في ظل الجهود المستمرة لإحلال السلام في قطاع غزة، ذكر موقع فرانس 24 في تقرير نشر أمس الخميس، 27 مارس 2025، أن مصر، أبرز الدول الوسيطة الرئيسية في مفاوضات وقف إطلاق النار، تلقت إشارات إيجابية من إسرائيل بشأن مقترح جديد لتجديد الهدنة مع حركة حماس.
جاءت هذه التطورات بعد تصاعد العنف في القطاع عقب انهيار الهدنة السابقة في 18 مارس 2025، التي استمرت لمدة شهرين، مما أعاد إشعال المواجهات بين الطرفين.
ونقلت رويترز عن مصادر أمنية أن المقترح المصري الجديد يتضمن مرحلة انتقالية كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث اقترحت حماس الإفراج عن خمسة رهائن إسرائيليين أسبوعيًا كخطوة لتعزيز الثقة.
وأشارت قناة "القاهرة الإخبارية" المرتبطة بالدولة إلى أن وفدًا أمنيًا مصريًا غادر إلى قطر لمناقشة هذا المقترح، مع التركيز على زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسريع عملية إطلاق سراح الرهائن المتبقين. يأتي ذلك في وقت يعاني فيه القطاع من أوضاع إنسانية متدهورة بعد انهيار الهدنة التي بدأت في يناير 2025.
ولعبت مصر دورًا بارزًا كوسيط بين إسرائيل وحماس، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، حيث استضافت جولات عديدة من المحادثات منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023. ووفقًا لمصادر أمنية، فإن الاتصالات الأخيرة مع إسرائيل أظهرت استجابة مشجعة للمقترح الجديد، مما يثير آمالًا بحدوث تقدم. من جانبه، قال مسؤول فلسطيني مطلع على الوساطة إن "بعض العروض تبدو أفضل من السابقة"، لكنه استبعد إعلان اختراق فوري يوم الخميس، مشيرًا إلى أن المفاوضات قد تحتاج مزيدًا من الوقت.
تتصاعد حدة التوتر في غزة منذ انهيار الهدنة في مارس، بعد أن اتهم كل من إسرائيل وحماس الآخر بخرق الاتفاق الذي كان قد منح سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فترة راحة مؤقتة من الحرب.
وتتهم حماس، التي لا تزال تحتجز 59 من أصل أكثر من 250 رهينة تم أسرهم في هجوم 7 أكتوبر 2023، إسرائيل بتعطيل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق دائم. في المقابل، تعرب إسرائيل عن استعدادها لتمديد الهدنة مؤقتًا بشرط إطلاق حماس المزيد من الرهائن، لكنها ترفض الانتقال إلى مرحلة ثانية تشمل إنهاء الحرب نهائيًا، مؤكدة على ضرورة القضاء على وجود حماس في القطاع.
من جهة أخرى، أشار مسؤولو الصحة في غزة إلى أن الحرب أودت بحياة أكثر من 50،000 فلسطيني حتى الآن، بينما تقول إسرائيل إن هجوم حماس الأولي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص. وفي ظل هذا الدمار، تدعم الولايات المتحدة، عبر مبعوثها ستيف ويتكوف، اقتراح إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى المؤقتة للهدنة، لكن لم يصدر تعليق فوري من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول المقترح المصري، مع تأكيد متحدث بأن لا وفدًا إسرائيليًا موجودًا في الدوحة حاليًا.
وتبقى مصر حجر الزاوية في هذه المفاوضات، مستندة إلى خبرتها الطويلة في الوساطة وعلاقاتها مع الأطراف المتصارعة. المؤشرات الإيجابية التي رصدتها القاهرة، كما أوردت فرانس 24، قد تمثل بارقة أمل لسكان غزة الذين يعانون من ويلات الحرب، لكن نجاح هذا المقترح يتوقف على قدرة الوسطاء على التغلب على الخلافات العميقة وإقناع الطرفين بالتوصل إلى حل وسط ينهي معاناة المدنيين ويفتح الباب أمام استقرار أكثر استدامة.
0 تعليق