اختراق دبلوماسي في مسقط؟ إيران وأمريكا تبدآن محادثات نووية غير مباشرة بـ"أجواء إيجابية"!

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 12 ابريل 2025 | 05:26 مساءً

مفاوضات نووية إيثرانية أمريكية

مفاوضات نووية إيثرانية أمريكية

ميسون أبو الحسن

مسقط، سلطنة عمان - في تطور لافت يثير بارقة أمل في خضم التوترات الإقليمية، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية حول الملف النووي ورفع العقوبات، والتي انطلقت اليوم السبت في سلطنة عمان.

وأفادت الوزارة عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" بأن المناقشات جرت في "أجواء إيجابية" بناءً على مبدأ الاحترام المتبادل، مؤكدة اتفاق طهران وواشنطن على استئناف هذه المحادثات خلال الأسبوع المقبل.

وفي سياق متصل، وصف مسؤول إيراني ضمن الفريق المفاوض النووي الأجواء العامة للمحادثات غير المباشرة، التي جرت بوساطة عمانية، بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بأنها "إيجابية".

وساطة عمانية ودور محوري للوزير البوسعيدي

من جانبه، أكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي على الدور المحوري الذي تلعبه بلاده في تسهيل هذه المحادثات، مشددًا على أن "هدفنا من المفاوضات الإيرانية - الأميركية اتفاق عادل وملزم"، وكشف البوسعيدي أن "محادثات واشنطن وطهران بمسقط جرت في أجواء ودية ساعدت على تقريب وجهات النظر".

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لعب دور الوسيط النشط في نقل الرسائل ووجهات النظر بين ويتكوف وعراقجي، اللذين تواجدا في مكان واحد ولكن في غرفتين منفصلتين، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إيرانية.

كما نقلت وكالة "تسنيم" التابعة لـ"الحرس الثوري" عن مسؤول لم تذكر هويته تأكيده على أن "أجواء المحادثات غير المباشرة بين إيران وأميركا إيجابية"، مشيرًا إلى استمرار المفاوضات واستبعاد استمرارها حتى يوم غد.

بدورها، نقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي تأكيده على أن "هدف إيران الوحيد هو تأمين مصالحها الوطنية من خلال الدبلوماسية والحوار بشأن القضايا النووية ورفع العقوبات".

وكان بقائي قد أعلن في وقت سابق من يوم السبت عن بدء هذه المباحثات "غير المباشرة" بين واشنطن وطهران في مسقط، بهدف إطلاق مفاوضات جديدة بشأن "النووي الإيراني".

تكهنات حول تنازلات أمريكية ورغبة في اتفاق سريع

في سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله إن الأخير "مستعد لتقديم تنازلات" من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.

ويشدد ترامب على ضرورة إبرام إيران اتفاقًا سريعًا يمنعها من امتلاك سلاح نووي، وإلا ستواجه خيارات أخرى بما في ذلك الضربات العسكرية. ومع ذلك، تظهر طهران عدم ثقة في الرئيس الأميركي الذي انسحب من اتفاق نووي سابق خلال فترة ولايته الأولى.

وأعرب مسؤولان أميركيان لـ"أكسيوس" عن عدم يقينهما بشأن ما يمكن توقعه من الجانب الإيراني خلال محادثات مسقط، وقال أحدهما: "السؤال الرئيسي الذي نريد إجابة عليه من الإيرانيين، هو ما إذا كانت لديهم الإرادة السياسية لإجراء نقاش جاد، حتى لا نضطر للجوء إلى البديل الآخر"، وأضاف أن "ترامب مستعد لتقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق".

من جانبه، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بأن طهران "لا تصدر أحكامًا مسبقة" و"لا تتكهن"، مؤكدًا عزم بلاده على تقييم نوايا الطرف الآخر وحلها خلال المحادثات، والرد بناءً على ذلك.

نفي إيراني لموافقة خامنئي على مفاوضات مباشرة

في تطور آخر، نفى عضو مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، مهدي فضائلي، يوم السبت، ما ورد في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز بشأن موافقة خامنئي على التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، واصفًا ما ورد بأنه "عملية نفسية كاذبة".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن مصادر مطلعة أن خامنئي عقد اجتماعًا سريًا مع رؤساء السلطات الثلاث في البلاد لمناقشة الرد الإيراني على رسالة بعث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأنه وافق خلال الاجتماع "بتحفظ" على بدء مفاوضات غير مباشرة تمهيدًا لاحتمال التفاوض المباشر لاحقًا في حال تقدم مسار الحوار.

لقاءات ثنائية قبل انطلاق المحادثات الأمريكية الإيرانية

وقد سبق انطلاق المحادثات غير المباشرة لقاءات ثنائية بين الوفد الإيراني ومسؤولين عمانيين. والتقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يرأس الوفد الإيراني، بنظيره العماني بدر البوسعيدي، حيث أشاد عراقجي بـ"النهج المسؤول" لسلطنة عمان تجاه القضايا والتطورات الإقليمية، وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن البوسعيدي أطلع عراقجي على الترتيبات والتحضيرات المرتقبة للمحادثات، وقدم وزير الخارجية الإيراني محاور ومواقف طهران لنقلها إلى الطرف الآخر.

هوية المفاوضين وتوجهاتهم

يقود مبعوث واشنطن ستيف ويتكوف الوفد الأميركي الذي وصل إلى سلطنة عمان قادمًا من سان بطرسبرغ، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكانت إيران إحدى الملفات التي تم تناولها خلال اللقاء. ويُعرف ويتكوف بمناصرته للجهود الدبلوماسية، وهو ما يختلف مع توجهات بعض المسؤولين الآخرين في الإدارة الأمريكية الذين يميلون إلى خيارات أكثر صرامة. ويضم الوفد الأميركي خبراء نوويين من وزارة الخارجية.

في المقابل، يقود فريق التفاوض الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي يتمتع بخبرة واسعة في المحادثات النووية وكان عضوًا بارزًا في الفريق الذي تفاوض على الاتفاق النووي عام 2015، ويرافقه اثنان من كبار نوابه الذين شاركوا أيضًا في مفاوضات نووية سابقة.

وتشير تقارير إلى أن إيران تدرس اقتراحًا بالتفاوض أولًا على اتفاق نووي مؤقت، بهدف إتاحة المزيد من الوقت لإجراء محادثات حول اتفاق شامل.

ملامح محتملة لاتفاق مؤقت

وكان الرئيس ترامب قد أعلن عن مهلة شهرين للمفاوضات مع إيران حول اتفاق نووي جديد، وأمر في الوقت نفسه بتعزيز القوات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط كخيار احتياطي في حال فشل الحل الدبلوماسي.

وحول صيغة الاتفاق المؤقت المحتمل بين الولايات المتحدة وإيران، تشير التسريبات إلى أنه قد يتضمن تجميد بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيراني، وتقليص المخزون بنسبة 60%، مع توفير مزيد من الوصول لمفتشي الأمم المتحدة، وتهدف هذه الإجراءات إلى تأخير تطوير السلاح النووي الإيراني وبناء الثقة لبدء مفاوضات حول اتفاق شامل، كما قد يتم تمديد آلية "سناب باك" للعودة السريعة إلى العقوبات الأممية التي تنتهي في أكتوبر/ تشرين الأول في حال خالفت إيران الاتفاق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق