جلسات محاكاة في معرض الكتاب

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انطلقت اليوم الجمعة، برواق البرلمان بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، جلسات محاكاة للعمل البرلماني لفائدة تلاميذ المستويين الإعدادي والثانوي؛ وهي تجربةٌ نوعية تجسد إسهام المؤسسة التشريعية في إذكاء حس المواطنة وتعزيز وعي النائشة بأهمية المشاركة السياسية.

في الموعد، و للسنة الثانية على التوالي، ينظم البرلمان بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة هذه التجربة الهامّة التي يشارك فيها نخبة من التلاميذ الممثلين في المجالس الجهوية التلاميذية لمحاكاة جلسات الأسئلة الشفوية الأسبوعية لمجلسي البرلمان.

وتجري جلسة المحاكاة داخل قاعة تمت تهيئتها بفضاء الرواق بطريقة تحاكي تلك التي تحتضن الجلسات العامة بالبرلمان، حيث تم تجهيزها بمنصة لرئاسة وأمانة الجلسة، وثلاثة صفوف مخصصة ل”الوزراء” و”البرلمانيين”، مع توفير خدمة الترجمة بلغة الإشارة.

والمميّز هذه السنة، أن جلسات المحاكاة تعرف مشاركة تلاميذ الجهات الـ12 للمملكة؛ في خطوة تعكس تعميم الإسهام في هذه المبادرة على جميع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والتي انطلقت اليوم مع ممثلي جهتي الداخلة وادي الذهب والعيون الساقية الحمراء، بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم والأولي والرياضة، سعد برادة، ونائب رئيس مجلس المستشارين، لحسن حداد، والأمين العام للمجلس، الأسد الزروالي.

وطبقا لأحكام الفصل 100 من الدستور، ومقتضيات النظام الداخلي للبرلمان، أعلن الرئيس عن افتتاح الجلسة الدستورية، كما قدم جدول أعمالها والذي تضمن برمجة ثلاثة قطاعات حكومية، وهي الشباب والثقافة والتواصل، والتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية، والانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ثم أعطى الكلمة لأمينة الجلسة لتلاوة المراسلات الواردة على المجلس، من نصوص تشريعية وآراء المؤسسات الدستورية، وعدد الأسئلة الشفوية والكتابة التي توصل بها مكتب المجلس.

إثر ذلك، أعلن رئيس الجلسة الشروع في طرح الأسئلة الشفوية المدرجة في جدول الأعمال، بإعطاء الكلمة للبرلماني الأول، لبسط سؤال شفوي حول جهود وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية من أجل تشجيع القراءة وتحسين دور المكتبات، وهو السؤال الذي أعقبه جواب الوزير الوصي على القطاع، تلا ذلك تقديم التعقيب من طرف البرلماني واضع السؤال، قبل أن يرد الوزير على التعقيب.

وهكذا، تناولت جلسة المحاكاة التي أبان فيها التلاميذ المشاركون عن قدراتهم في التسيير والتواصل والتفاعل السياسي، إلى جانب موضوع جهود الوزارة لتشجيع القراءة، موضوع محاربة الهدر المدرسي بالعالم القروي ثم إدارة النفايات وتطبيق القوانين المتعلقة بالتلوث بصفة خاصة؛ وهي الأسئلة المبرمجة ضمن القطاعات الثلاثة سالفة الذكر، قبل أن يتم رفع الجلسة، لتقديم محاكاة لجلسة ثانية تتضمن ثلاثة أسئلة في إطار وحدة الموضوع، حول ورش بناء ميناء الداخلة الأطلسي، والتي اعتمدت فيها نفس المنهجية في التسيير والتفاعل.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت التلميذة ملاك خاتيري، ممثلة جهة الداخلة وادي الذهب ورئيسة مجلس تلاميذ وتلميذات إقليم الداخلة وادي الذهب، التي ترأست الجلسة البرلمانية الثانية، أن هذه التجربة المميزة “تعد ثمرة جهود أطر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الذين أشرفوا على تكويننا على محاكاة أشغال جلسة برلمانية”.

وأعربت التلميذة عن سعادتها بتسيير هذه الجلسة، التي حضرها الوزير الوضي على قطاع التعليم، والتي سهرت خلالها على ضبط سير الأشغال، مشيدة بتجربة المحاكاة التي “تتيح لنا كشباب إيصال أصواتنا وتقريب عمل البرلمان من التلاميذ وجعله جزءا من الحياة المدرسية”.

من جهته، نوّه نائب رئيس مجلس المستشارين بهذه التجربة المتميزة والفريدة التي تحاكي جلسة البرلمان من طرف التلاميذ الذين أبانوا عن قدراتهم الكبيرة واهتماماتهم العالية بالقضايا السياسية والبرلمانية.

وأكد السيد حداد، في تصريح مماثل، أن الإعداد والتحضير لجلسة المحاكاة تطلب جهدا كبيرا ساهم فيه التلاميذ وأيضا الأطر التربوية وأطر الأكاديميات الجهوية وأطر مجلسي البرلمان، داعيا إلى “تثمين هذه التجربة وتعميمها بشكل أكبر وبرمجتها في مناسبات متعددة”.

وأشاد السيد حداد بتميز أطوار جلسة المحاكاة الأولى التي عرفت مشاركة تلاميذ ينحدرون من الأقاليم الجنوبية، مسجلا أنها “تجربة تُشرّف مجلسي البرلمان ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وجهتي الداخلة وادي الذهب والعيون الساقية الحمراء، كما تشرّف تلاميذ المغرب”.

من جهتها، قالت منسقة هذا المشروع بمديرية الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية، فاطمة لقرش، إنه تم تكوين التلاميذ على تجربة المحاكاة على مستوى الجهات الـ12 بالمغرب، مبرزة أن الأطر التربوية إلى جانب أطر البرلمان أشادوا من خلال التداريب بالمستوى العالي للتلاميذ.

وأعربت السيدة لقرش عن أملها في استمرار وتثمين هذه التجربة الرائدة بشراكة مع البرلمان، مسجلة أنها تشكل فرصة للتلاميذ لصقل شخصيتهم وتهييئهم لتحمل المسؤولية مستقبلا.

وستتواصل، طيلة أيام المعرض، فعاليات جلسات المحاكاة برواق البرلمان الذي يتميز أيضا بعرض مجموعة من الصور والفيديوهات والإصدارات والوثائق التي تبرز محطات أساسية في مسار المؤسسة التشريعية الممتد لأزيد من ستة عقود.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق