"رسوم ترامب هزت الأسواق العالمية".. العالم يسارع إلى طاولة المفاوضات

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أوائل أبريل 2025، هزت الأسواق العالمية موجة من الاضطرابات الاقتصادية عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة واسعة النطاق على الواردات إلى الولايات المتحدة.

هذه الخطوة، التي أطلق عليها ترامب اسم "يوم التحرير الاقتصادي"، لم تكن مجرد قرار تجاري عادي، بل تحولت إلى زلزال اقتصادي أجبر العالم على التوقف والتفكير في تداعياته. وبينما كانت الأسواق تترنح تحت وطأة الانخفاضات الحادة وارتفاع أسعار الذهب وتقلبات العملات، بدأت الدول تتسابق إلى طاولة المفاوضات، محاولة احتواء الأزمة وتقليل الخسائر. 

خلفية القرار: ترامب والعودة إلى الحمائية

لم يكن إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية مفاجئًا تمامًا لمن تابعوا سياساته السابقة. ويسلط موقع "بلومبرج" الضوء على تفاصيل هذه السياسة، مشيرًا إلى أن ترامب، منذ فترته الأولى، أظهر ميلًا واضحًا نحو الحمائية الاقتصادية لتقليص العجز التجاري الأمريكي. 

مع عودته إلى البيت الأبيض في 2025، يبدو أن ترامب عازم على تصعيد هذا النهج. الخطة الجديدة تشمل رسومًا شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات، مع رسوم إضافية تصل إلى 54% على الصين ونسب متفاوتة على دول أخرى، بما في ذلك حلفاء مثل كندا والاتحاد الأوروبي، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

الهدف المعلن، بحسب تصريحات الفريق الاقتصادي لترامب التي نقلتها "فاينانشال تايمز"، هو تعزيز الصناعة الأمريكية وإجبار الدول على تخفيف قيودها التجارية. لكن النتائج الأولية تشير إلى أن هذا القرار قد يكلف الاقتصاد العالمي غاليًا، وربما يؤثر سلبًا على الولايات المتحدة نفسها.

ردود الفعل الفورية: انهيار الأسواق وارتفاع الذهب

ما إن أُعلن القرار حتى بدأت الأسواق تشهد تقلبات حادة. ويسلط موقع "بلومبرج" الضوء على تفاصيل هذا الانهيار، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم في آسيا وأوروبا بنسب تجاوزت 4% في بعض الأسواق خلال ساعات التداول الأولى. مؤشر "ستوكس أوروبا 600" انخفض بنسبة 1.6%، بينما سجلت بورصة إسطنبول تراجعًا أقل حدة عند 0.41%. في الولايات المتحدة، اهتزت وول ستريت، وانخفض الدولار بنسبة 1% أمام اليورو الذي وصل إلى 1.10، وهو أعلى مستوى له في خمسة أشهر، حسبما أفادت "وول ستريت جورنال".

في المقابل، لجأ المستثمرون إلى الملاذات الآمنة، حيث أشارت "فاينانشال تايمز" إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى 3160.50 دولارًا للأوقية بزيادة 0.5%. النفط شهد تقلبات أيضًا، حيث ارتفع الخام الأمريكي بنسبة 1% قبل أن يهبط إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2021، مما يعكس مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي، وفقًا لتحليل "بلومبرغ". حتى العملات الرقمية تأثرت، حيث انخفضت البيتكوين إلى 76،665.63 دولارًا، كما ذكرت "وول ستريت جورنال".

رد فعل  العالم: بين الغضب والتفاوض

لم تتأخر ردود الفعل الدولية. وتسلط صحيفة "فاينانشال تايمز" الضوء على تفاصيل هذه الاستجابات، حيث وصفت دول عديدة القرار بأنه "إعلان حرب اقتصادية". في الاتحاد الأوروبي، دعا رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن إلى رد "متناسب"، بينما حذر مسؤولون من توقف الاستثمارات، حسبما نقلت "وول ستريت جورنال". الصين ردت بفرض رسوم مضادة، مما زاد التوترات، وفقًا لتقرير "بلومبرج".

في آسيا، أفادت "فاينانشال تايمز" أن كوريا الجنوبية عقدت اجتماعات طارئة، وأمر رئيس الوزراء هان دوك سو بمفاوضات عاجلة مع واشنطن. المملكة المتحدة أبدت استعدادها للتفاوض "بهدوء"، مع إرسال فرق إلى الولايات المتحدة، كما ذكرت "وول ستريت جورنال". وأشارت "بلومبرج" إلى أن أكثر من 50 دولة تواصلوا مع إدارة ترامب للتفاوض، في محاولة لتجنب تصعيد قد يهدد النظام التجاري العالمي.

الآثار المحتملة: حرب تجارية أم فرصة لإعادة التوازن؟

يرى البعض أن رسوم ترامب قد تشعل حربًا تجارية عالمية. ويسلط موقع "بلومبرج" الضوء على تحذيرات خبراء مثل جون دوف من عودة "الاستعمار الاقتصادي". في المقابل، يرى مؤيدو ترامب، بحسب "وول ستريت جورنال"، أن هذه السياسة قد تعيد التوازن للتجارة العالمية وتعزز الإنتاج الأمريكي. لكن الآثار قصيرة المدى تبدو قاسية، حيث تواجه الشركات ارتفاع التكاليف والمستهلكون زيادة الأسعار، كما أفادت "فاينانشال تايمز".

هل تنجح استراتيجية ترامب؟

في الوقت الحالي، يبدو العالم عالقًا بين التصعيد والتفاوض. ويسلط موقع "بلومبرج" الضوء على أن قرار ترامب دفع الدول إلى طاولة المفاوضات، لكنه أثار أيضًا عدم يقين اقتصادي. نجاح هذه الاستراتيجية سيعتمد على تحقيق مكاسب دون إغراق العالم في فوضى تجارية، وفقًا لتحليل "وول ستريت جورنال". حتى الآن، تظل الأسواق في حالة ترقب، والدول تسابق الزمن لاحتواء الأزمة، كما أشارت "فاينانشال تايمز".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق