، ما يؤدي إلى عدم إثمارها في نهاية المطاف”، مضيفا أن “التساقطات المطرية الأخيرة قضت على هذه الملوثات، ما يعد بموسم جيد للزيتون وزيت الزيتون هذه السنة”.

في المقابل، نبّه المزارع عينه إلى أن “هذا المستوى من التفاؤل لا يهم أشجار الزيتون التي تعاني مستويات متقدمة من التيبس والتلوث بالغبار؛ بحيث إن الكميات المتهاطلة من الأمطار لن تساهم في جعلها منتجة هذا الموسم”، موضحا أن “الآمال تبقى محصورة في عودة هذه الأشجار إلى الحياة واخضرار أغصانها من جديد، في انتظار أن تزهر وتثمر خلال موسم السنة المقبلة”.

وشدد الرماح على أن “توقع ارتفاع مردودية أشجار الزيتون يهم بشكل رئيسي وحصري تلك الأشجار التي ما زالت مخضرة، وكان ذووها الفلاحون يحرصون على تمتيعها بحد أدنى من السقي بالمياه خلال الفترة الأخيرة”.

من جانبه، توقع أنس منصوري، مهندس زراعي، أن “تنعش التساقطات المطرية التي عرفها شهر مارس الجاري كافة الأغراس والمزروعات، وضمنها أشجار الزيتون”، موضحا أن “كلا الصنفين من الزيتون: البوري والسقوي، سوف ترتفع مردوديتهما هذا الموسم بفضل هذه الأمطار”.

وقال منصوري، متحدثا لهسبريس، إن “مردودية أشجار الزيتون سوف تكون هذا الموسم، بالمقارنة مع سابقيه، متميزة بكل تأكيد”، شارحا أن “الأمطار جاءت في وقت محوري بالنسبة لهذه الزراعة، وهو فترة الإزهار التي تحتاج فيها هذه الأشجار إلى كميات كبيرة من التساقطات المطرية كي تكون في مستويات جيدة”.

في المقابل، شدد المصرح نفسه على “ضرورة استحضار كون جزء مهم من أشجار الزيتون يعتمد مسألة التناوب في مستوى الإنتاجية، بحيث ينتج سنة محاصيل كبيرة، وسنة أخرى محاصيل أقل”.

كما توقع منصوري، بناء على ذلك، أن “تنخفض أثمان الزيتون وزيت الزيتون خلال هذا الموسم بما بين 10 و20 في المئة”، مبرزا أن “هذه التساقطات سوف تساهم في استغناء الفلاحين عن السقي خلال شهر مارس. كما أنهم سوف يصبحون معتمدين بشكل أساسي على مياه السدود التي ارتفعت نسبة ملئها بشكل ملحوظ مع الأمطار الأخيرة”.

وأوضح أن “مزارعين عدة سوف يحصلون على مياه السدود للسقي بأثمنة رمزية، خصوصا في مراكش، العطاوية، قلعة السراغنة، تادلة وبني موسى، وغيرها”، مفيدا بأن “كلفة الضخ سوف تنخفض بشكل ملحوظ كذلك، نتيجة ارتفاع المستوى الذي سيتم عنده تثبيت المضخات، بعد ارتفاع مستوى المياه في أعماق الأرض”.

ولأجل دعم “تحقق هذه التوقعات”، شدد الباحث والمهندس الزراعي ذاته على “ضرورة التحكم في التصدير حتى يبقى العرض متوازنا مع الطلب، بما يضمن استقرار أثمنة الزيتون وزيت الزيتون في مستويات معقولة”، مع “محاربة الوسطاء الذين يتسببون في رفع أسعار هذه المنتجات الحيوية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق