محللون: سياسات ترامب تهدد مكانة أمريكا في قطاع الطاقة وتمنح الصين الأفضلية في السباق العالمي

خليجيون 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذّر خبراء ومحللون في قطاع الطاقة من أن الصين باتت على مشارف الهيمنة الكاملة على سوق الطاقة العالمي، في ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خاصة ما يتعلق بتوسيع نطاق الحرب التجارية وسياسات الحمائية الجمركية، مقابل تراجع الدعم الأمريكي للطاقة النظيفة.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه إدارة ترامب عن نظام جديد للرسوم الجمركية الصارمة مطلع الشهر الجاري، شهدت أسعار النفط هبوطًا حادًا، في حين وُجهت انتقادات متزايدة للقرارات التي أوقفت العديد من برامج دعم التكنولوجيا الخضراء التي أطلقتها إدارة الرئيس جو بايدن.

الصين تتقدم بثبات في سباق الطاقة النظيفة

تقرير جديد صادر عن شركة "وود ماكنزي" للاستشارات ونشرته صحيفة فاينانشيال تايمز، أشار إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة قد تعيق قدرة منتجي النفط الأمريكيين على المنافسة في الأسواق العالمية، في الوقت الذي تواصل فيه الصين تعزيز تفوقها في مجالات استراتيجية مثل بطاريات الليثيوم، السيارات الكهربائية، والخلايا الشمسية.

وقال التقرير إن التراجع في السياسات الداعمة للطاقة المتجددة، إلى جانب القيود الجمركية على استيراد المعدات الحيوية كالفولاذ، قد يؤدي إلى تباطؤ أو حتى تراجع في إنتاج النفط الأمريكي بحلول أوائل الثلاثينيات من هذا القرن، رغم أن إنتاج الولايات المتحدة النفطي كان قد سجل أعلى مستوياته على الإطلاق خلال فترة حكم بايدن.

ضربات مزدوجة لمنتجي النفط الصخري

وتعليقًا على تأثير تلك السياسات، قال روبرت كلارك، نائب رئيس أبحاث التنقيب في "وود ماكنزي"، إن "منتجي النفط الصخري يواجهون ضغوطًا متزايدة نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج بسبب الرسوم على الصلب والمعدات، في وقت يعانون فيه أصلًا من تراجع أسعار الخام وعدم الاستقرار السياسي".

في السياق ذاته، أشار جيسون بوردوف، مدير مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، إلى أن انخفاض أسعار النفط قد يشكل ضربة قاسية لمستقبل إنتاج النفط الأمريكي، ما يضع البلاد أمام مفترق طرق حاسم في سياستها الطاقية.

طعنات متتالية للطاقة المتجددة

في خطوة اعتبرها مراقبون استمرارًا لتقويض الطاقة النظيفة، ألغت إدارة ترامب مشروعًا ضخمًا لطاقة الرياح البحرية بقيمة 5 مليارات دولار كانت تنفذه شركة "إكوينور" النرويجية قبالة سواحل نيويورك، ما يُعد جزءًا من حملة أوسع لإلغاء سياسات مناخية أقرها بايدن.

ويُضاف إلى ذلك تهديدات ترامب بسحب مليارات الدولارات من القروض والمنح والإعفاءات الضريبية المخصصة لمطوري التكنولوجيا النظيفة، ضمن خطته لإلغاء قانون خفض التضخم، الذي يمثل حجر الزاوية في استراتيجية بايدن للانتقال نحو الطاقة النظيفة.

الصين تقود.. وأمريكا تتراجع؟

أمام هذا المشهد، يرى مراقبون أن الصين لا تزال تستفيد من تكاليف التصنيع المنخفضة والبنية الصناعية المتقدمة، ما يمنحها الأفضلية في إنتاج السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة والبطاريات.

وقال ديفيد براون، مدير قسم انتقال الطاقة في "وود ماكنزي"، إن "الولايات المتحدة قد تجد صعوبة في اللحاق بالصين، لكن ما زالت هناك فرص لتقليل الفجوة عبر تنويع مصادر الإنتاج المحلي وتقديم دعم حكومي مدروس للطاقة النظيفة".

ويبدو أن الجدل يحتدم داخل الكونغرس حاليًا حول حجم ونوع الدعم المطلوب، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من أن التحول في السياسات قد يمنح الصين تفوقًا طويل الأمد في أحد أكثر قطاعات المستقبل حساسية واستراتيجية.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق