"ابتعدوا عنا".. احتجاج الآلاف ضد ترامب وماسك في مسيرات بجميع أنحاء الولايات المتحدة

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في صباح أمس السبت الموافق الخامس من أبريل 2025، شهدت الولايات المتحدة موجة احتجاجات واسعة النطاق تحت شعار "ابتعدوا عنا!".

وخرج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع المدن الكبرى والصغيرة للتعبير عن رفضهم لسياسات الرئيس دونالد ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك.

وذكرت صحيفة ميامي هيرالد أن هذه المسيرات، التي وُصفت بأنها الأضخم منذ عودة ترامب إلى الرئاسة في يناير 2025، جاءت كرد فعل على إجراءات إدارته الأخيرة، بما في ذلك تقليص الوظائف الحكومية اليدرالية، وإحداث تغييرات جذرية في السياسات الفيدرالية، ودور ماسك البارز في هذه التعديلات، تحت وصف مسؤول حكومي خاصـ أو بمهام خاصة.

وسلطت الصحف الأمريكية والغربية الضوء على تفاصيل هذه الاحتجاجات، وأسبابها العميقة، وردود الفعل التي أثارتها.

937.jpg

شرارة الاحتجاجات: نقطة الغليان
بدأت التوترات تتصاعد مع تولي ترامب منصبه في يناير 2025، لكن الاحتجاجات التي اندلعت في الخامس من أبريل كانت ذروة الغضب الشعبي، ووفقًا لتقرير نشرته شبكة سي إن إن، نظمت أكثر من 1400 مظاهرة في جميع الولايات الخمسين، بدعم من تحالف واسع يضم منظمات حقوق مدنية، نقابات عمالية، ونشطاء بيئيين. 

وفي واشنطن العاصمة، تجمع الآلاف حول نصب واشنطن التذكاري تحت سماء ملبدة بالغيوم، حاملين لافتات كتب عليها ارفعوا أيديكم عن ديمقراطيتنا  "Hands Off Our Democracy" وترامب وماسك: أرحلا"Trump and Musk: Get Out!"،  ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، عن النائب الديمقراطي ماكسويل فروست قوله إن "المليارديرات يستولون على الحكومة"، داعيًا إلى مقاومة شعبية.

وفي نيويورك، أفادت رويترز في 5 أبريل 2025 أن المتظاهرين احتشدوا في براينت بارك، رافعين لافتات مثل: يجب إبعاد إيلون ماسك"Unplug Elon"، بينما في لوس أنجلوس، وصفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في نفس اليوم المشهد بأنه "ملون ومفعم بالغضب"، حيث تجاوز عدد المتظاهرين عشرات الآلاف في مسيرة من ميدان بيرشينج إلى مبنى البلدية، وأضافت أن هذه الاحتجاجات لم تقتصر على المدن الكبرى، بل امتدت إلى بلدات صغيرة مثل سيلفا بولاية نورث كارولاينا، حيث تجمع أكثر من 300 شخص، وفقًا لـ إن بي آر.

جذور الغضب: ترامب وماسك في مرمى النقد
ركز المتظاهرون غضبهم على ترامب وماسك بسبب دورهما في إعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية. وفقًا لـ إن بي سي نيوز في 5 أبريل 2025، عُين ماسك رئيسًا لإدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، حيث قاد عملية تسريح آلاف الموظفين الفيدراليين وإغلاق برامج حكومية متعددة، وأثارت هذه الخطوة قلقًا واسعًا بين العاملين في القطاع العام، حيث نقلت واشنطن بوست عن متظاهرة في واشنطن قولها: "إنهم يدمرون حياتنا ومستقبلنا". كما انتقد المتظاهرون سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة والرعاية الصحية، وفقًا لـ إيه بي سي نيوز.

وفي ميامي، أبرزت شبكة إيه بي نيوز في تقرير بتاريخ 5 أبريل 2025 لافتات كتب عليها "Hands Off Our Jobs"، تعبيرًا عن مخاوف من فقدان الوظائف والخدمات الأساسية. وفي بوسطن، أشارت شبكة يورونيوز إلى حضور رئيسة البلدية "ميشيل وو"، التي نددت بـ"تكتيكات الترهيب" التي تمارسها الإدارة، مؤكدة رفضها لتهديدات التنوع والمساواة.

تنظيم الحراك: قوة الشعب
نظمت الاحتجاجات مجموعات مثل "Indivisible" و"MoveOn"، بالتعاون مع نقابات ومنظمات تدافع عن حقوق المثليين والبيئة. ونقلت مجلة نيوزويك عن عزرا ليفين، المؤسس المشارك لحركة "Indivisible"، قوله: "هذه رسالة واضحة لترامب وماسك بأننا لن نسمح لهما بالسيطرة على ديمقراطيتنا". في الوقت نفسه، انضمت مجموعات مؤيدة لفلسطين إلى المسيرات في واشنطن، احتجاجًا على دعم الإدارة لإسرائيل، وفقًا لـ الجزيرة في 5 أبريل 2025.

وفي شيكاغو، أفاد موقع إن بي سي نيوز الإخباري أن بوب ريتر، رئيس اتحاد العمال في المدينة، وصف الإجراءات الحكومية بأنها "محاولة لتفكيك المجتمعات وسرقة العمال". 

وفي فيلادلفيا، نقلت الجارديان عن الحاكم الديمقراطي جوش شابيرو دعوته للمتظاهرين لمواصلة "رفع أصواتهم" دفاعًا عن القانون والتقدم.

ردود الفعل: دعم ومعارضة

ولم تخلُ الاحتجاجات من ردود فعل متضاربة. وفقًا لموقع إيه بي نيوز، دعمت بعض النقابات مثل "اتحاد صناعة السيارات المتحدة" بعض سياسات ترامب، معتبرة إياها حماية للوظائف المحلية. لكن موقع رولينج ستون أشارت إلى أن الغالبية العظمى من المتظاهرين طالبوا برحيل ترامب وماسك، مع لافتات مثل: لدينا رئيس وليس لدينا ملك "No King"، وأرسل ماسك إلى المريخ"Send Elon to Mars"، وعلى الصعيد الدولي، امتدت الاحتجاجات إلى لندن وبرلين، حيث تجمع متظاهرون أمريكيون أمام صالات عرض "تسلا"، وفقًا لـ يورونيوز.

لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض حتى صباح اليوم الأحد الموافق السادس من أبريل، لكن سكاي نيوز نقلت بيانًا سابقًا من مساعدة السكرتير الصحفي ليز هيوستن تدافع فيه عن موقف ترامب، مؤكدة أنه "سيحمي دائمًا الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية"، وفي المقابل، انتقدت واشنطن بوست هذا الادعاء، مشيرة إلى خطط لإغلاق مكاتب الضمان الاجتماعي.

التأثير والمستقبل

تشير تقديرات شبكة سي إن إن إلى أن أكثر من 200 ألف شخص شاركوا في واشنطن وحدها، مما يجعل هذه الاحتجاجات منافسة لأكبر المسيرات في تاريخ البلاد الحديث. ويرى محللون في إن بي آر أن هذه الحركة قد تضغط على الكونغرس لإعادة تقييم بعض السياسات، خاصة مع اقتراب انتخابات منتصف الولاية. في المقابل، حذرت رويترز من أن الاحتجاجات قد لا تكفي وحدها لتغيير مسار إدارة مصممة على تنفيذ أجندتها.

في النهاية، تكشف احتجاجات "ابتعدوا عنا!" عن انقسام عميق في المجتمع الأمريكي. بينما يراها البعض تعبيرًا عن المقاومة الديمقراطية، يعتبرها آخرون عقبة أمام خطط ترامب الاقتصادية والسياسية. ويعتقد المراقبون أن المستقبل وحده سيحدد ما إذا كانت هذه الصرخة ستتحول إلى قوة تغيير، أم ستبقى مجرد صدى في مواجهة إدارة تتسم بالعناد ولا تتراجع عن قراراتها.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق