"الأبواق الجزائرية" تحرّض مصر ضد المغرب على خلفية تقارب الرباط وأديس أبابا

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

تشن حسابات وصفحات جزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى صحافيين وإعلاميين يتبنون أطروحة النظام الحاكم في هذا البلد، في إطار ما بات يعرف بـ”الذباب الإلكتروني”، حملة لتحريض مصر ضد المغرب على خلفية التقارب العسكري الأخير بين الرباط وأديس أبابا.

ويحاول الواقفون وراء هذه الحملة شيطنة المملكة المغربية وتأجيج الفتنة بين الشعبين المغربي والمصري، داعين القاهرة إلى الاعتراف بالكيان الوهمي في تندوف ردا على هذا التقارب.

تعليقا على ذلك، قال وليد كبير، صحافي جزائري معارض، إن “النظام في الجزائر يسعى، من خلال أبواقه، إشعال نار الفتنة بين المغاربة والمصريين بعد توقيع اتفاقية عسكرية بين المغرب وإثيوبيا، محاولا استغلال هذا الأمر من أجل خلق أزمة دبلوماسية بين الرباط والقاهرة”.

وأضاف الصحافي الجزائري المعارض: “المعروف أن موقف مصر من قضية الصحراء هو موقف ثابت؛ فهي لا تدعم ولا تعترف بالبوليساريو والحركات الانفصالية، وتدعم الوحدة الترابية للمملكة”.

وشدد المصرح لجريدة هسبريس الإلكترونية على أن “الاتفاقية الموقعة بين الرباط وأديس أبابا ليست موجهة ضد مصر؛ لأن البلدين تجمعهما علاقات تاريخية لا يمكن زعزعتها من طرف أبواق إعلامية”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “هذه الحملة مردها تخوف النظام الجزائري من تحول في الموقف الإثيوبي من قضية الصحراء، إذ من المعروف أن أديس أبابا تعترف بجمهورية الوهم”.

وتابع كبير: “المغرب مهد لتغيير في موقف إثيوبيا عبر اختراق اقتصادي تجسده مجموعة من المشاريع الاستثمارية المغربية في هذا البلد، خاصة ما يتعلق بإنتاج الأسمدة، ثم تبعها اختراق عسكري من خلال تعزيز التعاون الأمني بين البلدين”، مسجلا أن “إثيوبيا لم تعد تلك الدولة التي ترافع على مصالح البوليساريو داخل الاتحاد الإفريقي؛ وهذا ما يثير حفيظة النظام، خاصة في ظل توجه الرباط إلى حشد أصوات الدول الإفريقية من أجل تعديل الميثاق الأساسي للاتحاد الإفريقي.. وبالتالي يطرد البوليساريو من هذه المنظمة”.

ولفت إلى أن “النظام الجزائري حاول خلق أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس وكذا موريتانيا، والآن يحاول فعل الشيء نفسه مع مصر عبر اللعب في المياه العكرة من أجل تحقيق مكاسب وهمية؛ من خلال استغلال التقارب بين المغرب وإثيوبيا، وكذا أزمة هذه الأخيرة مع مصر حول سد النهضة، وإطلاق أبواقه الإعلامية وذبابه الإلكتروني لمهاجمة المغرب، بعد شهر من مهاجمة مصر نفسها إثر تقاربه مع الجنرال خليفة حفتر، الرجل القوي في ليبيا”.

من جهته، أورد سعيد بركنان، إعلامي ومحلل سياسي، أن “هذه الحملة التي يشنها الذباب الإلكتروني والإعلام الجزائري ضد المغرب تؤكد أن العقيدة العدائية الجزائرية للمغرب، التي أحيتها منذ السبعينيات، فقدت بوصلتها التوجيهية ولا يهمها أن تصيب دولا أخرى من قبيل مصر وغيرها في طريق تحقيق أهدافها العدائية للمغرب”.

وأوضح الإعلامي والمحلل السياسي، في تصريح لهسبريس، أن “التاريخ لم يثبت أبدا أن هناك صراعا مغربيا مصريا، وإن كان هناك اختلاف بين البلدين حول كيفية تدبير بعض الأزمات مثل الأزمة الليبية ولم يرقَ أبدا إلى مستوى المساس أو الإضرار بمصالح كلا الطرفين أو الطعن في السيادة الترابية سواء سيادة المغرب على صحرائه أو تدخل المغرب وتحديد موقفه من مشكل حلايب وشلاتين”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “مصر لم تسجل من قبل تحفظها أو تخوفها من عودة المغرب سياسيا واقتصاديا بقوة للقارة الإفريقية، كما كانت تسجل تخوفها وصل إلى حد المواجهة العسكرية مع تركيا مثلا”، مبرزا أن “الجزائر، المدعمة لهذه الحملة، لم تستوعب بعد أن دبلوماسية المغرب تجاوزت مرحلة التهريج الدبلوماسي الذي لا تزال تعيشها الدبلوماسية الجزائرية”.

وتابع بأن “الجزائر لم تستوعب أيضا أن المغرب تجاوز مرحلة بناء علاقاته مع الدول الإفريقية من باب التجاذبات الإيديولوجية، وأصبح ينظر إلى إفريقيا بمنطق علاقات السوق الاقتصادي؛ غير أن هذا لا ينفي أن للدبلوماسية والعلاقات الدولية أعرافها التي تمارس بشكل سري بتبادل الرسائل والمواقف عبر السفارات، وتصل أحيانا إلى المشاورات قبل الإقبال على خطوات اقتصادية قد تكون عائقا أو مسببا توترات سياسية”.

تبعا لذلك، خلص سعيد بركنان إلى أن “هذه الحملة التحريضية التي تقف وراءها الجزائر لا بد أن تضعنا أمام حقيقة أن السيادة في القانون الدولي تطورت بالشكل الذي أصبحت معه السيادة الرقمية جزءا من العناصر التقليدية المؤسسة لسيادة الدولة، وأن الجزائر الآن بعد أن استكملت المملكة سيادتها الجغرافية وانتصرت لها دوليا لم تجد لها سبيلا للتحريض ضد المغرب سوى بالنيل من سيادته الرقمية وتسليط الذباب الإلكتروني لإشعال فتيل الفتنة بين مصر والمغرب”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق