هل ممكن مصر ترد بالمعاملة بالمثل وتفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية لمصر وياترى مصر بتستورد بكام مليار دولار من الولايات المتحدة.

شفنا طبعا القرارات الأمريكية الأخيرة بفرض رسوم جمركية على كل دول العالم تقريبا بنسب مختلفة وادناها 10% ومصر من الدول اللي فرضت عليها إدارة ترامب رسوم جمركية قليلة نسبيا مقارنة بدول تانية تراوحت فيها النسبة دي ما بين 25 و46% فهل مصر هترد على القرارات الأمريكية الأخيرة بفرض رسوم على الواردات الأمريكية للسوق المصري ولا ايه هيكون فيه رد مختلف.. وقبل ما نرد على التصور دا خلونا نعرف حجم التجارة والواردات الأمريكية للسوق المصري وقيمة صادرات مصر لأمريكا.

لغة الأرقام بتقول إن صادرات مصر إلى أمريكا وصلت في أول 10 أشهر من  2024 حوالي 2 مليار و161.2 مليون دولار وفق بيانات مجلس الوزراء الأخيرة في الوقت اللي ارتفعت فيه قيمة التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة  بنسبة 24.1% خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024  وبلغت 7.593 مليار دولار مقارنة بـ 6.117 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق...  وحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء فإن امريكا استحوذت على 6.7% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية المصرية خلال الفترة من يناير- أكتوبر  2024 و شهدت واردات مصر من أمريكا نمو ملحوظ خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2024، حيث بلغت قيمتها 5.72 مليار دولار، مقارنة بـ 4.475 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2023.

ويعني باختصار مصر بتستورد بحوالي 6 مليار دولار من الولايات المتحدة في السنة مقابل اكتر من 2 مليار دولار صادرات أغلبها من الملابس الجاهزة وعشان تبقي عارفين إدارة ترامب حاولت تمتص الغضب العالمي من فرض الرسوم الجمركية الأخيرة وقالت إنها منفتحة على مفاوضات الدول اللي متضررة من العقوبات المالية الأمريكية يعني ببساطة ترامب عارف إن القرارات دي مش نهاية المطاف ومش نهائية ولسه هيكون فيه مفاوضات علي إلغاء الرسوم أو تخفيفها بأقصى درجة لأن في النهاية الرسوم دي غير قانونية وبتتعارض مع قوانين التجارة الدولية وفي نفس الوقت هتخلق عداء اقتصادي ومالي وتجاري عالمي ضد الولايات المتحدة.

المنطق بيقول إن مصر اتفرض عليها أقل نسب رسوم في حزمة القرارات الأمريكية وبالتالي هتفضل عدم التصعيد وهتدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة لالغاءها أو تخفيفها بأقصى حد ممكن ودا لأن التصعيد المصري مش هيكون في صالح الجميع خاصة أن العلاقات التجارية بين البلدين في حالة نمو مستمر وبتعتبر جزء من علاقات سياسية مميزة ممتدة من سنوات طويلة فمن الطبيعي مايحصلش تصعيد والولايات المتحدة أظهرت تقدير للدولة المصرية لما فرضت عليها الحد الادني والأقل من الرسوم الجمركية بعكس دول تانية انقرض عليها 5 أضعاف النسبة دي.

كمان الولايات المتحدة دايما بتشدد إن مصر حليف استراتيجي ليها وفيه اتفاقيات كتير بين الدولتين في المجالات الاقتصادية وكمان مصر هتعمل حساب التأثير القوي للولايات المتحدة على مؤسسات التمويل الدولية واللي مصر بتعتمد على جزء منها في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي وجذب الاستثمارات الأجنبية.. يعني الموضوع ليه ابعاد تانية كتير هتخلي الإدارة المصرية تلجأ للتفاوض والقنوات الرسمية والدبلوماسية المعروفة لشطب الرسوم الجمركية.