أعلنت شركة السيارات المشهورة فولفو غروب، التي تأسست في السويد، واستحوذت عليها (جيلي) الصينية قبل 15 عامًا، تسريح مئات العمال من 3 مصانع في أميركا.
جاء ذلك بسبب عدم اليقين الاقتصادي، وضعف الطلب المتوقع جراء الحروب التجارية التي أشعلها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب في كل موقع على الكرة الأرضية.
يأتي ذلك رغم إعلان الشركة، قبل أيام، الاستحواذ على مركز الشاحنات في أستراليا، والذي يُعد الأحدث في علاقته بهذه الدولة التي تعود إلى عام 1965، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومنذ دخوله البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2025، يثير ترمب زوابع في كل الدول بتعرفاته الجمركية التي يفرضها على الدول في كل اتجاه، والأسوأ أنه يعلن قرارات ويغيرها بعد أيام وربما ساعات.
ففي حين أنه فرض رسومًا على الصين والمكسيك وكندا في بداية السلسلة خلال مارس/آذار الماضي، وعد بفرض نسب أخرى على كل الدول في 2 أبريل/نيسان الجاري، لكنه ما لبث أن تراجع وأرجأ القرار لكل الدول 3 أشهر، وزادها على الصين من 125% إلى 145%؛ ما أجّج تلك الحرب بين أكبر اقتصادين في العالم.
رسوم ترمب الجمركية
قالت شركة فولفو غروب للسيارات إنها ستسرّح 800 عاملًا من 3 مصانع في أميركا، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بسبب عدم وضوح الرؤية في السوق، ومخاوف تتعلق بعدم وضوح الرؤية حول تحركات الطلب في مواجهة رسوم ترمب الجمركية.
وأوضحت الشركة في أميركا الشمالية، في بيان يوم الجمعة 18 أبريل/نيسان 2025، أنها تخطط لتسريح 550-800 عامل في مصانع الشاحنات التالية: ماك في ماكونجي ببنسلفانيا، و2 في دبلن بفرجينيا وهاجرستون في ماريلاند.
ويعمل بالشركة في أميركا، وهي جزء من فولفو غروب، نحو 20 ألف شخص، وفق بيانات الشركة على الموقع الإلكتروني.

صفقة استحواذ
استحوذت فولفو غروب على مركز الشاحنات الأسترالي، التابع لشركة تمثل شريكًا تاريخيًا لها في البلاد، ومن المقرر إغلاق الصفقة مطلع يوليو/تموز المقبل.
وبدأ نشاط شاحنات الشركة في أستراليا عام 1995، على يد مؤسسها ماكس وينكليس، لذلك كان دائمًا ما يردد عبارة "والد فولفو" في أستراليا.
وفي الوقت الذي أعلنت الشركة تسريح ما قد يصل إلى 800 عامل في أميركا من 3 مصانع، كان أطراف صفقة الاستحواذ حريصين على إعلان مصير عمال مركز الشاحنات الأسترالي، البالغ عددهم 300؛ حيث سيصبحون ضمن فريق فولفو بعد إتمام عملية الاستحواذ.
ووصف الرئيس التنفيذي لفولفو أستراليا مارتين ميريك، الصفقة بأنها لحظة فارقة في العلاقة بين الشركتين.
وقال: "هذا وقت حماسي لكل من فولفو ومركز الشاحنات الأسترالي.. إنه خطوة مهمة لنصبح قادرين على الاستثمار في نشاط يؤدي دورًا مهمًا بمواصلة نجاح فولفو في أستراليا".
وأشاد ميريك بشكل خاص بوينكليس لدوره المحوري في تعزيز حضور فولفو بالبلاد، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال: "يمنحنا هذا الاستحواذ أيضًا فرصة لرد الجميل لماكس وفريقه على ما قدموه من امتنان كبير على وضع أسس ما يُعرف بمجموعة فولفو أستراليا منذ سنوات مضت".
وتابع: "تُعد غرب أستراليا سوقًا رئيسة لمجموعة الشركة هناك؛ إذ أدّى فريق مركز الشاحنات في غرب أستراليا عملًا رائعًا في بناء علاماتنا التجارية بجميع أنحاء المنطقة".
وقدّم الشكر لمؤسس الشركة السويدية في أستراليا، وكل عمال مركز الشاحنات السابقين والحاليين، وأعلن ترحيبه بانتقال هؤلاء العمال بعد إتمام الصفقة.

سيارة الديزل
لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت حرب دونالد ترمب التجارية ستؤثر في مصير خطط فولفو السويدية من التخلص من الوقود الأحفوري.
وقد أصبحت فولفو أول شركة كبرى لصناعة السيارات تتعهّد بالتخلص التدريجي من سيارات الوقود الأحفوري في عام 2017.
لذلك خرجت آخر سيارة تعمل بمحرك ديزل تابعة للشركة، وهي السيارة الرياضية متعددة الاستعمالات إكس سي 90 (XC90)، من خط الإنتاج يوم الثلاثاء (26 مارس/آذار 2024) في مصنعها بالقرب من مدينة غوتنبرغ السويدية.
وكانت سيارة "إكس سي 90" عنصرًا أساسيًا في إحياء شركة صناعة السيارات، بعد أن اشترتها شركة جيلي الصينية العملاقة في صفقة قيمتها 1.3 مليار دولار خلال عام 2010.
وتحت ملكية جيلي، كشفت فولفو عن تشكيلة جديدة من السيارات الكهربائية؛ بما في ذلك سيارة "إي إكس 90"، بديلة "إكس سي 90".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق