أعلنت “جائزة الشيخ زايد” للكتاب جوائز دورتها التاسعة عشرة، متوّجة كتّابا من سبع دول، من بينهم كاتبان وكاتبة من المغرب.
وفازت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير بجائزة فرع أدب الطفل والناشئة عن كتابها “طيف سَبيبة”، الصادر عن المركز الثقافي للكتاب عام 2024، وهو عمل “يقدم معالجة أدبية مؤثرة لاضطراب طيف التوحد، بأسلوب سلس يحقق تقاليد القراءة للأطفال والناشئة”. ويعتمد السرد في الكتاب على “منظور الأخت الكبرى التي تروي قصة شقيقها، وتبرز أهمية الوعي المجتمعي والتعامل الإيجابي مع التوحد”، واختير لكونه كتب “بأسلوب فني راقٍ يجمع بين الجمالية السردية”، وتضمنه “الرسالة التوعوية العميقة”.
وفي فرع الفنون والدراسات النقدية فاز الباحث المغربي سعيد العوادي عن كتابه “الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي”، الصادر عن دار أفريقيا الشرق عام 2023، وهو منشور يقدّم “مقاربة نقدية رصينة للعلاقة بين الطعام والخطاب البلاغي في التراث العربي، محللاً النصوص الأدبية من شعر وأمثال وحكايات من منظور ثقافي موسّع”، ويتميز، وفق بيان الجائزة؛ “بعمق التحليل، وسعة المادة البحثية، ويُثري الدراسات البلاغية بمقاربات تتجاوز الأطر التقليدية”.
وفاز بجائزة فرع التنمية وبناء الدولة الباحث المغربي الإماراتي محمد بشاري عن كتابه “حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة”، الصادر عن دار نهضة مصر للنشر عام 2024، ويقدم فيه “قراءة فقهية تأصيلية لمفهوم الكد والسعاية في الإسلام، موضحاً جذوره في الاجتهاد الفقهي، وقدرته على مواكبة التغيرات الاجتماعية”، وهو عمل “يعزز دور المرأة شريكاً فاعلاً في المجتمع، بأسلوب علمي واضح مدعوم بمصادر متعددة، ما يجعله إضافة قيمة للمكتبتين العربية والعالمية”.
وفي فرع الآداب فازت الكاتبة اللبنانية الفرنسية هدى بركات، عن روايتها “هند أو أجمل امرأة في العالم”، الصادرة عن دار الآداب عام 2024، وتطرح “فكرة جديدة ومعاصرة، وتسلّط الضوء على البطلة التي تعاني مرض تضخّم الأطراف (أكروميغالي)، وتعبّر بأسلوب سردي تأمّلي عن معاناة الإنسان الذي يعيش على هامش المجتمع”. وذكرت الجائزة أن الكاتبة “تقدّم عملاً إنسانياً عميقاً يعكس التحديات النفسية والجسدية، كما تتناول معايير الجمال في المجتمعات المختلفة، من خلال شخصيات مركبة وسرد غني بالتحليل”.
أما “فرع الترجمة” فتوّج المترجم الإيطالي ماركو دي برانكو عن كتاب “هروشيوش” لبولس هروشيوش، الذي نقله من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، وهو صادر عن دار نشر جامعة بيزا عام 2024، ويُعد “إنجازاً علمياً بارزاً يعيد إحياء نص أصيل نُقل من اللاتينية إلى العربية، قبل أن يُترجم إلى الإنجليزية من العربية بأسلوب يجعل فهمه ميسراً للقارئ العربي”. ويجمع الكتاب بين النصين العربي والإنجليزي، “ما يجعله مرجعاً مهماً في دراسة التفاعل الحضاري العربي مع الثقافات الأخرى”.
وفاز بجائزة “فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى”، حسب بيان الجائزة، الباحث البريطاني أندرو بيكوك عن كتابه “الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر”، الصادر عن دار نشر بريل باللغة الإنجليزية عام 2024؛ وهو “دراسة علمية رائدة تسلط الضوء على انتشار اللغة والثقافة العربية في جنوب شرق آسيا، وعلاقتها بفلسفة التصوف والخطابات الرسمية لحكام تلك المنطقة”؛ وذلك نظرا لفتحه “آفاقاً بحثية جديدة حول تأثير الثقافة العربية خارج حدودها التقليدية”، ما يجعله “مرجعاً مهماً للدارسين في هذا المجال”.
فيما ظفر الباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون بجائزة “فرع تحقيق المخطوطات” عن تحقيقه كتاب “أخبار النساء”، الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عام 2024، الذي “يُعد من بين المصادر النادرة في موضوعه، ويتميز بتحقيق علمي رفيع المستوى، حيث أظهر المحقق فهماً عميقاً للنص وأصالته التاريخية”. ويقدم الكتاب “إضافة قيّمة للدراسات الأدبية والتاريخية، ويعد من أوائل المختارات النسائية عالمياً”.
وشهدت الدورة التاسعة عشرة من “جائزة الشيخ زايد للكتاب” تتويج “الأديب الياباني (…) هاروكي موراكامي بجائزة شخصية العام الثقافية، تقديراً لمسيرته الإبداعية ومدى تأثره وتأثيره الأدبي العابر للحدود على الثقافة العربية والعالمية؛ إذ تُعد أعماله من بين الأكثر قراءة وترجمة في العالم، ما يعكس قدرة الأدب على التقريب بين الثقافات المختلفة”.
يذكر أن نسبة المشاركة في أحدث دورات “جائزة الشيخ زايد للكتاب” تجاوزت “أربعة آلاف ترشيح من 75 دولة، توزعت بين 20 دولة عربية و 55 دولة أجنبية، مع تسجيل خمس دول مشاركة للمرة الأولى؛ هي ألبانيا، وبوليفيا، وكولومبيا، وترينيداد وتوباغو، ومالي”، علما أن الجائزة تُعدّ “من أهم الجوائز الأدبية والعلمية المستقلة، التي تسهم في دعم المشهد الثقافي، وتعزيز حركة النشر والترجمة، وتكريم المبدعين والمثقفين والناشرين على إنجازاتهم في مجالات التأليف والبحث والكتابة والترجمة، كما تؤدي دوراً محورياً في إبراز التنوع الثقافي ومد جسور التواصل بين الحضارات، انطلاقاً من رؤيتها الهادفة إلى تعزيز الحوار والانفتاح المعرفي بين الشعوب.”
0 تعليق