تترقّب سوريا وصول شحنة نفط روسي جديدة، ضمن سلسلة إمدادات متتالية تهدف إلى تعزيز قدرات البلاد في إنتاج الوقود، وتوفير مصادر طاقة تسهم في توفير الكهرباء بشكل أكثر استقرارًا.
وتُعد هذه الشحنة خطوة مهمة ضمن خطة توريد تستهدف كميات كبيرة من النفط الخام خلال الربع الثاني من العام الجاري (2025).
وأوضح مصدر مُطّلع، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن الشحنة يبلغ حجمها مليون برميل من النفط الخام، ومن المقرر أن تصل خلال أسبوع.
وأضاف أن الشحنة جزء من مناقصة طرحتها وزارة النفط السورية -قبيل الدمج مع وزارة الكهرباء- مؤخرًا لاستيراد 7 ملايين برميل من الخام لصالح مصفاة بانياس.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تسارع جهود الحكومة لتأمين المواد النفطية اللازمة لتشغيل المصافي المحلية بعد أشهر من التوقف نتيجة نقص الإمدادات؛ إذ كانت عمليات التكرير قد شهدت اضطرابات حادة خلال المدة الماضية.
وقد تزامن الكشف عن قرب وصول الشحنة مع زيارة وزير الطاقة السوري محمد البشير، يوم السبت 12 أبريل/نيسان 2025، إلى منشآت شركة مصفاة بانياس، لمتابعة سير العمليات التشغيلية بعد استئناف العمل بطاقة تقارب 95 ألف برميل يوميًا.
وأجرى الوزير مناقشات موسعة مع الكوادر الفنية والإدارية في الشركة؛ للوقوف على التحديات الفنية التي تواجه عمليات التشغيل والبحث عن حلول لتحسين الأداء، وسط توقعات بإعادة تفعيل قدرات المصافي بالتزامن مع تدفق الإمدادات الجديدة.
واردات سوريا من النفط الروسي
شهدت واردات سوريا من النفط الروسي نشاطًا ملحوظًا، خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن السلطات المعنية تؤكد أن التوريد يجري من خلال شركات خاصة فازت بمناقصات، دون وجود تعاقدات مباشرة مع الدول المصدّرة، وعلى رأسها روسيا.
ووفقًا لمصادر، تُنفّذ الشحنات، سواء كانت نفطًا روسيًا أو غيره من النفوط، وفق آلية استيراد محايدة، لا تتضمّن التزامات سياسية أو اقتصادية مباشرة مع الدول.
وتُعَد الشحنة المرتقبة جزءًا من أكبر مناقصة نفطية في تاريخ سوريا، أُعلنت يوم 26 مارس/آذار الماضي، لتوريد 7 ملايين برميل من الخام إلى مصفاة بانياس على 3 مراحل، تمتد حتى 20 يونيو/حزيران المقبل.

وبحسب وثائق اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تنص المناقصة على تسليم مليون برميل في المدة بين 15 و20 أبريل/نيسان الجاري، تليها 3 ملايين من 20 أبريل/نيسان إلى 20 مايو/أيار، ثم 3 ملايين من 20 مايو/أيار إلى 20 يونيو/حزيران.
وتضمّنت الشروط أن تُسعّر الكميات وفقًا لمتوسط سعر خام برنت، مع علاوة أو خصم يحدده العارض، كما اشتُرط في البائعين الالتزام الكامل بشروط المقاطعة التجارية لإسرائيل، إضافة إلى تقديم ضمانات مالية ودفع القيم بالدولار الأميركي بعد تقديم المستندات الأصلية.
شحنات سابقة من النفط الروسي
تأتي هذه التطورات بعد أن شهدت المواني السورية وصول 4 ناقلات مؤخرًا؛ 3 منها كانت مُحمّلة بنفط روسي، أفرغت حمولتها في ميناءي بانياس وطرطوس؛ ما ساعد على إعادة تشغيل مصفاتي بانياس وحمص، البالغ مجموع طاقتهما الإنتاجية نحو 240 ألف برميل يوميًا.
وتُظهر بيانات التتبع أن الناقلة "سكينة" وصلت يوم 25 مارس/آذار محمّلة بمليون برميل من الخام الثقيل، في حين سبقتها الناقلة "أكواتيكا" بيوم واحد بـ722 ألف برميل من الخام الخفيف؛ إذ وُزِّع النفط بحسب نوعه بين مصفاتي بانياس وحمص.

وتأتي هذه التحركات في ظل انقطاع الإمدادات الإيرانية منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي (2024)، ما أدى إلى توقف مصفاة بانياس لأشهر.
وتسعى سوريا من خلال هذه الشحنات إلى مواجهة أزمة الوقود المتفاقمة وتعويض العجز في الإنتاج المحلي.
العقوبات الدولية
تتزامن زيادة واردات سوريا من النفط الروسي مع ضغط العقوبات الدولية المفروضة على دمشق وموسكو؛ ما يدفع إلى اللجوء لشركات خاصة تعمل على تجاوز القيود المفروضة على التبادل التجاري، من خلال إيقاف أجهزة التتبع أو تغيير مسارات الناقلات.

وتؤكد وزارة الطاقة السورية أنها لا تتعامل مع دول بشكل مباشر، بل مع شركات فازت بالمناقصات؛ ما يجعل وصف الشحنات بـ"الروسية" مرتبطًا بمنشأ النفط لا بتعاقد سياسي مباشر.
وفي ضوء هذه التطورات، يُتوقع أن تسهم هذه الإمدادات، ولا سيما واردات سوريا من النفط الروسي، في تخفيف أزمة الوقود مؤقتًا، إلى حين استقرار تدفق الشحنات الأخرى، بما ينعكس على استقرار تقنية توفر الكهرباء وتحسين ظروف الطاقة في البلاد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
- زيارة وزير الطاقة السوري إلى شركة مصفاة بانياس للنفط، من حساب وكالة "سانا" في فيسبوك.
0 تعليق