بعد أن بصمت على تراجع لافت طيلة شهر رمضان، إثر إهابة الملك محمد السادس بالمغاربة عدم إقامة شعيرة نحر الأضحية لهذه السنة، عادت أسعار المواشي لتسجل، في عدد من المناطق، زيادات بلغت قيمتها أحيانا 300 درهم في الرأس الواحد، مدفوعة بالأمطار المسّجلة خلال شهر مارس الماضي، التي ضاعفت مساحات المراعي وأدت إلى انخفاض أثمنة عدد من الأعلاف.
ووفق ما تمّت معاينته بعدد من المجموعات المتخصصة في بيع وشراء المواشي على الإنترنيت وكذا ما استقته هسبريس من كسابين بمناطق مغربية مختلفة، فإن الزيادات المذكورة تهم بالأساس أسعار النعاج والخروفات؛ حيث يصل ثمن بيع بعضها، خصوصا المسوّقة بخروف أو خروفين صغيرين، إلى 6 آلاف درهم أحيانا.
بالمقابل، أفاد المصدر عينه بأن أسعار الأكباش بصمت على تراجع نسبي بسبب انحسار الطلب بشكل واضح من قبل الجزارين خلال الأيام القليلة الماضية، مقارنة بما كان عليه الوضع طيلة شهر رمضان، ومقابل وفرة المعروض من قبل الكسابة المغاربة.
في هذا الجانب، قال ميلود الرماح، فلاح ومربي ماشية بمنطقة شيشاوة، إن “أسعار المواشي ستبصم خلال هذه الفترة على زيادات لا تتعدى قيمتها 300 درهم في الرأس الواحد سواء من النعاج أو الأكباش، على أقصى تقدير”، مشيرا إلى “مساهمة واضحة للتساقطات المطرية المسجّلة في الفترة الأخيرة ولتراجع أثمنة الأعلاف في هذا الاتجاه الذي تأخذه أسعار الماشية”.
وأوضح الرماح، متحدثا لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “أثمنة النعاج، على سبيل المثال، تختلف حسب سنها وما إذا كانت تباع بخروف أو اثنين أو أكثر من ذلك، على أنه عموما يصل أدنى ثمن إلى 1500 درهم، بينما يبلغ السعر الأقصى، ويخص بالأساس النعاج التي تسوّق رفقة خرفان ستة آلاف درهم كحد أقصى”.
وأشار مربي الماشية عينه إلى أن “الأمطار التي تهاطلت بالأساس خلال شهر مارس على عدد من مناطق المملكة، ضمنها شيشاوة، ساهمت في توفير مساحات مهمة من المراعي للماشية”.
وأضاف المصرّح عينه أن “الانتشار الواسع للمراعي رافقه تراجع بيّن في أثمنة الأعلاف، إذ بات سعر الحزمة الواحدة (البالة) من البرسيم لا يتجاوز 70 درهما، بينما سجّل تراجع بـ20 درهما في ثمن الكيس الواحد من النخالة (فئة 50 كيلوغراما)”.
من جانبه، أبرز جواد كريم، كساب بمنطقة بني ملال، أن “الأثمنة التي تسوّق بها النعاج و ‘الخروفات’ خلال الفترة الحالية جيدة ومعقولة”، مستدركا بأن “الإشكال في أثمنة الخروف الذي قلّ الطلب عليه مؤخرا، بعد أن كان مرتفعا خلال شهر رمضان؛ بحيث إن الجزار الذي اعتاد أن يذبح ما يصل إلى عشرة خرفان، بات يكتفي بذبح اثنين أو ثلاثة”.
وتابع كريم، متحدثا لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأنه “طبيعي حينما يتفاوت العرض مقارنة بالطلب، فإن الثمن ينزل بطبيعة الحال؛ وهو ما يحصل مع أثمنة الخرفان بالتحديد”، مشددا على أن “النعاج والخروفات قد تزداد أسعار بيعها بشكل نسبي مع تساقط الأمطار مؤخرا؛ إذ سوف يزيد من نسبة اتساع المراعي”.
وأوضح مربي الماشي بمنطقة بني ملال أن “الغطاء النباتي الصالح للرعي بات متوفرا في كافة مناطق المغرب، على أن منطقة الرحامنة بالتحديد توجد بها المساحة الكبرى من المراعي خلال الفترة الحالية”.
كما استحضر جواد كريم أن “أثمنة الأعلاف بصمت على التراجع خلال الفترة الأخيرة، حيث نزل ثمن الحزمة الواحدة من البرسيم، على سبيل المثال، إلى 60 درهما بالنسبة لذات الجودة العالية؛ فيما تباع الحزم الأقل جودة بما بين 30 و40 درهما للواحدة”، مؤكدا أن “هذا من بين العوامل المهمة التي حددت أسعار المواشي خلال الفترة الحالية”.
0 تعليق