الجمعة 04 ابريل 2025 | 06:54 مساءً

رئيس الاحتياطي الفيدرالي يحذر: الرسوم الجمركية تهدد بارتفاع التضخم وتباطؤ النمو

أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن تأثير هذه الإجراءات قد يكون أكبر مما كان متوقعاً في البداية.

وقال باول، في كلمته خلال المؤتمر السنوي لجمعية تطوير تحرير وكتابة الأعمال، إن البنك المركزي يعمل على ضمان عدم تحول هذا الوضع إلى مشكلة تضخم طويلة الأمد، مضيفاً: "لقد أصبح من الواضح الآن أن زيادات التعريفات الجمركية ستكون أكبر بكثير من المتوقع".

وأشار إلى أن التقدم نحو تحقيق هدف التضخم عند 2% قد تباطأ مؤخراً، لافتاً إلى أن التعريفات الجمركية قد تخلق ضغوطاً تضخمية مستمرة، ما يزيد من المخاطر التي تهدد كلًّا من معدلات البطالة والتضخم.

السياسة النقدية: الاحتياطي الفيدرالي يترقب التطورات

أكد باول أن البنك المركزي الأميركي لا يزال يتبنى سياسة مالية ثابتة لمواجهة المخاطر المحتملة، مشدداً على أنه من السابق لأوانه اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مسار السياسة النقدية.

وأضاف: "نحن في وضع يسمح لنا بانتظار المزيد من الوضوح قبل اتخاذ أي قرارات بشأن تعديل سياستنا النقدية"، موضحاً أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل تحليل البيانات الاقتصادية الواردة لمعرفة التأثير الفعلي للرسوم الجمركية على الاقتصاد.

وحول أسعار الفائدة، أشار باول إلى أن الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لاتخاذ قرارات سريعة، قائلاً: "لدينا الوقت".

أسواق المال تتوقع خفض أسعار الفائدة وسط التوترات التجارية

في ظل تصاعد المخاوف بشأن التأثيرات الاقتصادية للرسوم الجمركية، تتوقع الأسواق المالية أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بإجراء أربعة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، مع احتمال حدوث تخفيض خامس، في محاولة للحد من التأثيرات السلبية لهذه التعريفات على التضخم.

ومع ذلك، فإن توقعات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لـ "مخطط النقاط" الصادر في مارس، تشير إلى احتمال خفض الفائدة مرتين فقط هذا العام، بواقع ربع نقطة مئوية لكل تخفيض.

ترامب يضغط لخفض الفائدة.. وباول يرفض التعليق

في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالبته للاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة، منتقداً ما وصفه بـ "بطء" البنك المركزي في اتخاذ القرارات.

ورداً على تصريحات ترامب، رفض باول التعليق المباشر على دعوات المسؤولين المنتخبين، مؤكداً أن الفيدرالي الأميركي "يحاول الابتعاد عن العملية السياسية".

هل يواجه الاقتصاد الأميركي خطر الركود؟

مع استمرار التوترات التجارية، تتزايد مخاوف الاقتصاديين من دخول الولايات المتحدة في حالة ركود اقتصادي.

وفي هذا السياق، حذر بروس كاسمان، كبير الاقتصاديين في بنك "جيه بي مورغان"، من أن خطر حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، وربما على مستوى العالم، ارتفع إلى 60% خلال العام الجاري، مقارنة بتوقعات سابقة بلغت 40%، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرغ".

ورغم ذلك، أكد باول أن الاقتصاد الأميركي لا يزال في وضع قوي، مشيراً إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يسعى جاهداً لتحقيق أقصى قدر من التوظيف واستقرار الأسعار، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على النمو الاقتصادي.